
ألمانيا تعلن عن جسر جوي للمساعدات لغزة وتدرس زيادة الضغط على إسرائيل

من سارا مارش
برلين (رويترز) – قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الاثنين إن برلين ستبدأ على الفور جسرا جويا لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة في الوقت الذي تدرس فيه تكثيف الضغط على إسرائيل بسبب الوضع “الكارثي” في القطاع.
ومع اقتراب عدد القتلى جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في غزة من 60 ألفا، تقول السلطات الصحية في القطاع إن أعدادا متزايدة من الناس تموت بسبب الجوع وسوء التغذية. وتترك صور الأطفال الذين يتضورون جوعا العالم في حالة صدمة، وتؤجج الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب تدهور الأوضاع بشدة.
ولا تزال ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أقوى حلفاء إسرائيل وأكبر موردي الأسلحة لها. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إن الكثير من الناس يتضورون جوعا في القطاع، مناقضا بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نفى وجود مجاعة هناك.
وقال ميرتس في مؤتمر صحفي في برلين إن الحكومة الأمنية الألمانية اجتمعت لأكثر من ساعتين يوم الاثنين لمناقشة الوضع. وفي حين رحبت بإعلان إسرائيل عن وقف العمليات العسكرية لعشر ساعات يوميا في أجزاء من غزة باعتباره “خطوة أولى مهمة”، فقد اتفقت على ضرورة أن يتبع ذلك المزيد.
وفي رده على سؤال عما إذا كان الاجتماع تطرق إلى فرض عقوبات مثل تعليق اتفاقية الاتحاد الأوروبي التي تحكم العلاقات مع إسرائيل، وهي خطوة رفضتها ألمانيا سابقا، قال ميرتس إن المجلس ناقش الخيارات المتاحة.
وأضاف “نحن نبقي هذه الخطوات مطروحة على الطاولة”.
وسيعمل ميرتس قبل اتخاذ أي قرارات على التحدث إلى نتنياهو في وقت لاحق يوم الاثنين، وسيتوجه وزير الخارجية يوهان فاديفول إلى المنطقة يوم الخميس، ربما برفقة نظيريه البريطاني والفرنسي. ثم ستعيد الحكومة الألمانية تقييم الوضع مطلع الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، ستبذل برلين ما في وسعها للمساعدة في تخفيف الوضع الإنساني، وستدشن جسرا جويا بالتعاون مع الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة.
وقال ميرتس “سينسق وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عن كثب مع فرنسا والمملكة المتحدة، اللتين أبدتا استعدادهما أيضا لتوفير جسر جوي لنقل المواد الغذائية والطبية”.
وأضاف “نعلم أن هذا لا يمكن أن يوفر سوى مساعدة محدودة جدا لسكان غزة، ولكنه مع ذلك مساهمة نتطلع إلى تقديمها”.
وأضاف أن ألمانيا ستُعد أيضا لمؤتمر إعادة إعمار غزة بالتنسيق مع شريكتيها الإقليميتين، بريطانيا وفرنسا. وتابع قائلا “يجب ألا تحدث أي عمليات طرد أخرى من قطاع غزة”.
ويقول المسؤولون الألمان إن نهجهم تجاه إسرائيل تحكمه مسؤولية خاصة، تُعرف باسم “المسؤولية الحكومية”، مستمدة من إرث محرقة النازي.
ويعتقدون دائما أن بإمكانهم تحقيق المزيد من خلال القنوات الدبلوماسية الخلفية بدلا من التصريحات العلنية.
لكن ميرتس تعرض في الأسابيع القليلة الماضية لضغوط متزايدة، بعضها من داخل ائتلافه الحكومي، لاتخاذ موقف أكثر حزما تجاه إسرائيل، وتعرض لانتقادات واسعة النطاق لعدم انضمامه إلى بيان أصدرته الأسبوع الماضي عشرات الدول الغربية يستنكر “القتل غير الإنساني” للفلسطينيين.