
مبعوث ترامب يلتقي مع نتنياهو لبحث مساعدات غزة ودفع محادثات الهدنة

من معيان لوبيل ونضال المغربي
القدس/القاهرة (رويترز) – التقى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس في محاولة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من حدوث مجاعة.
وبعد وصول ويتكوف إلى إسرائيل بقليل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته تروث سوشيال “أسرع سبيل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن!!”.
ووصل ويتكوف في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بغزة والقيود المفروضة على المساعدات في القطاع.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير بعد الاجتماع بين ويتكوف ونتنياهو إن إسرائيل والولايات المتحدة تتفهمان ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن إلى خطة لإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح.
ولم يذكر المسؤول تفصيلا طبيعة هذه الخطة، ولكن ينظر إليها على أنها تحول من السعي إلى هدنة محدودة إلى اتفاق أشمل، لكنه أشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على زيادة المساعدات الإنسانية مع استمرار القتال في غزة.
وأعلن البيت الأبيض أن ويتكوف سيتوجه إلى غزة يوم الجمعة لتفقد عملية تسليم المساعدات الغذائية، بينما يعمل على وضع خطة نهائية لتسريع عمليات تسليم الإمدادات إلى القطاع.
وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين “سيقدم المبعوث الخاص والسفير إفادة للرئيس فورا بعد زيارتهما من أجل الموافقة على خطة نهائية لتوزيع الغذاء والمساعدات في المنطقة”.
ووصف ترامب يوم الخميس الوضع في غزة بأنه “مروع”، وذلك ردا على سؤال حول تعليقات حليفته النائبة الجمهورية مارجوري تيلور جرين التي وصفت الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني بالإبادة الجماعية.
وقال ترامب للصحفيين “ما يحدث هناك مروع، أجل، إنه أمر مروع. الناس يعانون من جوع شديد”. وتحدث ترامب عن المساعدة المالية التي تقدمها واشنطن للتعامل مع أزمة الجوع في غزة.
* محادثات وقف إطلاق النار
وصلت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الدوحة إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي مع تبادل الجانبين الاتهامات بالتسبب في الجمود واستمرار الفجوات بشأن قضايا منها الخطوط التي ستنسحب إليها القوات الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع إن إسرائيل أرسلت يوم الأربعاء ردا على أحدث التعديلات التي أدخلتها حماس على مقترح أمريكي ينص على تطبيق هدنة 60 يوما وإطلاق سراح رهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
ولم يصدر تعليق من حماس بعد.
وقال مسؤولون بالقطاع الطبي في غزة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 12 كانوا ضمن حشود تجمعت لتلقي المساعدات عند ممر نتساريم، وهي منطقة تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وسط غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية لتفريق حشود كانت تشكل خطرا عليهم دون تسجيل وقوع قتلى أو مصابين.
ومنذ اندلاع الحرب، سجلت وزارة الصحة في غزة 156 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، معظمها في الأسابيع القليلة الماضية، بينهم 90 طفلا على الأقل.
وفي مواجهة تنامي الغضب الدولي بسبب صور الأطفال الذين يتضورون جوعا، قالت إسرائيل يوم الأحد إنها ستعلق العمليات العسكرية 10 ساعات يوميا في أجزاء من غزة وستحدد طرقا آمنة للقوافل التي تنقل الغذاء والدواء.
* دعوات لحماس لإلقاء سلاحها
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من المواد الغذائية إلى غزة في أول يومين شهدا فترات توقف للعمليات العسكرية، لكن حجم المساعدات “لا يزال بعيدا كل البعد عن أن يكون كافيا”.
ويواجه السكان خطرا من القوات الإسرائيلية وعمليات نهب من فلسطينيين عند محاولة الوصول إلى الإمدادات.
وقال رجل من دير البلح لرويترز طالبا عدم كشف هويته “أنا حاولت أكتر من مرة أروح وأجيب طحين، لكن المرة الوحيدة اللي تمكنت فيها أني آخد كيس إجا واحد بسكين ثبتني في الشارع وأخده مني بعد ما هددني يضربني بالسكين”.
ويتزايد الضغط في غزة على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. ولا تزال حماس تحتجز 50 رهينة في غزة، ويعتقد أن 20 منهم لا يزالون أحياء.
وقادت أمهات رهائن احتجاجا أمام مكتب نتنياهو لمطالبة الحكومة بإنهاء الحرب، التي قتلت أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ أكتوبر تشرين الأول 2023. وجرى تنظيم مزيد من الاحتجاجات في تل أبيب.
وقال نتنياهو، الذي يضم ائتلافه الحاكم حزبين يريدان احتلال غزة وإعادة إنشاء مستوطنات يهودية هناك، إنه لن ينهي الحرب حتى ينتهي حكم حماس للقطاع وتلقي سلاحها. وترفض حماس الدعوات لإلقاء سلاحها.
وأيدت قطر ومصر، اللتان تتوسطان في جهود وقف إطلاق النار، إعلانا يوم الثلاثاء من فرنسا والسعودية حدد خطوات لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويذكر الإعلان أن حماس “يتعين عليها إنهاء حكمها في غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”. بينما استبعدت إسرائيل أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة.
وقالت فصائل تقودها حماس في بيان يوم الخميس إن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف قبل زوال “الاحتلال” وقيام دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس.
وتندد إسرائيل بتصريحات فرنسا وبريطانيا وكندا منذ الأسبوع الماضي بأنها قد تعترف بدولة فلسطينية، وهو ما تقول إسرائيل إنه مكافأة لحماس على هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب وهي الأعنف في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية قائلة إنهما يقوضان جهود السلام، في أحدث تحرك دبلوماسي واضح من جانب واشنطن نحو دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين والانحراف عن حلفائها الأوروبيين.
ولم يرد متحدث باسم السلطة الفلسطينية حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يتضح بعد الأثر الكامل للخطوة الأمريكية، وقالت وزارة الخارجية إن الأفراد المستهدفين سيُمنعون من السفر إلى الولايات المتحدة لكنها لم تحدد هوياتهم.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الذي يزور إسرائيل، إن المفاوضات بشأن حل الدولتين يجب أن تبدأ، لكن اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية سيأتي في نهاية هذه العملية.
وعبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير العدل ياريف ليفين يوم الخميس عن دعمهما لضم الضفة الغربية.
(شارك في التغطية ستيف هولاند وجيف ماسون وكانيشكا سينغ من واشنطن وشارلون جرينفيلد – إعداد محمد أيسم ونهى زكريا وأيمن سعد مسلم ومحمد علي فرج ومروة غريب وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير رحاب علاء)