
منظمة الصحة: تفشي الجوع والمرض في السودان جراء الحرب

لندن (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن الجوع والمرض ينتشران في السودان الذي مزقه الحرب في ظل ظهور مجاعة بالفعل في مناطق عدة ومعاناة 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فضلا عن تسجيل نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ يوليو تموز الماضي.
شرد الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع الملايين وقسم البلد إلى مناطق متناحرة في ظل استمرار وجود قوات الدعم في الغرب، فضلا عن أن خفض التمويل يعرقل المساعدات الإنسانية.
قالت إلهام نور، كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة في بيان “لقد دفع العنف المتواصل المنظومة الصحية في السودان إلى حافة الهاوية، مما زاد من حدة أزمة يخيم عليها الجوع والمرض واليأس”.
وأضافت “الجوع يزيد من تفاقم عبء المرض”، مضيفة أن من المتوقع أن يعاني نحو 770 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن الكوليرا تفشت أيضا في مخيم للاجئي دارفور في شرق تشاد المجاورة.
وقال باتريس أهوانسو، المنسق بالمفوضية، إن تفشي المرض في مخيم دوقي للاجئين تسبب حتى الآن في 264 حالة إصابة و12 وفاة، مما دفع المفوضية إلى تعليق إعادة توطين اللاجئين من الحدود مع السودان لمنع حدوث حالات جديدة.
وقال أهوانسو في إفادة صحفية في جنيف “من دون اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل تعزيز الوصول إلى العلاج الطبي والمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة الصحية، والأهم من ذلك إعادة التوطين من الحدود، فإن حياة عدد من الأشخاص تصبح مهددة”.
كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قالت يوم الثلاثاء الماضي إن خفض التمويل يدفع جيلا كاملا من الأطفال في السودان إلى حافة ضرر لا يمكن تداركه مع تقليص الدعم واستمرار حالات سوء التغذية في أنحاء البلاد.
وتواجه مفوضية اللاجئين ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى واحدة من أسوأ أزمات التمويل منذ عقود والتي تفاقمت بسبب قرارات الولايات المتحدة ودول مانحة أخرى خفض تمويل المساعدات الخارجية.
وقال شيلدون يت ممثل يونيسف في السودان متحدثا عبر رابط فيديو من بورتسودان “لا يستطيع الأطفال الحصول على المياه الصالحة للشرب والغذاء والرعاية الصحية. سوء التغذية منتشر، والعديد من الأطفال الأصحاء أصبحوا مجرد جلد على عظم”.
وقال برنامج الأغذية العالمي في يوليو تموز إن عددا من المناطق الواقعة إلى الجنوب من العاصمة السودانية الخرطوم معرض لخطر المجاعة.
وقالت يونيسف إن الأطفال محرومون من الخدمات المنقذة للحياة بسبب خفض التمويل، في حين أن حجم الاحتياجات ضخم.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)