The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ترامب يستضيف الشرع بالبيت الأبيض وواشنطن تجدد تعليق بعض العقوبات على سوريا

reuters_tickers

من ستيف هولاند ومات سبيتالنيك

واشنطن (رويترز) – أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات اتسمت بالهدوء في البيت الأبيض يوم الاثنين مع الرئيس السوري أحمد الشرع، القائد السابق في تنظيم القاعدة والذي كان حتى وقت قريب مدرجا على قائمة واشنطن للإرهاب، وذلك في خضم سعيه لإنهاء عزلة سوريا الدولية المستمرة منذ عشرات السنين.

وتوجت هذه الزيارة عاما مفصليا للشرع الذي انتقل من المعارضة المسلحة إلى سدة الحكم بعد الإطاحة ببشار الأسد ويقوم برحلات خارجية منذ ذلك الحين في محاولة لتصوير نفسه قائدا معتدلا يسعى إلى توحيد بلد وإعادة بنائه بعدما عانى من ويلات الحرب.

وكان الضغط من أجل رفع أكثر العقوبات الأمريكية صرامة بشكل كامل من بين الأهداف الرئيسية للشرع خلال زيارته واشنطن. وبعد عقد اجتماع مغلق مع ترامب، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تمديد تعليق على قانون عقوبات قيصر لمدة 180 يوما، لكن رفع هذه العقوبات بشكل كامل مرهون بموافقة الكونجرس الأمريكي.

واستقبل ترامب الشرع في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية، وبعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن القيادي السابق بتنظيم تابع للقاعدة لم يعد “إرهابيا عالميا ذا تصنيف خاص”.

ووصل الشرع إلى البيت الأبيض دون ضجة مثلما يحدث مع زيارات القادة الأجانب. ودخل من مدخل جانبي لم يره الصحفيون، بدلا من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث كانت تنتظره الكاميرات.

وبعد وقت قصير، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن قرار جديد بديلا عن إعفائها الصادر في 23 مايو أيار بشأن فرض عقوبات قانون قيصر، والذي قالت إنه يعكس “التزامنا بمواصلة تخفيف العقوبات عن سوريا”. ويمدد القرار على ما يبدو الإعفاء 180 يوما أخرى.

وتولى الشرع (43 عاما) مقاليد الأمور في سوريا نهاية العام الماضي بعد أن شنت جماعات من المعارضة المسلحة بقيادته هجوما خاطفا انطلاقا من جيب كانوا يسيطرون عليه في شمال غرب سوريا وتمكنوا في غضون أيام فقط من الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر كانون الأول.

ومنذ ذلك الحين، تتطور تحالفات سوريا بوتيرة مذهلة بعيدا عن حليفي الأسد الرئيسيين إيران وروسيا وباتجاه تركيا والخليج وواشنطن.

ورغم رفع ترامب العديد من العقوبات المفروضة على سوريا، لكن أكثر تلك العقوبات قسوة والمعروفة بقانون قيصر لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونجرس، وأفاد مسؤول كبير بأن الإدارة الأمريكية ستؤيد بشدة رفع هذه العقوبات.

وكان من المتوقع أن تكون قضية الأمن على رأس المناقشات في الاجتماع بين الشرع وترامب، الذي سعى خلافا للتوجهات السياسة الأمريكية إلى مساعدة سوريا في المرحلة الانتقالية الهشة.

وتتوسط الولايات المتحدة في محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل. وذكرت رويترز أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية في دمشق.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن سوريا بصدد الانضمام بشكل رسمي إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وإن الحكومة السورية قد تعلن عن ذلك قريبا.

وبالفعل قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى يوم الاثنين إن سوريا وقعت إعلان تعاون سياسيا مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف على منصة إكس “الاتفاق سياسي ولا يتضمن حتى الآن أي مكونات عسكرية”.

* مؤامرتان لاغتيال الشرع

قبل ساعات فقط من الاجتماع التاريخي، قال مصدران، وهما مسؤول أمني سوري ومسؤول كبير في الشرق الأوسط، إن سوريا أحبطت مؤامرتين منفصلتين لتنظيم الدولة الإسلامية لاغتيال الشرع.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزارة الداخلية السورية أطلقت مطلع هذا الأسبوع حملة تستهدف خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء البلاد، أفضت إلى القبض على أكثر من 70 مشتبها بهم.

ولم يوضح البيت الأبيض حتى الآن سبب وصول الشرع دون ضجة. فعادة ما ينتقل أغلب رؤساء الدول على متن سيارات إلى الممرات المزينة بأعلام بلادهم على الجانب الشمالي من المجمع الرئاسي. لكن اليوم، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل.

وكتبت الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، التي تعرف نفسها بأنها “معادية للإسلام” ولها نفوذ في حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” التابعة لترامب، على منصة إكس أن الشرع هو “قائد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

وذكرت عن زيارة الشرع للولايات المتحدة “ماذا نفعل بحق الجحيم؟”.

ولدى مغادرة الشرع للمجمع الرئاسي، خرج من موكبه أمام البيت الأبيض مباشرة وحيا لفترة وجيزة مجموعة من المؤيدين المبتهجين الذين راح بعضهم يلوح بالأعلام السورية.

وقبل أيام من الاجتماع، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن “تقدما كبيرا” تحقق في الملف السوري، وإن الشرع “يبلي بلاء حسنا”.

وكان من المتوقع أن يدعو الشرع بقوة إلى إلغاء القانون في خطوة ستسهم في تنشيط الاستثمارات العالمية في بلد أنهكته الحرب على مدى 14 عاما. ويقدر البنك الدولي أن إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار.

ودعا عدد من أعضاء الكونجرس المؤثرين إلى رفع عقوبات قانون قيصر لعام 2019، والتي صدرت ردا على انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الأسد. ويريد بعض الجمهوريين من أنصار ترامب إبقاء العقوبات سارية، لكن هذا الموقف ربما يتغير إذا مارس ترامب ضغوطا.

وخضع تماسك النسيج الاجتماعي السوري لاختبارات صعبة في الآونة الأخيرة، إذ أدى نشوب أعمال عنف طائفية إلى مقتل أكثر من 2500 منذ الإطاحة بالأسد، مما عمق جراح الحرب الأهلية وأثار تساؤلات حيال قدرة من تولوا السلطة على حكم كل السوريين.

ويأتي تركيز ترامب على سوريا في الوقت الذي تسعى فيه إدارته إلى الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، والمضي قدما في خطته المكونة من عشرين نقطة لإنهاء الحرب الدائرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني. ولا يزال هناك عدد من النقاط الشائكة في حاجة لحلول.

* تحولات جذرية

لا يقل التحول الذي شهده الشرع نفسه جذرية عن التحول الذي تمر به سوريا. فقد انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق إبان الغزو الأمريكي في 2003 تقريبا وقضى سنوات في أحد السجون الأمريكية هناك قبل أن يعود إلى سوريا لينضم لجماعة من المعارضة المسلحة المناهضة للأسد.

وفي 2013، أدرجت الولايات المتحدة الشرع، الذي اشتهر وقتها باسم أبو محمد الجولاني، في قائمة الإرهابيين بسبب علاقاته بتنظيم القاعدة. لكن الشرع أعلن قطع صلاته بالتنظيم في 2016 وبدأ بترسيخ نفوذه في شمال غرب سوريا.

وفي ديسمبر كانون الأول، ألغت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات قد تفضي إلى إلقاء القبض على الشرع. وفي الأسبوع الماضي فحسب، رفع مجلس الأمن الدولي عقوبات متعلقة بالإرهاب مفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس خطاب.

وبعد قرار الأمم المتحدة، رفعت بريطانيا والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على الرجلين. وفي واشنطن، شمل ذلك شطبهما من قائمة “الإرهابيين العالميين ذوي التصنيف الخاص”.

(إعداد مروة غريب وبدور السعودي وأميرة زهران ومحمود رضا مراد وحاتم علي للنشرة العربية – تحرير سلمى نجم وأيمن سعد مسلم وعلي خفاجي)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية