The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

نازح في غزة لجأ الى زراعة الخضر ليصمد مع عائلته أمام شح الغذاء

afp_tickers

لجأ النازح الفلسطيني إبراهيم أبو جبل في قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى الأرض ليتمكن هو وأطفاله التسعة من البقاء على قيد الحياة في ظل شُح المواد الغذائية. 

ووسط خيام النازحين بما فيها خيمته التي نصبها في مدينة غزة، استصلح أبو جبل قطعة أرض صغيرة لا تزيد مساحتها على 120 مترا مربعا ليزرعها بالخضر مثل الطماطم والخيار والبصل والفلفل الحار. 

ويقول أبو جبل لوكالة فرانس برس بعدما انتهى من تقليب التراب في أرضه “هذا قوتنا اليومي، من خضراواتنا … الجسم يحتاج إلى حبة طماطم، حبة خيار”. 

ويضيف أبو جبل شاكيا “المنتجات غالية وغير متوافرة، وإن توافرت لا يوجد نقود لنشتريها”. 

لكن حتى هذه الكميات البسيطة من الخضر تحتاج إلى جهد من أبو جبل الذي دفعته الحرب للعودة إلى مهنته الأصلية كمزارع. 

ويقول بعد انتهائه من تقطيع خضراوات لابنته، إنه عاد للزراعة حتى “أعيش أنا وأطفالي ليوم آخر”. 

ويوضح “البذور غالية، نقوم بتجفيف حبة الطماطم، نأخذ البذور ونعيد زراعتها في علب حمص أو علب فول، قبل نقلها إلى الأرض”. 

كذلك، فإن مواد الرش والأسمدة والكيماويات باهظة الثمن، كما يواجه نقصا في إمدادات المياه. 

ويحصل أبو جبل (39 عاما) على المياه من صنبور ماء قريب، تصله المياه ساعة في اليوم و”أحيانا لا تأتي”. 

ويقول “أعبئ غالونات (المياه)، أحتاج إلى ما لا يقل عن 40-50 لترا (للأرض)، و30-40 لترا للمنزل”. 

وأحيانا يضطر لري مزروعاته بإعادة تدوير ما استخدمه وعائلته من مياه سواء لغسل الأطباق أو الملابس. 

– خطر المجاعة –

تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لفتح معابر غزة أمام مزيد من المساعدات الغذائية بعد أن حذّرت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة.

وكانت إسرائيل فرضت في الثاني من آذار/مارس الماضي حصارا مطبقا على قطاع غزة، ومنعت دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية.

وسمحت إسرائيل قبل أسبوع بدخول شاحنات يقل عددها كثيرا عن الاحتياجات اليومية المقدرة بنحو 600 شاحنة. كما استأنف الأردن تنظيم عمليات إلقاء رزم المساعدات من الجو بمشاركة عدة دول.

الأربعاء، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إن 1,5 في المئة فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا يزال ممكنا الوصول اليها وغير مدمرة، استنادًا إلى مسوحات بيانات الأقمار الصناعية الأخيرة.

وبحسب المنظمة، كان قطاع الزراعة قبل الحرب يمثل نحو 10 في المئة من اقتصاد قطاع غزة.

وتقدر المنظمة أن أكثر من 560 ألف شخص، أي ربع السكان، كانوا يحصلون على دعم جزئي على الأقل من الزراعة وصيد الأسماك.

– “لا تسد جوعا” –

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو في بيان “الناس يموتون جوعًا ليس لأن الطعام غير متوافر، ولكن لأن الوصول محظور، وأنظمة الغذاء المحلية انهارت، ولم يعد بإمكان الأسر حتى الحفاظ على سبل عيشها الأساسية”. 

وفي ظل شُح المساعدات التي تدخل، يضطر سكان القطاع إلى اللحاق بالشاحنات التي تحملها في مشاهد تطغى عليها الفوضى. 

الأربعاء، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 20 فلسطينيا قتلوا جراء انقلاب شاحنة مساعدات غذائية قرب مخيم النصيرات في وسط القطاع، بينما كان مئات المواطنين من منتظري المساعدات حولها.

وأواخر أيار/مايو، عادت إسرائيل وسمحت بدخول كميات محدودة من الطعام تولت توزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تمولها إسرائيل وواشنطن وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.

وشهدت مراكز التوزيع التابعة للمؤسسة الأميركية مقتل أكثر من ألف من منتظري المساعدات وفقا للأمم المتحدة، فيما تقول وزارة الصحة التابعة لحماس إن العدد وصل إلى 1706 قتلى. 

وشعر أبو جبل بصعوبة البحث عن طعام وما يسببه من معاناة بعد أن أصيبت ابنته (9 سنوات) في رأسها، قرب نقطة خيرية لتوزيع الطعام. 

ويقول “المساعدات الأميركية لا تسد جوع الناس ولا تسد جوع طفل”، قبل ان يتساءل “من لديه تسعة أطفال مثلي، بماذا سيساعده صندوق مساعدات؟”.  

فيد-دس-ها/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية