The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أب مكلوم بغزة قتل الجوع طفله يكابد لإنقاذ بقية الأبناء من الموت

reuters_tickers

من محمود عيسى وحاتم خالد

غزة (رويترز) – قال إبراهيم النجار إن سوء التغذية الذي يفتك بقطاع غزة حرمه من ابنه نعيم البالغ من العمر خمس سنوات، ورغم مرور عام على ذلك لا يزال يبكي حزنا على نجله ويكابد كي لا يلقى أشقاء نعيم نفس المصير.

وأضاف النجار الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة أن ابنه فرج البالغ عشر سنوات ربما يلحق بأخيه، وقال “هذا الولد له تقريبا شهر ماشي في مسلسل يغمى ويدوخ (يفقد وعيه)، بدنه كان قد حجمه مرتين”.

وعرض النجار (43 عاما) شهادة طبية تُظهر أن نعيم توفي في 28 مارس آذار 2024. ونزحت العائلة بأكملها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين.

ومثل كثير غيرها، كانت أسرة النجار تتناول ثلاث وجبات يوميا قبل اندلاع الحرب في أكتوبر تشرين الأول 2023، لكنها لا تستطيع الآن سوى أن تحلم بتناول بعض الأطعمة البسيطة مثل الخبز والأرز والفواكه والخضروات.

واندلعت الحرب بعد أن هاجم مسلحون فلسطينيون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل.

ويركز شقيق نعيم، عدنان البالغ 20 عاما، على رعاية بقية إخوته، فيستيقظ كل صباح في الساعة 5:30 صباحا ليشق طريقه بحذر عبر أكوام الأنقاض في غزة للعثور على مطبخ للطعام المجاني بينما تستعر الحرب في مكان قريب.

وقالت نجوى والدة الطفل نعيم البالغة 40 عاما “والله ما في ملح في داري، والله بشحت حبة الملح”.

وأضافت “الناس بيقولوا غزة، غزة، غزة. تعالوا شوفوا أطفال غزة كيف بتموت. اللي مش مصدق، يجي يشوف أطفال غزة كيف بتموت. احنا مش عايشين، احنا بنموت بطيء بطيء”.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الأربعاء إن خمسة أشخاص جدد لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، مما يرفع عدد الوفيات نتيجة لهذه الأسباب إلى 193 فلسطينيا على الأقل، بينهم 96 طفلا، منذ بدء الحرب.

* سيناريو المجاعة

قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي للجوع، إن سيناريو المجاعة يتكشف في قطاع غزة، مع انتشار الجوع ووفاة الأطفال دون سن الخامسة لأسباب تتعلق بالجوع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الخاضع لحصار شديد.

وتتوالى التحذيرات من المجاعة وسوء التغذية من جانب وكالات الإغاثة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن استهلاك الغذاء في قطاع غزة انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب.

وتحدث 81 بالمئة من الأسر في هذه القطاع الساحلي الصغيرة المكتظ الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة عن استهلاك كميات قليلة جدا من الغذاء، مقارنة مع 33 بالمئة من الأسر في أبريل نيسان.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان “لجأت تسع من كل عشر أسر تقريبا إلى آليات تكيف شديدة القسوة لإطعام أنفسهم، مثل المخاطرة بسلامتهم للحصول على الغذاء، والبحث في القمامة”.

وحتى عندما لا يتملك الضعف من بعض الفلسطينيون إلى الحد الذي يمنعهم من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات، فإنهم يظلون عرضة للإصابة أو الموت في خضم التدافع للحصول على الغذاء.

ووفقا لأحدث الأرقام المتاحة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، زاد عدد حالات الإدخال إلى المستشفى بسبب سوء التغذية بمقدار المثل تقريبا خلال الفترة من يونيو حزيران إلى يوليو تموز من 6344 حالة إلى 11877 حالة.

وفي هذه الأثناء، لا يوجد أي مؤشر في الأفق على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن، وبحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، تصدى رئيس الأركان الإسرائيلي لخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستيلاء على مناطق في غزة لا تخضع لسيطرة إسرائيل حاليا.

وتوعد نتنياهو بعدم إنهاء الحرب حتى القضاء على حماس التي تقول إسرائيل إن الهجوم الذي قادته في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 60 ألف شخص. وتسببت الحرب في تحويل القطاع، أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، إلى بحر من الأنقاض، ويخشى أن يكون عدد من الأشخاص دفنوا تحتها.

* “هلاك الموت”

تحتضن أميرة مطير (32 عاما) طفلها النحيل عمار، الذي تقول إنه يعاني من سوء التغذية، وتتوسل إلى العالم أن يتدخل لإنقاذه.

وقالت “هلاك الموت قاعد بيهدده بس من الجوع”، مضيفة أنه يتحمل 15 أو 20 يوما في الشهر دون حليب، لذا فهي تنتظر ساعات في المستشفى للحصول على محلول مدعم غذائيا.

وأضافت أنه في بعض الأحيان يضطر إلى شرب سوائل ملوثة بسبب نقص المياه النظيفة.

وتعتمد أميرة وأطفالها وزوجها على مطعم خيري يقدم لهم وجبة طعام صغيرة يوميا لسد رمقهم. وتقول إنهم يتناولون هذه الوجبة وبعدها ينتظرون “لتاني يوم مبناكلش شيء”.

(شارك في التغطية نضال المغربي من القاهرة وأوليفيا لو بواديفين من جنيف – إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير مروة سلام)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية