
إيرانيون يشعرون بوطأة إعادة فرض العقوبات: “سينتهي أمرنا”

مع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة الأحد على إيران، يشعر المواطنون بتزايد الضغوط عليهم مع ارتفاع الأسعار وهبوط الريال الإيراني إلى مستويات منخفضة جديدة.
وبالنسبة لهيليا، رسامة الغرافيك في طهران البالغة 33 عاما، فإن تأثير ذلك ملحوظ: فأسعار الاثاث الضروري لمنزلها الجديد ارتفعت خلال ثلاثة أيام.
وقالت لوكالة فرانس برس أثناء عملها على مشروع إعلاني “حتى قبل ارتفاع الدولار كانت الأسعار ترتفع. من اللحوم إلى خدمة سيارات الأجرة، الحياة تزداد صعوبة”.
ونددت الحكومة الإيرانية بإعادة تفعيل العقوبات عليها على خلفية برنامجها النووي معتبرة ذلك “غير مبرر”، عقب انهيار المسار الدبلوماسي مع دول الغرب.
ودخلت الإجراءات التي تحظر التعاملات التجارية المرتبطة بالأنشطة النووية والصاروخية البالستية للجمهورية الإسلامية، حيز التنفيذ ليلا بعد أن فعلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا “آلية الزناد” التي تتيح إعادة فرض العقوبات التي رفعت عن الجمهورية الإسلامية بعد اتفاق العام 2015.
وحضت وزارة الخارجية الإيرانية الدول الأخرى على عدم تطبيق العقوبات مؤكدة أن إيران “ستدافع بحزم عن حقوقها ومصالحها الوطنية”.
وفي العاصمة طهران اختلط الاستياء بالقلق، فيما تساءل كثيرون إلى أي حد يمكن أن تسوء الحياة أكثر.
وقالت نسيم كومباني، البالغة 56 عاما وتعمل باحثة في المدينة “سينتهي أمرنا. قد لا يتمكن الناس العاديون من مواصلة نمط الحياة الذي يعيشونه الآن”.
ورأى مهرشاد الطالب البالغ 19 عاما أن إيران “ستصبح معزولة اقتصاديا وسياسيا” عقب القرار.
– تنازلات –
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت إن واشنطن طلبت من طهران تسليمها “كلّ” مخزون اليورانيوم المخصّب لقاء تمديد رفع العقوبات.
واعتبر في تصريحات لصحافيين في نيويورك حيث شارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن ذلك “غير مقبول بأي شكل من الأشكال”.
لكن فريد مرادي، الكاتب في السبعينات من عمره، انتقد سياسات الحكومة في تجنب تقديم تنازلات.
وقال لوكالة فرانس برس “كان ينبغي على الحكومة أن تواصل المفاوضات، وفي مرحلة ما كان ينبغي أن تقدم تنازلات وتحاول الحصول على بعضها في المقابل”.
أضاف “السلطات تتبع مسارها الخاص، مسارا تعتقد أنه صحيح… ولكن ما ذنب الشعب؟”.
وتجلت التبعات الاولى للعقوبات الجديدة في تراجع إضافي للريال الإيراني، في اقتصاد يعاني أصلا صعوبات مالية، ما ترك كثرا يعانون لتوفير احتياجاتهم الأساسية.
وبحسب سعر السوق السوداء غير الرسمي، وصل التداول بالدولار صباحا إلى حوالى 1,12 مليون ريال إيراني قبل أن يتراجع إلى 1,1 مليون بحسب موقعين مرجعيين لتتبع العملات.
وقال مرادي إن سعر كيلوغرام اللحم أصبح الآن 10 ملايين ريال (حوالى 10 دولارات)، وهي تكلفة باهظة لمن يعيشون على الحد الأدنى للأجور.
وتساءل: “كيف يمكن لأسرة أن تصمد؟”.
– صعوبات وأمل –
وبالنسبة لأمير عباس، الطالب البالغ 19 عاما وكان يرتدي تي-شيرت عليها صورة لفرقة الهيفي ميتال أيرون مايدن، فقد ارتفع سعر غيتاره عشرة أضعاف في السنوات الأخيرة، ما أرغمه على الابتعاد من اهتماماته.
وقال “كان سعر الغيتار 30 مليون ريال عندما اشتريته، والآن أصبح 300 مليون (أقل من 300 دولار) لأننا لم نعد قادرين على الاستيراد”، مبديا أيضا مخاوفه بشأن تأثير العقوبات على أسعار الأدوية.
وحذرت نسيم كومباني، الباحثة التي عادت مؤخرا إلى إيران بعد سنوات في الخارج، من أن المواطنين العاديين سيتحملون وطأة العقوبات.
وقالت لوكالة فرانس برس “الأسعار والدولار والذهب ، كل شيء سيرتفع. لن يتمكن الناس من العيش حياة طبيعية”، مضيفة أن “الجريمة وعمالة الأطفال قد تزدادان”.
وتابعت “أفكر في المغادرة مجددا”.
ورغم هذه المعاناة، تتمسك هيليا بتفاؤلها.
وأوضحت “عشنا بـ 100 ألف ريال مقابل الدولار، والآن أصبح مليونا ومئة ألف ريال، وما زلنا على قيد الحياة. نعيش على الأمل”.
وأضافت مبتسمة “ولا يزال هذا الأمل موجودا”.
رخ/غد/ب ق