The Swiss voice in the world since 1935

مقتل 20 مدنياً في غارات سورية على إدلب بينهم ثلاثة مسعفين

مسعف من منظمة بنفسج الانسانية السورية بعد نقله بسيارة إسعاف إثر اصابته بجروح خطرة في مدينة معرة النعمان السورية بينما كان في سيارة اسعاف مع مسعفين آخرين، نتيجة غارة للطيران السوري في العشرين من حزيران/يونيو 2019 afp_tickers

قتل 20 مدنياً على الأقل الخميس بينهم ثلاثة مسعفين، جراء غارات سورية استهدفت شمال غرب سوريا، تزامناً مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة حصدت عشرات القتلى.

وتخضع محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، منذ أيلول/سبتمبر لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يُستكمل تنفيذه. وتتعرّض المنطقة منذ نحو شهرين لتصعيد في القصف، يترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي المجاور.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الخميس في حصيلة جديدة مقتل 20 مدنياً بينهم ثمانية أطفال جراء غارات نفذتها طائرات سورية على مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تديرها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وتتواجد فيها فصائل اسلامية أخرى أقل نفوذاً.

ومن بين القتلى وفق المرصد، ثلاثة مسعفين من منظمة بنفسج الإنسانية المحلية وامرأة جريحة كانوا داخل سيارة اسعاف استهدفها القصف في مدينة معرة النعمان.

وشاهد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس سيارة الإسعاف المستهدفة. وقال إن مسعفين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) عملوا على نقل مسعف جريح من طاقم عمل بنفسج، كان داخل سيارة الإسعاف.

وقال فؤاد سيد عيسى أحد المسؤولين عن المنظمة لفرانس برس إن “القصف طال بشكل مباشر سيارة الإسعاف” وتسبب بمقتل المسعفين الثلاثة والمرأة التي كان الفريق يقلها إلى أحد المستشفيات.

وأصيب ثلاثة مسعفين آخرين كانوا في سيارة الإسعاف بجروح، أحدهم في حالة خطرة، وفق سيد عيسى.

ونددت المنظمة في بيان الخميس بهذا “الاستهداف الذي يخرق كل الاتفاقيات الدولية ويعرّض المسعفين والمراكز الإنسانية للخطر المباشر”.

وبحسب الأمم المتحدة، تعرض 23 مستشفى ومرفقا طبيا على الأقل للقصف منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب.

– 330 ألف نازح –

تشهد محافظة إدلب وجوارها منذ نهاية نيسان/أبريل تصعيداً عسكرياً، مع استهداف الطائرات الحربية السورية والروسية لمناطق عدة، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين.

وأحصى المرصد مذاك مقتل أكثر من 440 مدنياً.

وتدور منذ أسابيع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الجهادية والاسلامية على رأسها هيئة تحرير الشام من جهة ثانية، في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب. وتسببت المعارك المستمرة الخميس بمقتل خمسين مقاتلاً من الطرفين، أكثر من نصفهم من قوات النظام.

وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت بمقتل 43 من الطرفين.

وحقّقت قوات النظام تقدماً ميدانياً محدوداً في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الجهادية والمقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة.

وقتل أكثر من تسعين مقاتلاً من الطرفين خلال المعارك وجراء القصف خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد.

وباتت مدن وبلدات في هذه المنطقة شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف والمعارك. وأجبر التصعيد منذ مطلع أيار/مايو نحو 330 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وفق آخر تحديث لبيانات الأمم المتحدة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء روسيا وتركيا، ضامني اتفاق سوتشي، إلى العمل “بدون تأخير على استقرار الوضع” في إدلب، معرباً عن قلقه الشديد إزاء “احتدام” المعارك.

وسبق للأمم المتحدة أن أعربت مراراً عن خشيتها من حصول “كارثة انسانية” في حال استمرت أعمال العنف في إدلب ومحيطها.

– “أهداف محدودة”-

وتتهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بـ”التلكؤ” في تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته مع موسكو بشأن إدلب.

وفي مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء مع قناة الميادين المقربة من دمشق، ومقرها بيروت، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم “إدلب محافظة سورية وما يقوم به الجيش السوري من عمليات هو ضمن الأراضي السورية وهو حق مشروع من أجل تحرير الأرض”.

وبحث الرئيس السوري بشار الأسد مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في دمشق الخميس تطورات الأوضاع و”العمل السوري الروسي المشترك في ما يتعلق بهذه التطورات وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب في المناطق التي ما زال يتواجد فيها”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وأكد لافرنييف وفق سانا “دعم بلاده المستمر للجهود التي تبذلها الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضيها”.

وتكرر دمشق اعلان عزمها على استعادة كل الأراضي الخارجة عن سيطرتها، عبر القوة العسكرية أو من خلال ابرام اتفاقات تسوية.

ويرجّح محللون ألا يتحول التصعيد إلى هجوم واسع النطاق للسيطرة على إدلب كون تركيا وروسيا لا تريدان سقوط الاتفاق.

ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر لوكالة فرانس برس “لا تزال دمشق حتماً عازمة على السيطرة على كامل إدلب وكافة الأراضي السورية” الخارجة عن سيطرتها “لكن روسيا هي التي أتاحت هذه الاندفاعة العسكرية الأخيرة والتي يبدو أنها ذات أهداف محدودة”.

ويرى هيلر أن الهدف من التصعيد هو ضمان أمن مناطق مجاورة لإدلب بينها قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية الساحلية، بالإضافة إلى ممارسة مزيد من الضغط على تركيا للمضي في تنفيذ الاتفاق.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية