متشددان يفجران نفسيهما في جنوب السعودية

من سامي عابودي
دبي (رويترز) – قالت وزارة الداخلية السعودية إن شخصين يشتبه أنهما من متشددي تنظيم القاعدة فجرا نفسيهما يوم السبت بعد محاصرتهما داخل مبنى حكومي في جنوب المملكة عقب هجوم على منفذ حدودي مع اليمن أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الأمن.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الاثنين كانا ضمن مجموعة من ستة أفراد من متشددي القاعدة هاجموا منفذ الوديعة الحدودي يوم الجمعة من اليمن. وقتل ثلاثة من المتشددين يوم الجمعة وأصيب رابع وتم اعتقاله.
وتعتبر السعودية حدودها مع اليمن التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر تحديا أمنيا رئيسيا. وتبني سياجا حدوديا مع اليمن منذ عام 2003 لمنع المتشددين والمجرمين من التسلل إلى أراضيها.
وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن قوات الأمن حاصرت الرجلين في الطابق الثاني من مبنى للمباحث العامة في منطقة شرورة بعد اقتحامهما المبنى يوم الجمعة وانه طلب منهما تسليم نفسيهما.
وأضاف التركي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية “في ساعة مبكرة من صباح هذا اليوم…عمد الجانيان إلى تفجير نفسيهما.”
وقال إن “المهاجمين لم يقدموا اي مطالب او تجاوب مع نداءات رجال الامن وسنتوصل لاهدافهم بعد التحقيق مع المصاب الذي اعتقل.. هم حاولوا جر رجال الامن للمبنى الذي تحصنوا فيه لكي يفخخوا المبنى وكان هناك حرص شديد على عدم اقتحام المبنى.”وكانت قناة العربية التي يملكها سعوديون ذكرت في وقت سابق إن المسلحين أبديا “مقاومة شرسة” لقوات الامن التي حاصرتهما وأطلقا نيران الأسلحة الآلية وألقيا قنابل يدوية عليها. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا بين قوات الأمن السعودية.
وتشعر السعودية بالقلق من اي تسلل محتمل للقاعدة من العراق حيث اجتاح متشددون مناطق واسعة من هذا البلد المجاور للمملكة.
وفي الجنوب يشن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجمات على أهداف تابعة للحكومة اليمنية مما زاد المخاوف من امتداد العنف عبر الحدود إلى السعودية.
وقال التركي للصحفيين إن “المملكة مستهدفة وليست المنافذ ولكن المملكة مستهدفة وكلنا نلتمس الاستهداف ونحن لا نستبعد باي حال من الاحوال وقوع العمل الارهابي ولكن ما نؤكده اننا لا نسمح ولن نمكن الفئة الضالة وخوارج هذا العصر من بلوغ غايتهم.”وتغلبت المملكة على نشاط القاعدة في داخلها قبل عقد لكنها أعلنت في مايو أيار اعتقال 62 شخصا يشتبه بأنهم من القاعدة ولهم صلات بمتشددين في سوريا واليمن. وقالت السعودية إن المعتقلين كانوا يخططون لهجمات على أهداف حكومية وأجنبية على أراضيها.
وقال التركي إن هجوم الجمعة بدأ عندما وصل ستة متشددين في سيارة تحمل لوحات دولة خليجية إلى نقطة تفتيش الوديعة في منطقة صحراء الربع الخالي التي تربط محافظة حضرموت اليمنية بالمملكة العربية السعودية.
وقتل المتشددون بالرصاص قائد دورية حدودية سعودية واستولوا على سيارته وشقوا طريقهم إلى داخل الاراضي السعودية باتجاه محافظة شرورة.
وأضاف التركي أن قوات الأمن تبادلت اطلاق النار مع المتشددين في السيارة الثانية وقتلت ثلاثة منهم والقت القبض على الرابع. وقال إن المتشددين قتلوا ايضا اثنين من رجال الأمن خلال الاشتباكات.
وكانت وسائل الاعلام السعودية قالت في وقت سابق إن الستة كلهم مواطنون سعوديون. وقال التركي إن السلطات تجري تحاليل لتحديد هوية المتشددين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في وقت سابق أن انتحاريا قاد سيارة محملة بالمتفجرات على الجانب اليمني من منفذ الوديعة الحدودي فقتل نفسه وجنديا وأصاب جنديا آخر.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن قوات الأمن اليمنية طاردت بعد الهجوم متشددين مسلحين فروا من مكان الهجوم في سيارتين في الصحراء.
لكن مسؤولا يمنيا قال لرويترز في إشارة على ما يبدو للهجوم نفسه إن المسلحين فروا إلى السعودية بعد الهجوم على المنفذ الحدودي مع اليمن.
وذكر المسؤول أن المهاجمين من مسلحي القاعدة.
ويربط منفذ الوديعة السعودية بمحافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن وهي مساحة من الأودية القاحلة والصحراء الخالية تمتد من ميناء المكلا في الجنوب إلى الحدود السعودية شمالا.
وتبني السعودية سياجا على الحدود مع اليمن منذ عام 2003 لكن العمل في بناء السياج كثيرا ما يتعطل بسبب احتجاج رجال القبائل الذين يقولون إن السياج يمنعهم من الوصول إلى المراعي.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن -أحمد صبحي خليفة)