مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هايتي تودع الرئيس مويز

صورة مؤرخة في 20 تموز/يوليو 2021 لشخص يحمل صورة الرئيس الراحل جوفينيل مويز في بور او برنس afp_tickers

تجمع الهايتيون الجمعة لوداع الرئيس جوفينيل مويز وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد اسبوعين على اغتياله في بلد يعاني من الفساد والفقر وعدم الاستقرار السياسي.

ودفن مويز الذي كان يبلغ 53 عاما عندما قتل بالرصاص في منزله في الساعات الأولى من السابع من تموز/يوليو، في كاب هايتيان، المدينة الرئيسية في المنطقة الشمالية التي يتحدّر منها.

وفيما كانت الشرطة تجوب الشوارع التي كانت هادئة نسبيا، تجمع أقارب مويز ومسؤولون حكوميون وأنصار الرئيس الضحية ودبلوماسيون في مكان الجنازة التي يتوقع أن تستمر ساعات عدة.

ولفّ نعش مويز بعلم هايتي الأحمر والأبيض والأزرق مع الوشاح الرئاسي فيما كان محاطا بالزهور. وكانت قد وضعت شاشات كبيرة ليتمكن المشيعون من مشاهدة الحدث.

ويفترض أن تلقي مارتين أرملة مويز التي أصيبت بجروح خطرة في الهجوم الذي تسبب في قتل زوجها وتطلبت علاجا في الولايات المتحدة، كلمة خلال التشييع بالإضافة إلى أحد أبنائها.

وأرسل الرئيس الأميركي جو بايدن وفدا رفيع المستوى إلى الجنازة ضم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد ومبعوثه الخاص الجديد إلى هايتي دانيال فوت.

وحتى الآن، أوقف أكثر من 20 شخصا، معظمهم كولومبيون، وتقول الشرطة إن المؤامرة دبرها هايتيون لديهم طموحات سياسية وعلاقات خارجية.

لكن الغموض لا يزال يخيّم على القضية.

وأعرب الهايتيون عن صدمتهم لاعتبارهم أن الأشخاص المكلفين حماية الرئيس ومقر إقامته خذلوه. وتعاني الدولة الكاريبية الفقيرة من الجرائم ووجود عصابات نافذة، وهي مشكلات تفاقمت خلال رئاسة مويز.

– على حافة الهاوية –

وفي وقت سابق من الأسبوع، اندلعت اشتباكات عندما قام قائد الشرطة ليون تشارلز بزيارة لمدينة كاب هايتيان واستقبل بصيحات استهجان أثناء مراجعته الترتيبات الأمنية للجنازة.

ويلقي سكان محليون باللوم على قائد الشرطة في عدم حماية مويز الذي أصيبت زوجته مارتين بجروح خطرة في هجوم بالرصاص على ما يبدو نفذته مجموعة تضم جنودا متقاعدين كولومبيين، من دون وقوع إصابات في صفوف الحرس الرئاسي.

وأثار اغتياله توترا طويل الأمد بين شمال هايتي وغربها، وهو أمر يعزى جزئيا إلى الانقسامات العرقية التاريخية التي تعود إلى الاستعمار الفرنسي بين السود الشماليين المتحدرين من العبيد والهايتيين ذوي البشرة الأفتح من أعراق مختلطة الذين يعيشون في الجنوب والغرب.

حتى أن بعض السكان أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى كاب هايتيان بهدف منع سكان العاصمة بور او برنس من حضور الجنازة.

وقالت رئيسة بلدية كاب هايتيان إيفروز بيار “سنبذل كل ما في وسعنا لتكريمه بالطريقة التي يستحقها، بما يتماشى مع أهميته لمدينتنا”.

– دعاء من أجل العدالة –

أقيم قداس كاثوليكي لمويز الخميس في كاتدرائية المدينة تلاه موكب تكريمي.

وقالت امرأة كانت تقف قرب الكاتدرائية اسمها كارين “اغتياله أحزنني كثيرا. دعوت من أجل روحه. دعوت من أجل تحقيق العدالة”.

وأقيمت احتفالات تذكارية على شرف مويز هذا الأسبوع في بور او برنس أيضا.

وحضر احدها رئيس الوزراء الجديد أريال هنري الذي أدى اليمين الثلاثاء وتعهد اعادة النظام وتنظيم انتخابات طال انتظارها على النحو الذي يتماشى مع تطلعات الهايتيين والمجتمع الدولي.

وكلف المبعوث الاميركي الخاص لهايتي المساعدة في تنظيم الانتخابات.

ولا يوجد في هايتي برلمان نشط وليس هناك إلا حفنة من أعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين. أما الحكومة الموقتة التي شكلت هذا الأسبوع، فليس لها رئيس.

وشدد وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن على “أهمية تهيئة الظروف اللازمة للهايتيين من أجل التصويت في انتخابات تشريعية ورئاسية حرة وعادلة في أقرب وقت ممكن”.

وحكم مويز هايتي، أفقر دولة في الأميركتين، بموجب مرسوم بعد تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 2018 بسبب خلافات عدة.

وبالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، كان من المقرر إجراء استفتاء دستوري في هايتي في أيلول/سبتمبر بعد تأجيله مرتين بسبب كوفيد.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية