The Swiss voice in the world since 1935

ألمانيا تعيد فتح سفارتها في دمشق وتطالب ببسط الأمن في “سوريا للجميع”

afp_tickers

أعادت برلين رسميا فتح سفارتها في دمشق الخميس تزامنا مع زيارة لوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي التقت الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وحضّت السلطات على ضمان الأمن واحتواء المجموعات المسلحة كي تكون “سوريا للجميع”. 

وبعد ثلاثة أشهر على إطاحة الرئيس بشار الأسد، تسلّمت وزيرة الخارجية الألمانية رسميا مفاتيح السفارة التي أُغلقت عام 2012 بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد وتحوّلها نزاعا داميا مع قمعها من قبل السلطات.

والتقت بيربوك خلال زيارتها الشرع ونظيرها أسعد الشيباني، على ما أفادت الرئاسة السورية، في وقت لا تزال السلطات الانتقالية تواجه الكثير من التحديات الأمنية والاقتصادية في بلد رزح لسنوات تحت وطأة نزاع دام. 

وشدّدت وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي في دمشق على ضرورة “الانتقال من الأقوال إلى الأفعال”.

وقالت “من الضروري ضبط الجماعات المتطرفة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم”، مضيفة “ينبغي الحؤول دون أي محاولة جديدة للتصعيد”.

وجاءت زيارة بيربوك، وهي الثانية لها منذ إطاحة الأسد، بعد أعمال عنف شهدتها منطقة الساحل اعتبارا من السادس من آذار/مارس، اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.

وأرسلت السلطات تعزيزات عسكرية إلى المناطق ذات الغالبية العلوية. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتكاب قوات الأمن ومجموعات رديفة لها مجازر وعمليات “إعدام ميدانية”.

وقضت عائلات بأكملها، بما فيها نساء وأطفال ومسنون. واقتحم مسلحون المنازل الآمنة وسألوا قاطنيها عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم، وفق شهادات ناجين ومنظمات حقوقية ودولية.

– “سوريا للجميع” –

وصفت بيربوك الوضع في سوريا بأنه “متقلب”، معتبرة أن البلاد تمرّ “في مرحلة حساسة” في سعيها لتحقيق الاستقرار بعد سنوات من نزاع مدمّر.

وقالت إن العديد من الأطراف داخل البلاد وخارجها تحاول “إفشال هذا المسار السياسي السلمي”. وتابعت “كأوروبيين، لن ندعم عودة ظهور الهيئات الإسلامية المتشددة”.

ولفتت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أن “تأثير الجهات الأجنبية لم يجلب سوى الحرب والفوضى. وحتّى في سوريا الجديدة، تهدّد الهجمات الأجنبية على الأراضي السورية استقرار البلد وهي مخالفة للقانون الدولي”.

وأكدت أن “الطريق ما زال طويلا ومحفوفا بالصعوبات”، متمنية أن يرتقي البلد إلى “سوريا للجميع”. ودعت إلى تقاسم السلطة بحيث تشعر جميع الطوائف، بما في ذلك الدروز والعلويون والمسيحيون وغيرهم، بأنها “جزء من سوريا جديدة ويشارك فيها الجميع”.

واعتبرت بيربوك أن مشاركة النساء ستكون “مؤشرا أساسيا على ذلك، فالنساء يشكّلن نسبة 50% من السكان”. 

وأكدت “هدفنا المشترك هو ألّا تنزلق سوريا مجددا إلى الحرب الأهلية”. 

وقبيل الوصول إلى دمشق، كشفت بيربوك أنها ستستغل زيارتها للتوضيح للحكومة السورية أن فتح “صفحة جديدة” في العلاقة بين أوروبا وألمانيا من جهة، وسوريا من جهة أخرى، مشروط بتمتع جميع السوريين بالحرية والأمن بغض النظر عن المعتقد والنوع الاجتماعي والعرقية.

والإثنين، أعلنت ألمانيا تقديم مساعدة جديدة لسوريا بقيمة 300 مليون يورو في إطار مؤتمر مانحين نظمه الاتحاد الأوروبي تعهد بتوفير 5,8 مليارات يورو من التمويل لدمشق. 

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية خلال مؤتمرها الصحافي إن الاستثمارات الخاصة التي تحتاجها سوريا في طريقها للتعافي من تداعيات النزاع “لن تأتي إلا عند ضمان وجود دولة مستقرة وقادرة على العمل، وألا يكون هناك عنف وفوضى مرة أخرى، وألا يُجبر الناس على الفرار مرة أخرى”.

– “انتقال سياسي أكثر شمولا” –

وكانت بيربوك زارت سوريا في الثالث من كانون الثاني/يناير برفقة نظيرها الفرنسي جان-نويل بارو، في زيارة جرت بتفويض من الاتحاد الأوروبي.

ومن بين دول الاتحاد الأوروبي، سبق للسفارة الإيطالية أن عاودت نشاطها في دمشق. أما فرنسا فقد أعادت رفع علمها على مبنى السفارة واستعادت إدارة الموقع، لكنها لم تستأنف بعد أي نشاط قنصلي فيه. كذلك، أعلنت إسبانيا في منتصف كانون الثاني/يناير أنها رفعت علمها على مقر سفارتها.

وقبل إغلاقها في كانون الثاني/يناير 2012 وتقليص عدد الموظفين  بسبب النزاع في سوريا، كانت السفارة الألمانية في دمشق تضم نحو خمسين موظفا.

وأكد مصدر في الخارجية الألمانية أن “فريقا صغيرا من الدبلوماسيين” يتولى إدارة البعثة الألمانية في سوريا، على أن تبقى الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات في عهدة السفارة في بيروت وذلك “نظرا للوضع الأمني، والقدرات المحدودة من حيث المساحة”. 

وقال المصدر “عقب الإطاحة بالدكتاتور الأسد، تعهدت ألمانيا دعم الشعب السوري وهو يمضي نحو مستقبل أكثر استقرارا”، مضيفا “لألمانيا مصلحة كبيرة في أن تكون سوريا مستقرة. على الأرض يمكننا أن نساهم بشكل أفضل بالمهمة الصحة لتحقيق الاستقرار”.

وأوضح أنه من خلال الحضور في سوريا “يمكننا بناء شبكة (علاقات) دبلوماسية وبالتالي، من ضمن أمور أخرى، الدفع نحو عملية انتقال سياسي أكثر شمولا تأخذ في الاعتبار مصالح كل المجموعات السكانية” في البلاد.

بور-سلب-لو/م ن/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية