The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

سودانيون فروا من الفاشر يتحدثون عن هجمات عرقية شهدتها المدينة

afp_tickers

يؤكد حسن عثمان بعد فراره من مدينة الفاشر السودانية خوفا من العنف، إنه كان شاهدا على هجمات عرقية يقول إن قوات الدعم السريع شنّتها مستهدفة مدنيين بسبب انتمائهم القبلي ولون بشرتهم.

وسيطرت قوات الدعم السريع في 26 تشرين الأول/أكتوبر على آخر معقل في إقليم دارفور (غرب) للجيش الذي تخوض حربا ضده منذ نيسان/أبريل 2023.

وترد مذاك الحين تقارير عن عمليات قتل جماعي، وعنف عرقي، وخطف، واعتداءات جنسية.

وتحدثت وكالة فرانس برس إلى ثلاثة ناجين من معركة الفاشر، بعدما لجأوا إلى مدينة طويلة القريبة.

بدورها، أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل عرقية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. 

في المقابل، نفى ضابط في قوات الدعم السريع هذه الاتهامات ووصفها بأنها “افتراء”.

يقول حسن عثمان، وهو طالب جامعي من الفاشر، لوكالة فرانس برس إن مقاتلين من الدعم السريع فرزوا سكان الفاشر حسب انتماءاتهم العرقية.

ويؤكد أنهم “يحكمون عليك حسب قبيلتك، لونك، ومن أين عائلتك”.

يضيف الشاب “هناك قبائل معيّنة لو أنت منها، لا يسألونك أي سؤال، يقتلونك مباشرة”. 

ويشير عثمان إلى أن شوارع المدينة كانت “مليئة بالجثث” عندما نزح، لافتا إلى أن “بعضها مذبوح وهناك جثث أكلتها الكلاب”.

وتؤكد آمنة هارون، وهي من قبيلة الزغاوة الإفريقية، أن عناصر من قوات الدعم السريع “قتلوا زوجي وولدي الكبير عندما كنا نحاول الخروج من الفاشر”. 

وتضيف لوكالة فرانس برس “قتلوهما أمام عيني وهم يقولون لا نريدكم هنا”. 

– “إذلال وإهانة” –

أوقعت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع.

وقد اتُهم كلا الجانبين بارتكاب فظائع طوال فترة الحرب.

وتقطن دارفور العديد من القبائل غير العربية، منها الزغاوة والفور والبرتي والمساليت، وهي تعرضت منذ فترة طويلة لأعمال عنف من ميليشيات مشكلة من أبناء قبائل عربية.

وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد ذات الأغلبية العربية والمتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين.

وفي الفترة ما بين عامي 2003 و2008، قُتل وفق تقديرات نحو 300 ألف شخص ونزح قرابة 2,7 مليون آخرين في خضم حملات العنف العرقي.

وبحسب وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن القبائل غير العربية أو الإفريقية تمثل ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع سكان دارفور.

ويقاتل الزغاوة، القبيلة المهيمنة في الفاشر، إلى جانب الجيش منذ أواخر عام 2023.

وكانت القبيلة التي ظلت محايدة في بداية الحرب، تحالفت مع الجيش بعدما اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق قبيلة المساليت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 15 ألف شخص.

يقول حسن عثمان إن السكان ذوي البشرة الداكنة تعرضوا “لإذلال وإهانة وعنف نفسي وجسدي” أثناء فرارهم من الفاشر، مشيرا خصوصا إلى المدنيين من الزغاوة.

ويضيف “لو أنت لونك فاتح ممكن يخلوك تمشي… يتعاملون بصورة إثنية بحتة”.

ويلفت عثمان الذي ينتمي إلى قبيلة البرتي، إلى أنه لم يتعرض للعنف لأن العداء الرئيسي لمقاتلي قوات الدعم السريع موجه للزغاوة المتحالفين مع الجيش.

لكن حسين الذي ينتمي إلى قبيلة الفور، يؤكد أنه احتجز لعدة أيام مع نحو 200 رجل في بلدة قرني التي تبعد 25 كيلومترا شمال غرب الفاشر، حيث تعرضوا للضرب والإهانة.

يضيف حسين الذي لم يذكر اسم عائلته خشية تعرضه للانتقام، “تم ضربنا بالعصي وقالوا لنا +أنتم عبيد+”.

ويشير حسن عثمان إلى أن مقاتلي قوات الدعم السريع طالبوا المدنيين بدفع مبالغ تناهز في كثير من الأحيان مئات الدولارات مقابل المرور الآمن، أيضا على أساس الهوية القبلية وأصل العائلة.

ويوضح “يسألولك أنت أصولك من أين، أو أين تقيم… ثم يقولون لك أنت تدفع كذا”. 

– لمجرد أنهم سود –

من جهته، نفى ضابط من قوات الدعم السريع متمركز في الفاشر، طلب عدم كشف اسمه لأنه غير مخول التحدث إلى الإعلام، حدوث عمليات قتل عرقية.

وقال “لم نقتل مدنيين ولم نقتل أحدا لانتمائه إلى قبيلة، هذا افتراء فقط”.

بعد سيطرتها على الفاشر، أصدرت قيادة الدعم السريع توجيها لقواتها يطلب منها “الالتزام الصارم بالقانون وقواعد السلوك والانضباط العسكري أثناء الحرب”، مؤكدة ضرورة ضمان “حماية المدنيين”.

لكن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية تحدثت مذاك الحين عن وقوع فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك عمليات قتل وخطف على أسس عرقية.

وقال خبراء أمميون الجمعة إنهم “شعروا بالفزع إزاء التقارير الموثوقة” عن إعدام قوات الدعم السريع لمدنيين في الفاشر، ووصفوها بأنها جرائم حرب “قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.

وأكدوا أن الهجمات تشبه حملات سابقة شنتها قوات الدعم السريع في مخيم زمزم القريب الذي اجتاحته في نيسان/أبريل، وفي الجنينة حيث قُتل الآلاف، متهمين المجموعة باستهداف قبائل الفور والمساليت والزغاوة “بقصد إرهابهم وتهجيرهم وتدميرهم كليا أو جزئيا”.

وقال منسق منظمة أطباء بلا حدود في مدينة طويلة سيلفان بينيكو الذي تحدث إلى مدنيين فارين من الفاشر، لوكالة فرانس برس إن العديد من النازحين أكدوا أنهم “استُهدفوا بسبب لون بشرتهم”.

وأضاف بينيكو “بالنسبة لي، كان الجزء الأكثر رعبا هو مطاردتهم وهم يهربون للنجاة بحياتهم. التعرض للهجوم لمجرد أنهم سود”.

ستر-ماف/ح س/ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية