الشرطة الأميركية توقف شخصا في إطار التحقيق بإطلاق النار في جامعة براون
أعلنت السلطات الأميركية الأحد توقيف شخص في إطار التحقيق في إطلاق النار الذي وقع في جامعة براون وأسفر عن سقوط قتيلين وتسعة جرحى في أحدث عمليات من هذا النوع تتعرّض لها المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة.
وأطلق رجل النار السبت في أحد مباني الجامعة العريقة في بروفيدنس برود آيلاند حيث كانت تجري امتحانات، ما تسبّب في عزل الطلاب في الحرم الجامعي والبحث عن المشتبه به لساعات طويلة.
وخلال مؤتمر صحافي عقد صباح الأحد، أعلن رئيس بلدية بروفيدنس بريت سمايلي عن توقيف “شخص موضع اهتمام” ورفع إجراءات الإغلاق.
وصرّح سمايلي “أتقدّم بجزيل الشكر للنساء والرجال من خدمة إنفاذ القانون الذين عملوا بلا كلل طوال الليل لنبلغ ما بلغناه”.
وقال الكولونيل في الشرطة أوسكار بيريز خلال المؤتمر الصحافي إن السلطات لم تعد تبحث “في هذه المرحلة” عن أيّ شخص آخر على علاقة بالهجوم.
وأشار بيريز إلى أن الشخص الموقوف “في العشرين من العمر”، من دون الكشف إن كان على علاقة بالمؤسسة التعليمية.
وخرج أحد المصابين التسعة من المستشفى بينما أحدهم في حالة خطرة والسبعة البقية في وضع مستقرّ.
وقالت كايتي صان، وهي شاهدة على الواقعة، لصحيفة “براون ديلي هيرالد” الطلابية إنها كانت تدرس في مبنى مجاور عندما سمعت إطلاق نار، فهرعت عائدة إلى سكنها الجامعي تاركة جميع متعلقاتها وراءها.
وأضافت “بصراحة، كان الأمر مرعبا جدا. بدت الطلقات وكأنها آتية من… اتجاه قاعات التدريس”.
كان الطالب ليدل داير يعمل في النادي الرياضي وقت الحادثة، بحسب “سي ان ان”.
وقال الشاب “جمعنا كلّ الموجودين وأخذناهم إلى الطابق العلوي وأطفأنا الأنوار وأنزلنا الستائر”، مشيرا إلى أنه اختبأ في الظلمة مع 154 شخصا آخر.
وأخبر جوزيف أودورو، وهو مدرّس مساعد كان حاضرا في القاعة وقت حدوث إطلاق النار، “كنت في القاعة الرئيسية عندما دخل من الخلف فرأيته… وطلبت من الطلاب التقدّم وانبطحت”، مشيرا إلى أن مطلق النار “رفع سلاحه وهتف شيئا ما”.
وأضاف “لا أدري ما قاله ولم يفهم أحد من الطلاب ما قيل ثمّ بدأ بإطلاق النار”.
ونشرت الشرطة لقطات مدتها عشر ثوان للمشتبه به من الخلف وهو يسير بخطى سريعة في أحد الشوارع الخالية من الناس، بعد فتحه النار داخل قاعة تدريس في الطابق الأول.
وقال سمايلي في تصريحات لـ”سي ان ان” إن “الحادثة مروّعة بالفعل. وأنا أعرف الطلاب هنا وقد اضطر كثيرون منهم إلى الاختباء لساعات طويلة جدا ليل أمس. وهم تحت الصدمة”.
وأفاد مسؤولون في الجامعة عن تأجيل الامتحانات النهائية التي كانت معلنة للأحد.
– 300 حادث إطلاق نار –
وأكّدت رئيسة جامعة براون كريستينا باكسون في رسالة أن الضحايا الـ11 كانوا جميعهم من الطلاب.
وكتبت في رسالة نشرت على الموقع الإلكتروني للجامعة أن “الأفراد التسعة الذين نقلوا إلى مستشفيات محلية هم جميعهم من الطلاب. وقد خسرنا طالبين اثنين من جرّاء العنف الناجم عن الأسلحة”.
ويُعدّ إطلاق النار هذا الأحدث في سلسلة طويلة من الهجمات على المدارس والجامعات في الولايات المتحدة حيث تواجه محاولات تقييد اقتناء الأسلحة النارية عوائق سياسية.
وقال سمايلي في تصريحاته إلى “سي ان ان” إنه “ينبغي ألا يكون أمر كهذا من الأمور الشائعة. وينبغي ألا تضطر المجتمعات المحلية للاستعداد لوقوع فرضية من هذا القبيل. وأنا لم أفكّر يوما في أن أمرا كهذا قد يحدث فعلا في بروفيدنس، بالرغم من كلّ الاستعدادات التي اتّخذناها”.
وقد شهدت الولايات المتحدة +++حيث عدد الأسلحة أكبر من عدد السكان+++ أكثر من 300 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، بما يشمل هذا الحادث، وفق بيانات “أرشيف عنف الأسلحة النارية” التي تعرّف عمليات إطلاق النار الجماعي بأنها الحوادث التي تُستخدم فيها أسلحة نارية وتؤدي إلى إصابة أربعة أشخاص أو أكثر.
واعتبر السناتور الديموقراطي كريس مورفي الأحد في تصريحات عبر “سي ان ان” أن التدابير المتّخذة من الرئيس الأميركي تزيد من خطر حدوث أعمال عنف بأسلحة نارية، مندّدا بمحاباة دونالد ترامب لدوائر صناعة الأسلحة النارية.
– “الاحتماء حتى إشعار آخر” –
وقع إطلاق النار في مبنى باروس وهولي الذي يضم أقسام الهندسة والفيزياء في حرم الجامعة المرموقة التي يرتادها قرابة 11 ألف طالب، وحيث كان من المقرر إجراء العديد من الامتحانات.
ولفتت الجامعة إلى أن الحرم كان يشهد امتحانين عند وقوع إطلاق النار.
وأبلغت جامعة براون في تنبيه عند الساعة 16,22 (21,22 ت غ) عن “وجود مسلح نشط بالقرب من قسم باروس وهولي للهندسة”، وطلبت من الجميع “إغلاق الأبواب والهواتف والاحتماء حتى إشعار آخر”.
وسرعان ما توافد نحو 400 عنصر من عناصر إنفاذ القانون إلى الموقع حيث أفادت محطة الأخبار المحلية “دبليو بي آر آي” عن وجود ملابس ودماء على أحد الأرصفة.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب أنه أُبلغ بالحادث، قائلا “يا له من أمر مروع”، مضيفا “كل ما باستطاعتنا فعله الآن هو الصلاة من أجل الضحايا”.
وخلال حدث منظّم في البيت الأبيض الأحد، قدّم ترامب تعازيه إلى عائلتي الضحيتين وتمنّى الشفاء العاجل للمصابين.
وصرّح الرئيس الأميركي أن براون “جامعة رائعة، من الأفضل في العالم. وقد تحدث أمور كهذه”.
وقعت أسوأ حادثة إطلاق نار في تاريخ المؤسسات التعليمية الأميركية في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في 16 نيسان/أبريل 2007، عندما قتل طالب كوري جنوبي 32 شخصا وأصاب 17 آخرين قبل أن ينتحر.
في العام 2024، قتل أكثر من 16 ألف شخص بأسلحة نارية، من دون حساب من قضوا انتحارا، بحسب “أرشيف عنف الأسلحة النارية”.
اكب/م ن/ح س