مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“محجبة، غير محجبة! غطاء الرأس”

كانت هذه الصور جزءًا من معرض أقيم خلال عامي 2018 و2019 بعنوان "محجبة، غير محجبة! غطاء الرأس" عرض فيه متحف العالم في فيينا سبعة عشر حالة متميزة تتعلق بارتداء أغطية الرأس وأثار تبادلا للآراء حول هذه القطعة البسيطة من القماش التي تثير الانقسام بين العديد من المدارس الفكرية.

في التقليد المسيحي، أصبح الحجاب رمزًا للكرامة والعفة والبتولية، كما حث القديس بولس النساء على إخفاء وجوههن عند التحدث مع الله. ويُنظر إلى الشعر المُسدل على أنه غير أخلاقي، ولا يُقبل إلا باعتباره امتيازًا حصريًا للسيدة مريم العذراء. الرأس المُغطّى هو أيضا أحد امتيازات المرأة المتزوجة، على غرار اللباس التقليدي للراهبات، حيث ترتدي المُعزّيات (في وفاة الزوج) حجاب الأرملة. وفي أواخر العصور الوسطى، كانت قواعد ارتداء اللباس تحدّد الكيفية التي يجب بها على النساء تغطية الرأس والرقبة في مدن أوروبا.

في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، أعرب البابا عن أسفه لتهور النساء اللواتي يتحدّيْن حدود العفة بالرقص بملابس “غير مُحتشمة”. وفي فترة النازية (أو الاشتراكية الوطنية)، كان الغرض من الحجاب وفستان “الدَرَنْدَل” التراثي التقليدي نقل الإحساس بالوطن، وفخرا وطنيا معينا، وأصالة محلية. وفي خمسينيات القرن الماضي، أصبحت أغطية الرأس المطبوعة من الإكسسوارات العصرية التي ترمز للفخامة والأناقة والتحرر. كما تعرضت هيكلية السلطة في العلاقات بين الجنسين لتحديات متزايدة. وفي النمسا، لم يُستبدل النموذج الأبوي للزواج بمبدإ المساواة والشراكة إلا في أواخر عام 1976.

في الوقت الذي ترتدي فيه بعض الشابات المسلمات الحجاب كوسيلة للحماية من الأوساخ أو الرياح، أو لأسباب تتعلق بالهوية الشخصية، تقوم أخريات بابتكار مظهر معيّن من ملابس الشارع.. ملوّن ومُبهج.. مثير مع أنه متواضع. في إيران، تختار ناشطات من ذوات الشعور الفضفاضة مواقع واضحة للعيان عند التقاطعات المزدحمة ويُلوّحْن بأغطية رؤوسهم كعلامة على الاحتجاج. في الوقت نفسه، يسترشد مُصمّمون غربيون بصرعات الخمسينيات ويقترحون أغطية رأس كلاسيكية كجزء من مجموعاتهم. وحتى يومنا هذا، لا تزال الملكة إليزابيث الثانية ترتدي غطاء رأسها من صنع شركة “هيرميس” بكل رشاقة وليس فقط عند الذهاب في رحلة.

(ترجمه من الانجليزية إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)
 

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية