بيرني ساندرز في حملة لإعطاء دفع لليسار الأميركي

يبرز بيرني ساندرز، أشهر اشتراكي في الولايات المتحدة، كأحد المعارضين النادرين الذين يرفعون الصوت بوجه دونالد ترامب، مجتذبا عشرات آلاف الأشخاص إلى التجمعات التي يعقدها في أرجاء البلاد تحت عنوان “محاربة الأوليغارشية”.
وقال السناتور عن ولاية فيرمونت (شمال غرب) “عددكم نحو 36 ألفا وهو أكبر تجمع شهدناه على الإطلاق” في إشارة إلى أن الحشود فاقت العدد خلال مؤتمراته عامي 2016 و2020، عندما كان يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة.
وأضاف وسط هتافات الحضور “وجودكم هنا اليوم يجعل دونالد ترامب وإيلون ماسك في غاية التوتر!”.
منذ شهرين يجذب السناتور المستقل الذي لم يكن عضوا في الحزب الديموقراطي، الجماهير من خلال جولته بعنوان “محاربة الأوليغارشية”.
يجذب المسؤول اليساري المناهضين لترامب من نبراسكا وكولورادو وأريزونا ونيفادا، المصدومين لقلة المقاومة السياسية للملياردير الجمهوري.
في لوس أنجليس غصت حديقة غلوريا مولينا بالحاضرين بمشاركة المغني نيل يونغ الذي ردد شعار “استعيدوا أميركا!” على أنغام غيتار كهربائي.
ودفعت حماسة الجمهور المغنية النسوية ماغي روجرز إلى إطلاق اسم “بيرنيسيلا” على الحدث، في إشارة إلى مهرجان كوتشيلا الموسيقي الذي يقام حاليا في صحراء كاليفورنيا.
هنا أيضا ظهر الثمانيني بشكل مفاجئ على خشبة المسرح قائلا “هذا البلد يواجه صعوبات كبيرة ومستقبل أميركا رهن بجيلكم”. وحث الشباب على “النضال من أجل تحقيق العدالة” وإلا فإنهم سيواجهون “مخاطر”.
وهو خطاب يريح أليكس باول التي جاءت إلى لوس أنجليس بقميص مموه.
وتقول المرأة البالغة 28 عاما لوكالة فرانس برس “نحتاج إلى الأمل. أشعر بخيبة حقيقية من رد الديموقراطيين، أتوقع منهم المزيد من التحرك والغضب”.
– “ولاية محبطة” –
وتضيف هذه المعلمة “أن الولاية الجديدة لدونالد ترامب محبطة فهي مخيفة حقا”. ويعاني بعض طلابها “الصدمة” بسبب طرد ذويهم المهاجرين من الولايات المتحدة.
ووسط الحضور كانت المواضيع المثيرة للغضب كثيرة من التشكيك في حق نيل الجنسية بالولادة والاقتطاعات الواضحة في ميزانية الدولة الفدرالية والتهديد للأبحاث والتأمين الصحي للفئات الأكثر فقرا…
لكن الشخص الذي يولد القدر الأكبر من الاستياء يظل إيلون ماسك الذي كلفه دونالد ترامب خفض الإنفاق العام.
أمام سلطة الملياردير الجنوب إفريقي صاحب مجموعة تيسلا ومنصة إكس، يرى البعض أن نبوءات بيرني ساندرز المؤيد الأبدي للصراع الطبقي، قد تحققت.
وتقول فيرا لوه البالغة 27 عاما “كان على حق طوال الوقت. فالرابط بين المال والسياسة له تداعيات كارثية”.
وتشعر عاملة التنظيف بالاحباط من لامبالاة بعض المسؤولين الديموقراطيين منذ هزيمة كامالا هاريس في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتقول هذه الأميركية من أصل كاميروني “لقد ركز الحزب كثيرا على الأقليات”.
وتضيف “إذا لم يدرك الأفراد أنه صراع طبقي، فهم يغرقون في سياسات الهوية”.
وتابعت “نريد رواتب أعلى ومساكن وأن نكون قادرين على شراء ما نريد”.
– “مجتمع استبدادي” –
وأكد ساندرز “نعيش في حقبة تسيطر فيها حفنة من المليارديرات على الحياة الاقتصادية والسياسية في بلادنا” معتبرا أن إدارة ترامب “تقودنا بسرعة نحو مجتمع استبدادي”.
ويأمل السناتور عبر جولته حث مرشحين مستقلين جدد على الترشح لمناصب بعيدا من الحزب الديموقراطي، وخصوصا أن شعبية الحزب في أدنى مستوى في استطلاعات الرأي.
ولم يعد ساندرز يطمح للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2028، لكنه يظهر بشكل منهجي إلى جانب ألكسندريا أوكاسيو كورتيز النجمة الصاعدة للجناح اليساري في الحزب الديموقراطي.
وقالت النائبة البالغة 35 عاما السبت “بعيدا من العرق أو الدين أو الجنس أو الهوية أو الوضع (…) أتمنى أن تروا أن هذا التحرك لا علاقة له بالمسميات الحزبية أو اختبارات النقاء، بل يتعلق بالتضامن الطبقي”.
وقالت ليزلي هندرسون “ستكون مرشحة رئاسية جيدة. بيرني يقوم بالتكليف وهذا ما لم يفعله بايدن”.
بعد أن أصيبت بالاحباط بسبب الأخبار منذ كانون الثاني/يناير، شاركت مقدمة الرعاية البالغة 51 عامًا مع زوجها في أول تجمع في حياتها.
وتقول الجمهورية السابقة القلقة من نكات ترامب حول ولاية رئاسية ثالثة محتملة “آمل ألا يكون الأوان قد فات”. وتضيف “إذا لم ننتفض الآن، فما الضمان أنه ستكون هناك انتخابات منتصف الولاية أو انتخابات رئاسية جديدة؟”.
رفو/ليل/ب ق