
الجهاد الإسلامي تؤيد رد حماس على خطة ترامب وتصاعد الآمال في إنهاء الحرب

من نضال المغربي ومحمود عيسى
القاهرة/غزة (رويترز) – أيدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي تحتجز رهائن إسرائيليين أيضا، يوم السبت رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.
ومن شأن موافقة الجهاد الإسلامي، المدعومة من إيران، على الخطة أن تُسهّل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركتين في غزة.
ووافقت حماس على أجزاء رئيسية محددة من خطة ترامب، مثل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين.
ورحب زعماء العالم برد حماس وحثوا على وقف فوري للصراع الأكثر دموية مع إسرائيل منذ قيامها في عام 1948، ودعوا إلى إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
ويعطي بيان الجهاد الإسلامي، وهي حركة أصغر من حركة حماس لكنها تعد أكثر تشددا من حليفتها، دفعة إضافية محتملة لآمال وقف إطلاق النار.
* “بصيص أمل”
ذكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان أن “الرد الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة ترامب هو تعبير عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية، ولقد شاركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمسؤولية في المشاورات التي أدت لاتخاذ هذا القرار”.
وقال مسؤول في حماس لرويترز ردا على سؤال بشأن موعد بدء المحادثات المتعلقة بتنفيذ الخطة الأمريكية “الأمور بحاجة لترتيب”.
وقد يرفع موقف حماس ودعم حركة الجهاد الإسلامي له من معنويات سكان غزة الذين عانوا من انهيار مساعي وقف إطلاق النار الواحد تلو الآخر بينما كان القصف الإسرائيلي يدك القطاع على مدى العامين الماضيين مما تسبب في أزمة إنسانية هائلة وأجبر معظم السكان على النزوح.
وقال شريف الفاخوري وهو من سكان مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة “الله يرفع البلاء عن أهل غزة، أهل غزة من المستضعفين في الأرض وأي بصيص أمل لهذا الشعب هو نصر”.
ووسط هذا التفاؤل، لا تزال هناك عدة قضايا عالقة مثل ما إذا كانت حماس ستوافق على إلقاء سلاحها، وهو أحد المطالب الإسرائيلية الرئيسية.
وأبدى فلسطينيون آخرون الحذر خشية أن يتراجع بنيامين نتنياهو، الذي يرأس أكثر الحكومات اليمينية تطرفا في تاريخ إسرائيل، في النهاية عن أي خطة لإنهاء الحرب.
وقال جمال شحادة وهو من سكان القدس “المهم إن نتنياهو ما يخرب الموضوع لأنه بعد أن وافقت حماس عليه سيرفض نتنياهو، كما يفعل عادة”.
فيما حذر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة يوم السبت من العودة إلى المدينة، مضيفا أنها لا تزال منطقة قتال “خطيرة”.
وحث السكان في منشور على موقع إكس على عدم العودة إلى شمال القطاع أو أي من المناطق المجاورة التي ينفذ فيها الجيش عمليات.
وذكر في منشوره “المنطقة الواقعة شمال وادي غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة. البقاء في هذه المنطقة يشكل خطرا كبيرا”.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي سيتحول إلى العمليات الدفاعية في القطاع وسيوقف خطة السيطرة على مدينة غزة.
وتواصل القصف الإسرائيلي صباح يوم السبت لكنه كان أقل حدة، وذلك رغم دعوة ترامب إلى وقف الضربات قائلا إن حماس مستعدة للسلام.
وفي تحديثها اليومي، قالت وزارة الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 66 فلسطينيا في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
* دعم عالمي
ذكر مكتب نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت إن إسرائيل تتأهب “لتنفيذ فوري” للمرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بعد رد حماس.
وبعد فترة وجيزة، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القيادة السياسية في إسرائيل أصدرت تعليمات للجيش بتقليص النشاط الهجومي في غزة.
وحظيت خطة ترامب ورد حماس بترحيب دول العالم من أستراليا إلى الهند وحتى كندا.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف “نهاية هذه الحرب الفظيعة باتت وشيكة”.
وردت حماس على خطة ترامب المكونة من 20 نقطة بعد أمهل الرئيس الأمريكي الحركة حتى يوم الأحد لقبولها أو مواجهة عواقب وخيمة.
واستثمر ترامب، الذي يصور نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، موارد سياسية كبيرة في الجهود الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في عزل إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، على نحو متزايد على الساحة الدولية.
وعبر ترامب يوم الجمعة عن اعتقاده بأن حماس أظهرت أنها “مستعدة لسلام دائم”، وألقى الكرة في ملعب حكومة نتنياهو.
وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي “يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة!”.
وداخليا في إسرائيل، يجد نتنياهو نفسه عالقا بين ضغوط متزايدة لإنهاء الحرب من عائلات الرهائن والإسرائيليين الذين أنهكهم الصراع، وبين مطالب الأعضاء المتشددين في ائتلاف الحكومة اليمينية المتطرفة الذين يصرون على ضرورة المضي في الحملة على غزة.
بدأت إسرائيل حملتها العسكرية بعد الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إن 48 رهينة لا يزالون في غزة، 20 منهم على قيد الحياة.
وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 67 ألفا في غزة معظمهم من المدنيين، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.
وقالت إفرات ماتشيكاوا، وهي عضو في منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل وقريبة الرهينة جادي موسى الذي أطلق سراحه في يناير كانون الثاني “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب المروعة وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. نحن مع إعادة الإعمار وإعادة التأهيل”.
وأضافت “سئمنا من الحرب. لا نريد انتقاما. نريد التركيز على الحياة”.
(شارك في التغطية محمد تركمان وموسى قواسمة ورامي أميشاي – إعداد مروة سلام وحاتم علي ورحاب علاء للنشرة العربية)