بسبب مخاوف الحرب.. إسرائيليون يترددون في العودة لمناطق هاجمتها حماس
من آندرو ماكآسكيل
ناحال عوز (إسرائيل) (رويترز) – لا يزال أفيشاي إدري مترددا في العودة إلى أحد التجمعات السكنية (الكيبوتز) الذي غادره في جنوب إسرائيل بعد أن هاجمه مسلحون فلسطينيون قبل عامين، بسبب المخاوف من استئناف الحرب في قطاع غزة القريب.
يتذكر إدري (41 عاما) سنوات سعيدة قضاها في تربية أطفاله الأربعة في كيبوتز ناحال عوز، الذي لا يبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن الحدود مع قطاع غزة، ويفصل بينهما حقول البطاطا ودوار الشمس.
لكنه أيضا ذات المكان الذي قضوا فيه 17 ساعة مختبئين في ملجأ من مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين قتلوا 15 شخصا في نحال عوز واقتادوا ثمانية رهائن من هناك في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ومنذ أن وافقت حركة حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار الشهر الماضي، عاد الهدوء النسبي إلى المنطقة، لكن إدري وسكانا آخرين يقولون إن مشاعر الارتياح ممزوجة بقلق عميق حيال المستقبل.
وقال إدري لرويترز عبر الهاتف من كيبوتز في شمال إسرائيل “بداخلنا مشاعر متضاربة جدا بشأن العودة”.
وأضاف “أصبح من المهم جدا العودة من أجل تجاوز الأمر نفسيا بعد العجز والإذلال الذي عشناه… لكن هذا يتضارب مع منطق التفكير فيما قد يحدث لاحقا”.
ورغم اندلاع أعمال عنف أدت إلى شكوك بشأن وقف إطلاق النار، رفعت إسرائيل حالة الطوارئ التي فرضتها منذ عامين في مناطق قريبة من حدود قطاع غزة. وسمحت حالة الطوارئ للجيش بتقييد حركة السكان.
ولتشجيع الناس على العودة، أعلنت الحكومة أيضا أنها ستتوقف عن دفع تكاليف إقامة سكان ناحال عوز في أماكن أخرى.
ولم يعد سوى حوالي نصف سكان ناحال عوز البالغ عددهم 400.
وكل ما يفصل ناحال عوز عن قطاع غزة هو حقول وحواجز من الأسلاك الشائكة. وقال عدد قليل من السكان الذين عادوا قبل وقف إطلاق النار إن الصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون على إسرائيل كانت تسقط أحيانا في ناحال عوز.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير سها جادو)