The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

متقاعدة وطبيبة وطالبة يروين تجربة توقيفهن لدعم منظمة “فلسطين أكشن” البريطانية

afp_tickers

لم تكن مارجي مانسفيلد (68 عاما) تتصوّر أنها ستتّهم يوما بدعم “الإرهاب”، غير أن هذه المتقاعدة والجدّة لسبعة أحفاد، أوقفت في مطلع تموز/يوليو لتظاهرها احتجاجا على حظر بريطانيا منظمة “فلسطين أكشن” المؤيدة للفلسطينيين.

واستند قرار الحظر الذي يسري منذ تموز/يوليو، إلى قانون مكافحة الإرهاب في بريطانيا، بعدما اقتحم نشطاء في الحركة قاعدة جوّية في جنوب إنكلترا ورشّوا طلاء أحمر على طائرتين فيها، متسبّبين بأضرار بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني (9,55 ملايين دولار).

ومذاك، تنظّم مجموعة “ديفيند أور جوريز” تظاهرات تنديدا بالحظر الذي اعتبرته الأمم المتحدة “غير متناسب”.

وتقرّ مانسفيلد بأن “اتهامي بأنني إرهابية محتملة (شكّل) صدمة كبيرة”. 

في الخامس من تموز/يوليو، أوقفت الشرطة هذه المرأة البالغة 68 عاما خلال تظاهرة في لندن. وفي المجموع، أوقف أكثر من مئتي شخص لمشاركتهم في تجمّعات مماثلة، بحسب تيم كروسلاند من “ديفيند أور جوريز”.

ووجِّهت اتهامات بموجب قانون مكافحة الإرهاب إلى ثلاثة أشخاص الخميس في بريطانيا للتعبير عن دعمهم لمنظمة “فلسطين أكشن” في التظاهرة نفسها التي شاركت فيها مانسفيلد. 

وتصل عقوبة هذا السلوك إلى السجن ستة أشهر. ويُعاقب على الانتماء إلى جماعة محظورة أو التحريض على دعمها بالسجن لمدة قد تصل إلى 14 عاما.

ومن المرتقب تنظيم احتجاج السبت في لندن يتوقّع القيّمون عليه أن يستقطب أكثر من 500 شخص. وحذّرت الشرطة المشاركين من “العواقب الجنائية المحتملة لأفعالهم”. 

– “مذعورة” –

وتؤكّد الحكومة البريطانية أن المتضامنين مع “فلسطين أكشن”، “لا يدركون الطبيعة الفعلية” للمجموعة. وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر الثلاثاء إن المجموعة “ليست منظمة غير عنيفة”، مشيرة إلى حيازتها “معلومات مثيرة للقلق” حول مشاريعها.

وقرار الحظر هو موضع طعن أمام القضاء قدّمته هدى عموري إحدى مؤسِسات “فلسطين أكشن” التي أنشئت عام 2020 كـ”شبكة أفعال مباشرة” الهدف منها التنديد بـ”التواطؤ البريطاني” مع إسرائيل، لا سيما في ما يخصّ بيع الأسلحة للدولة العبرية. ويتوقع عقد جلسة في هذا الخصوص في تشرين الثاني/نوفمبر.

وتعرب مانسفيلد منذ سنوات عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، وخصوصا منذ الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أدى إلى مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية.

وتردّ إسرائيل مذاك بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل 61258 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. 

وقد دفع حظر “فلسطين أكشن” هذه المستشارة المصرفية السابقة إلى التحرّك. وهي تقرّ بأنها كانت “مذعورة” عشيّة التظاهرة.

وظهرت مانسفيلد في مشاهد تداولتها وسائل الإعلام وهي تُرفع من عدّة شرطيين بعدما رفضت النهوض، وإلى جانبها سيّدة في الثالثة والثمانين من العمر.

ثمّ وضعت في الحبس الاحتياطي “لحوالى 12 أو 13 ساعة” قبل إخضاعها لمراقبة قضائية شديدة. وتقول مانسفيلد متأسفة “لم يعد في وسعي اصطحاب أحفادي إلى متحف التاريخ الطبيعي”.

وتؤكّد “نحن مجرّد أناس عاديون من بيئات مختلفة… ولسنا إرهابيين”.

– “مسؤولية” –

وبالرغم مما آلت إليه الأمور، ليست مانسفيلد نادمة على مشاركتها في الاحتجاجات، شأنها في ذلك شأن أليس كلاك (49 عاما) طبيبة التوليد التي أوقفت في لندن في التاسع عشر من تموز/يوليو.

وتقول كلاك “لا يريد أحد التعرّض للتوقيف. لكنني أشعر بكلّ بساطة بمسؤولية” التظاهر “لمن تسنّى له القيام بذلك”، مندّدة بحظر “ينتهك حرّياتنا العامة”.

وتكشف الطبيبة التي سبق لها أن تعاونت مع منظمة “أطباء بلا حدود”، لوكالة فرانس برس، عن “الاشمئزاز” و”الروع” اللذين ينتاباها عندما ترى مشاهد الأطفال المصابين بالهزال.

وحذّرت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.

ويكرر المتظاهرون رفع لافتات كُتب عليها “أعارض الإبادة الجماعية. أدعم فلسطين أكشن”. من جانبها، ترفض إسرائيل الاتهامات المتزايدة عالميا بإبادة جماعية في غزة.

وتؤكّد كلاك أنها “تحضّرت” لتوقيفها، لكنها تقرّ بأن احتجازها لاثنتي عشرة ساعة كان شاقا. وتكشف “كنت على وشك البكاء أحيانا لكنني تمالكت نفسي بمجرّد التركيز على سبب إقدامي على هذه الخطوة”.

زهرة علي طالبة تدرس التاريخ في سنتها الأولى أوقفت هي أيضا في 19 تموز/يوليو، قبل الإفراج عنها بوضعها تحت المراقبة القضائية.

وتقول الشابة البالغة 18 عاما في تصريحات لوكالة فرانس برس “بلغنا حدّا باتت فيه المجاعة في غزة مثيرة للاشمئزاز. وحكومتنا لا تحرّك ساكنا”.

وتشدد الطالبة على أن دخول السجن في سنّها “مسألة جلل بالنسبة إلي… (لكن) إذا ما كان في وسع أشخاص في الثمانين من العمر تحمّل الأمر، فأنا أيضا يمكنني تحمّله”.

ولا تعتبر زهرة علي نفسها ناشطة، لكن “مجرّد شخص عادي… يعتبر أن ما تقوم به حكومتنا مجحف”.

ادم/م ن-س ح/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية