مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موجات الهجرة من فنزويلا ونيكاراغوا تنعكس توترا في دول اميركا اللاتينية

طفلان فنزويليان في مخيم للاجئين في ولاية رواريما شمال البرازيل، في 3 ايار/مايو 2018. afp_tickers

سترسل البرازيل تعزيزات الى حدودها مع فنزويلا بعد صدامات بين السكان المحليين ومهاجرين، ويتصاعد هذا التوتر في المنطقة مع هجرة فنزويليين وآخرين من نيكاراغوا فروا من بلديهم المأزومين.

وصل الى البرازيل في السنوات الثلاث الأخيرة عشرات آلاف الفنزويليين، هربا من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تجتازها بلادهم.

والمثال الأخير زمنيا للتوترات الناجمة عن هذه الموجة من الهجرة، هو السرقة والاعتداء اللذان تعرض لهما السبت تاجر من باكارايما (شمال) الحدودية مع البرازيل، في شمال البلاد، والمنسوبان الى فنزويليين.

فقد دمر عشرات السكان في هذه القرية التي يعيش فيها حوالى الف مهاجر في الشارع، مخيمين عشوائيين كبيرين وأحرقوا محتوياتهما وأرغموا من فيهما على العودة الى بلدانهم. وأطلقت أعيرة نارية وأقفلت المتاجر.

وقالت الفنزويلية كارول ماركانو “هذا أمر مرعب، فقد أحرقوا الخيم وكل ما كان فيها”. واضافت أن فنزويليين ردوا عبر تدمير سيارة تحمل لوحة برازيلية.

وأصيب ثلاثة برازيليين بجروح، كما قال متحدث باسم الشرطة العسكرية. ولم تتوافر أي معلومات تتعلق بالضحايا في الجانب الفنزويلي.

وبعد الإعتداء على التاجر، “بدأ الناس بطرد الفنزويليين من وسط المدينة، وارغامهم على العودة الى بلادهم”، كما قال لوكالة فرانس برس مواطن طلب التكتم على هويته.

-حوادث في كوستاريكا-

وقد تعهدت حاكمة ولاية رورايما سولي كامبوس بإغلاق الحدود موقتا، ودعت برازيليا الى ارسال تعزيزات “لمواجهة تطور الجريمة” المتصلة بالمهاجرين، كما قالت.

وفي المقابل، وعد الوزير البرازيلي للأمن العام ب 60 جنديا اضافيا سينضمون الإثنين الى العناصر الموجودة.

وثمة توترات متصلة بالهجرة في بلدان أخرى من أميركا اللاتينية، تؤججها الازمات في فنزويلا وفي نيكاراغوا حيث يقمع الرئيس دانيال أورتيغا حركة احتجاج على نظامه.

وفي البيرو والأكوادور، علق مهاجرون فنزويليون على الحدود حيث بات تطلب منهم جوازات سفر غير متوافرة لدى القسم الأكبر منهم، بدلا من بطاقة الهوية.

والاسبوع الماضي وحده، دخل حوالى 20 الف فنزويلي الى البيرو، كما تقول السلطات في ليما والتي اعتمدت هذه التدابير حتى 25 آب/اغسطس.

من جهتها، تتخوف السلطات الكولومبية من أن تترك عمليات المراقبة الحدودية المطبقة في الأكوادور منذ السبت، على اثر فرض حالة طوارىء على صعيد الهجرة، آلاف الفنزويليين عالقين في بلادهم.

ويعبر حوالى 3000 شخص يوميا حدود كولومبيا مع الاكوادور.

وتقدر الامم المتحدث ب 2،3 مليون شخص عدد الفنزويليين الذين غادروا بلادهم، هربا من البؤس وبحثا عن فرصة عمل. ووصل اكثر من 800 الف الى كولومبيا حيث يستفيدون من حق الاقامة الموقتة.

ويطمح عدد كبير من الفنزويليين للوصول الى بلاد بعيدة مثل البيرو وتشيلي والارجنتين او الاوروغواي.

وفي كوستاريكا، تظاهر مئات الأشخاص السبت، بعنف أحيانا، ملوحين برموز نازية، للتنديد بالمهاجرين الآتين من نيكاراغوا. وتدفق بعض منهم الى حديقة لا مرسيد بوسط سان خوسيه، للتعدي على المهاجرين. لكن الشرطة منعتهم كما قال وزير الأمن مايكل سوتو.

وردا على حوادث باكارايما، طلبت وزارة الخارجية الفنزويلية من السلطات البرازيلية “ضمانات تتعلق بالمواطنين الفنزويليين واتخاذ كل التدابير لحماية العائلات وممتلكاتها وتوفير أمنها وسلامتها”.

وفي النصف الاول من العام، سعى 65 الفا و740 فنزويليا الى اضفاء الصفة الشرعية على اوضاعهم في البرازيل، للحصول على حق اللجوء او الاقامة الموقتة.

في هذا الوقت، ما زالت فنزويلا تتخبط في الأزمة. ويثير اعتماد اوراق نقدية جديدة الاثنين بخمسة اصفار اقل من الاوراق الحالية، حماسة للشراء ويتسبب بصفوف انتظار طويلة امام محطات المحروقات.

في المقابل، يسجل الدولار في السوق السوداء ارتفاعا جنونيا، مع ازدياد المؤشرات الى القلق الكبير الذي يسود الناس.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية