
روسيا تحذّر الغرب وأوكرانيا تعلن الحصول على نظام باتريوت من إسرائيل

حذّرت روسيا السبت من رد “حاسم” على أي اعتداء تتعرض له في وقت تدرس دول حلف شمال الأطلسي التعامل بحزم أكبر مع انتهاكات لمجالاتها الجوية تتهم موسكو بها، بينما أعلنت أوكرانيا للمرة الأولى أنها تلقت أنظمة دفاع جوي أميركية من إسرائيل.
وقالت دول أوروبية عدة في الأسابيع الماضية إن مقاتلات ومسيّرات روسية انتهكت مجالها الجوي، في ما اعتبره الحلف الأطلسي اختبارا لرد فعله بينما تمضي موسكو في غزوها لأوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة السبت “يتم اتهام روسيا بأنها تخطط تقريبا لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “لم تكن لدى روسيا أبدا وليس لديها نوايا مماثلة. ولكن أي اعتداء على بلادي سيقابل برد حاسم”.
وفي تصريحات للصحافيين، حذّر لافروف من أن أي دولة “ستندم كثيرا” في حال أسقطت أجساما وهي في أجواء روسيا.
ويدرس الناتو الذي يعتمد مبدأ الدفاع المشترك واعتبار الاعتداء على أي من الدول الأعضاء اعتداء عليها جميعا، إسقاط الطائرات الروسية في حال انتهكت مجاله الجوي، ما سيشكل تصعيدا بالغا مع موسكو. وحضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء دول الحلف على إسقاط هذه الطائرات في أجوائها.
وشكّل موقف ترامب نقيضا للمحاولات التي قام بها خلال الأشهر الماضية وتفاخره بعلاقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين توّجت بلقاء في ألاسكا منتصف آب/أغسطس.
لكن ترامب لا يخفي منذ أسابيع استياءه من بوتين لعدم تجاوبه مع مساعيه لإنهاء الحرب ضد كييف. وبعدما كان الرئيس الأميركي يحض أوكرانيا على تبادل مناطق مع روسيا، اعتبر أخيرا أنها قادرة على استعادة كل أراضيها.
مع ذلك، أشاد لافروف بترامب الذي لم يفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد، رغم تلويحه بذلك منذ فترة طويلة.
وقال وزير الخارجية الروسي “في نهج الإدارة الأميركية الحالية، نرى رغبة ليس في المساهمة في إيجاد طرق لحل الأزمة الأوكرانية بشكل واقعي فحسب، بل أيضا رغبة في تطوير التعاون العملي من دون تبنّي موقف أيديولوجي”.
– دعم إسرائيلي لأوكرانيا –
من جهته، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن بلاده تلقت من إسرائيل منظومة للدفاع الجوي من طراز باتريوت، وهو سلاح أميركي باهظ الثمن وحيوي بالنسبة الى كييف لصد الهجمات الصاروخية الروسية.
وقال خلال مؤتمر صحافي إن “منظومة (باتريوت) إسرائيلية دخلت الخدمة في أوكرانيا، لقد دخلت الخدمة قبل شهر”، من دون أن يوضح ما إذا كانت كييف ابتاعتها أو حصلت عليها مجانا.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” في نيسان/أبريل عن مصادر رسمية أميركية أن منظومة باتريوت الموجودة في إسرائيل سيتم تجديدها ثم إرسالها الى اوكرانيا، مع سعي سلاح الجو الإسرائيلي الى التزود بمعدات أكثر تطورا.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تبنّت إسرائيل موقفا محايدا ولم تبادر الى فرض عقوبات على روسيا. لكن العلاقات بين البلدين تراجعت بعدها إثر تعزيز التحالف بين موسكو وإيران واتهام الغرب لطهران بتزويد الكرملين مسيرات هجومية. كذلك، تندد السلطات الروسية بالحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة.
الى ذلك، تناول زيلينسكي السبت لقاءه الأخير في نيويورك مع ترامب، موضحا أنه “اتفق” معه على أن تشتري كييف “الاسلحة المناسبة” من واشنطن.
وقال “تفاهمنا مع الرئيس وسننتقل الى (مرحلة) التطبيق العملي”، لافتا الى أن كييف زودت ترامب تفاصيل عن الأسلحة التي تأمل بالحصول عليها في إطار خطة بقيمة تسعين مليار دولار لشراء سلاح من واشنطن. وكان تطرق للمرة الأولى الى هذا الأمر في آب/اغسطس.
ميدانيا، واصلت القوات الروسية تقدمها في مناطق شرق أوكرانيا. وأعلنت السبت سيطرتها على ثلاث قرى.
وتمّ الاستيلاء على بلدتي ديريلوف ومايسك في منطقة دونيتسك، وفق ما جاء في بيان للجيش الروسي، وقرية ستيبوف في منطقة دنيبروبتروفسك.
وأعلنت أوكرانيا أن قصفا ليليا روسيا أسفر عن مقتل شخص وإصابة 12 في منطقة خيرسون (جنوب شرق) وألحق أضرارا بالسكك الحديد في منطقة أوديسا المجاورة.
الى ذلك، اتهمت أوكرانيا روسيا السبت بفصل محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها عن الشبكة الكهربائية، وبأنها تعتزم “سرقتها” وإعادة ربطها بشبكة تحت إشرافها.
وسيطرت القوات الروسية على المحطة النووية الأكبر في أوروبا في آذار/مارس 2022. وأوقفت مفاعلاتها الستة عن العمل، الا أنها تحتاج الى الطاقة الكهربائية لمواصلة تبريدها.
وواجهت المحطة انقطاعات متكررة للكهرباء جراء قربها من خطوط التماس، الا ان الانقطاع لأربعة أيام يعد الأطول حتى الآن منذ بدء الحرب.
بور-شت/كام/ب ق