
الحوثيون يتبنون هجوما بحريا ثانيا قبالة اليمن خلال 24 ساعة

أعلن الحوثيون الأربعاء مسؤوليتهم عن هجوم دام على سفينة تجارية قبالة اليمن، هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة، في تصعيد جديد لهجماتهم على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في الممر التجاري العالمي.
وأشارت مهمة “أسبيدس” الأوروبية المنتشرة في المنطقة إلى أنه تم إنقاذ ستة من أفراد طاقم سفينة نقل البضائع “إتيرنتي سي”، في حين قضى ثلاثة من الطاقم في الهجوم الذي نفذ يومي الاثنين والثلاثاء، كما “أصيب اثنان على الأقل، أحدهما عامل كهرباء روسي فقد ساقه”.
وتبنى الحوثيون الهجوم الذي وقع بعد إعلان مسؤوليتهم عن هجوم آخر الأحد على سفينة “ماجيك سيز” في البحر الأحمر وتأكيدهم إغراقها، فيما تم إنقاذ طاقمها.
وقال المتحدث باسم الحوثيين المدعومين من إيران يحيى سريع “استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية، سفينة (ETERNITY C)”، مؤكدا أن ذلك جاء تضامنا مع الفلسطينيين في غزة ولافتا الى أن السفينة كانت متجهة إلى إيلات في إسرائيل.
من جهتها، اتهمت السفارة الأميركية في اليمن الحوثيين بخطف أفراد من طاقم السفينة “إيترنتي سي”.
وقالت السفارة عبر منصة اكس “بعد قتل رفاقهم، وإغراق سفينتهم، وعرقلة جهود الإنقاذ، قام الإرهابيون الحوثيون باختطاف العديد من أفراد طاقم إترنيتي سي الناجين”، داعية الى “إطلاق سراحهم الفوري وغير المشروط”.
– قلق أممي –
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن عن قلقه الأربعاء إزاء “التصعيد” في البحر الأحمر.
وقال هانز غروندبرغ في اجتماع لمجلس الأمن “بتنا نلاحظ بقلق بالغ تصعيدا في البحر الأحمر مع تعرض سفينتين تجاريتين لهجوم في وقت سابق من هذا الأسبوع على يد أنصار الله” مشيرا إلى أنها “الهجمات الأولى على سفن تجارية منذ أكثر من سبعة أشهر”.
منذ نهاية 2023 ينفّذ الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن منذ أكثر من عقد، عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضد سفن في البحر الأحمر أكّدوا ارتباطها بإسرائيل، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للفلسطينيين.
وحذّر يحيى سريع الأربعاء “كافة الشركات التي تتعامل مع موانئ فلسطين المحتلة”، مؤكدا أن “سفنها وطواقمها ستتعرض للاستهداف” من أجل “إجبار العدو الصهيوني ومن يقف خلفه على رفع الحصار عن إخواننا في غزة، ووقف العدوان عليهم، وإنهاء حرب الإبادة المستمرة”.
في وقت سابق الأربعاء، قالت “أسبيدس” إنه “تم إنقاذ ستة من أفراد طاقم السفينة التجارية إتيرنيتي سي من البحر إثر الهجوم الذي تعرضت له في جنوب البحر الأحمر”.
قبل ذلك، قالت وكالة “يو كاي أم تي أو” البريطانية للأمن البحري في تحديث لبيانها حول الهجوم الذي تعرّضت له السفينة “بدأت عمليات البحث والإنقاذ خلال الليل. أنقذ 5 من أفراد الطاقم، ويستمر البحث عن الباقين”.
وأكد سريع أن قوات الحوثيين تولت “إنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن”.
وكان على متن السفينة “إتيرنيتي سي” 25 شخصا بحسب أسبيديس، من بينهم 21 فيليبينيا بحسب مانيلا.
وأكّدت شركة أمبري الأربعاء، ردّا على طلب وكالة فرانس برس، غرق “إترنيتي سي” قبالة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
– مسلحون ملثمون –
نشر الحوثيون فيديو دعائيا لاستهداف “ماجيك سيز”، يظهر المتمردين اليمنيين وهم يوجّهون “نداء تحذير” باللغة الإنكليزية لقائد السفينة طالبين منه إيقافها، قبل تفجيرها لاحقا وغرقها بحسب ما يظهر المقطع.
ومن المرجح أن تكون السفينتان تعرضتا للهجوم “بسبب زيارات سابقة لموانئ إسرائيلية أو روابط بين مالكيها أو مديريها وسفن أخرى زارت إسرائيل”، بحسب مركز المعلومات البحرية المشترك الذي يديره تحالف بحري غربي.
في آذار/مارس 2024، قُتل ثلاثة من أفراد طاقم السفينة التجارية “ترو كونفيدنس” وجُرح أربعة في هجوم للحوثيين، هو أول هجوم دام لهم قبالة اليمن.
وأجبرت هجمات الحوثيين شركات شحن عدة على تغيير مسارات سفنها، ما أدى إلى تقلص حركة الملاحة عبر قناة السويس، الشريان الحيوي الذي يمرّ عبره عادة نحو 12 في المئة من حركة الملاحة العالمية، وفق الغرفة الدولية للشحن.
ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكّد الحوثيون في أيار/مايو أن السفن الإسرائيلية ستبقى “عرضة للاستهداف” في الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن.
وتردّ إسرائيل على هجمات الحوثيين بتنفيذ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن، آخرها موجة هجمات الأحد استهدفت مدينة الحديدة الساحلية ومناطق مجاورة.
وأعلن الحوثيون الاثنين أنهم ردوا بهجمات صاروخية باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد صاروخين أُطلقا من اليمن.
آية-م ل-ع ش-ح س/ب ق