
نتانياهو يؤكد أنّ على إسرائيل أن تكمل هزيمة حماس لتحرير الرهائن

شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء على وجوب “إتمام هزيمة” حركة حماس لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك خلال ترؤسه اجتماعا أمنيا عُرضت خلاله الخيارات لمواصلة الحرب.
وقال نتانياهو خلال زيارة لمنشأة تدريب عسكرية إنّه “من الضروري إتمام هزيمة العدو في غزة، لتحرير جميع رهائننا، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد الآن”.
وعصر الثلاثاء عقد نتانياهو “اجتماعا امنيا استمر لنحو ثلاث ساعات” استعرض خلاله مع “رئيس أركان الجيش الخيارات لمواصلة العمليات في غزة”، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأكّد المكتب أنّ الجيش “مستعدّ لتنفيذ أيّ قرار تتّخذه” الحكومة.
وفي نيويورك التأم مجلس الأمن الدولي للبحث في قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك بطلب من إسرائيل التي تقول إنها تريد وضع هذا الملف في صلب الأجندة الدولية.
وخلال الاجتماع، حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأميركيتين ميروسلاف ينتشا من أنّ توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني يهدّد بـ”تداعيات كارثية”.
وكان نتانياهو أعلن الإثنين أنّ مجلس الوزراء سيلتئم في وقت لاحق هذا الأسبوع لاتخاذ قرار حول كيفية المضي قدما في الحرب ضد حماس في غزة.
وبحسب تقرير بثته اذاعة “كان” العامة فإن “عدة وزراء أكدوا بعد حديثهم مع رئيس الوزراء أنه قرر توسيع العمليات القتالية لتشمل مناطق يُحتمل وجود رهائن فيها”.
وأعلنت صحيفة “معاريف” اليومية الخاصة أنّ “القرار قد اتّخذ. نحن في طريقنا لغزو كامل لغزة”.
في المقابل، شككت وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة 12 في توسيع الجيش لعملياته ورأت أن هذه التصريحات ما هي إلا محاولة للضغط بهدف تسريع المفاوضات.
وعبر حسابه على منصة إكس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر “من واجب رئيس الأركان أن يعبّر عن رأيه المهني بوضوح وبدون لبس أمام القيادة السياسية، وأنا مقتنع بأنه سيقوم بذلك”.
ولاقت الخطة التي يتم تداولها في الإعلام ردّ فعل غاضبا من حكومة حماس في غزة التي أكدت أنها لن تغيّر موقفها بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس الثلاثاء “الكرة في ملعب الاحتلال والجانب الأميركي. للأسف الجانب الأميركي يواصل دعم الاحتلال، وهذا فعليا يؤخّر إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى”.
وأبدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء استعدادها لأن تؤمن للرهائن “أدوية ومواد غذائية (وتزودهم) أخبارا عن عائلاتهم”.
وقالت المنظمة “رغم أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تجري حوارا دائما مع مجمل الأطراف، إلا أنها لا تشارك في المفاوضات”.
– ضغوط –
وبعد 22 شهرا من القتال الذي بدأ بعد هجوم شنته حركة حماس على الحدود الجنوبية لإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواجه نتانياهو ضغوطا على جبهات عدّة.
ففي إسرائيل، بدت عائلات الرهائن الـ49 المتبقين في قطاع غزة، مصدومة من الحديث عن توسيع للعمليات، وطالبت بوقف لإطلاق النار لإعادتهم.
وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن اشمئزازه حيال نشر حماس تسجيل فيديو للرهينة الإسرائيلي إفياتار ديفيد يبدو فيه هزيلا وواهنا ويحفر بيده ما يُعتقد أنه قبره.
وعن الفيديو، قال ترامب في تصريح لصحافيين في البيت الأبيض “إنه مروّع، وآمل أن يتمكّن أشخاص كثر من مشاهدته، على سوئه، لأنّني أعتقد أنّه أمر مروّع”.
عالميا، تدفع المنظمات الإنسانية نحو السماح بإدخال الغذاء إلى الفلسطينيين المهدّدين ب”مجاعة جماعية”، فيما أعلنت عواصم غربية عن خطط للاعتراف بدولة فلسطين، رغم معارضة شديدة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويحاول حلفاء نتانياهو من اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، استغلال الحرب لإعادة احتلال غزة وإحكام السيطرة على الضفة الغربية المحتلة.
– “مات وهو جائع” –
وعلى الأرض، تستمر النيران والغارات الإسرائيلية باستهداف الفلسطينيين، إذ سُجّل الثلاثاء مقتل 68 شخصا بينهم 56 كانوا ينتظرون قرب مراكز لتوزيع المساعدات خصوصا في خان يونس، في جنوب القطاع، وفي منطقة زيكيم الواقعة في شمال القطاع والتي يدخل عبرها جزء من المساعدات المصرّح بها إسرائيليا.
وردّا على سؤال لفرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق “عيارات تحذيرية” باتجاه “حشد من الغزيين الذين كانوا يتقدّمون باتجاهه” عند مفترق موراغ، لكنه أشار إلى أنّ لا علم له بسقوط ضحايا.
وفي مستشفى ناصر، تجمّع غزّيون لتوديع أبنائهم وأقاربهم قبل تشييعهم.
وقالت كرم نصر التي كانت ترتدي الأسود وبدت شاحبة، إن كل ما حصل عليه ابنها هو لوح خشبي.
وأضافت “ذهب وهو جائع وعاد وهو جائع ومات وهو جائع. دماؤه على اللوح، ابني في الثلاجة واللوح عندي في البيت”.
ومع ذلك، أكدت نصر بأسى أنها مضطرة للذهاب والانتظار قرب مركز التوزيع لإحضار الطعام لأن “الجوع يقتلني، يقتل أولادي”.
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحملة عسكرية أسفرت عن مقتل 61020 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
– سلع تجارية –
وأعلن مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) الثلاثاء أنّ إسرائيل ستسمح جزئيا بدخول السلع التجارية مجددا إلى غزة لتخفيف اعتماد القطاع على المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الدولية.
وقال المكتب في بيان إنّه “في إطار صياغة الآلية، وافقت المؤسسة الدفاعية على عدد محدود من التجار المحليين، شرط الخضوع إلى معايير عدّة ومراقبة أمنية صارمة”.
وأطبقت الدولة العبرية حصارها على قطاع غزة مطلع آذار/مارس، قبل أن تعلن في أيار/مايو تخفيفه جزئيا، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” المثيرة للجدل أثار انتقاد المنظمات الدولية. وتفاقمت الأزمة الإنسانية والنقص في المواد الغذائية والأساسية في القطاع الفلسطيني.
واستؤنف الشهر الماضي دخول قوافل المساعدات وعمليات إلقاء المساعدات من الجو، إلا أن الأمم المتحدة تعتبر أن كميات الغذاء التي تدخل القطاع غير كافية لتجنّب المجاعة.
من جانبهم، دعا مقررون خاصون تابعون للامم المتحدة الثلاثاء إلى التفكيك الفوري لمنظمة غزة الانسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي بدأت توزيع مساعدات في قطاع غزة في أيار/مايو.
وجاء في بيان مشترك لهؤلاء الخبراء أن “مؤسسة غزة الإنسانية… مثال مقلق للغاية على كيفية تسخير المساعدة الإنسانية لأجندات عسكرية وجيوسياسية خفيّة في انتهاك خطير للقانون الدولي”.
بور/ها-ب ق-ود/بم