The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

غموض يكتنف بعض النقاط في اتفاقية الدفاع السعودية الباكستانية

afp_tickers

أتت اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك التي أُعلن عنها أخيرا بين باكستان والمملكة العربية السعودية في خضم توتر تشهده منطقة الخليج، نتيجة تعاون طويل الأمد بين البلدين، لكنها تثير أسئلة كثيرة خصوصا في ما يتعلق بجانبها النووي المحتمل.

يقول جوشوا وايت من مركز بروكينغز “حتى المطلعين على التطورات الكبيرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا فوجئوا” بالإعلان في 17 أيلول/سبتمبر في الرياض عن “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك” هذه بين القوة النووية الآسيوية والعملاق الإقليمي الخليجي.     

أتت هذه الاتفاقية في سياق دولي شديد التعقيد، بين الحرب الإيرانية الإسرائيلية وغارات إسرائيل في قطر والشكوك بشأن برنامج طهران النووي والمواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، وهي تثير تكهنات حول نطاق الاتفاقية وجدولها الزمني.

– تاريخ من التعاون –

التفاوض على هذه الاتفاقية لم يحدث على عجل، بل هو ثمرة تاريخ حافل بالتعاون العسكري بين البلدين.

ويشير جوشوا وايت إلى أن “هذه الاتفاقية تُضفي طابعا رسميا وتُعمّق عقودا من التعاون الأمني والدفاعي السعودي الباكستاني، بالاستناد إلى بروتوكول تاريخي يعود للعام 1982”.

تقول المتخصصة في شؤون دول الخليج في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كاميي لونس لوكالة فرانس برس “هناك عدد كبير من العسكريين السعوديين الذين تدربوا على يد الباكستانيين، وهناك باكستانيون متعاقدون مع وزارة الدفاع السعودية”.

وتلفت لونس إلى أن هذه الاتفاقية قيد التفاوض منذ فترة طويلة. وتقول “يجب أن نكون حذرين عند ربطها بتطورات الأسابيع الأخيرة في المنطقة، رغم صوابية التحليل العام لهذه الاتفاقية باعتبارها رد فعل على تنامي النفوذ الإسرائيلي في المنطقة وشكوك السعودية بشأن الضمانات الأمنية الأميركية”.

ويوضح سيد علي ضياء جعفري من مركز أبحاث الأمن والاستراتيجية والسياسات CSSPR في جامعة لاهور الباكستانية، لوكالة فرانس برس أن هذه الاتفاقية تتيح للبلدين إرسال “إشارة”، إذ تؤكد من خلالها الرياض أنها “تسعى إلى تنويع مصادر أمنها”، فيما ترغب إسلام آباد بإظهار “أهميتها المتزايدة في البنية الأمنية للشرق الأوسط”.

– بُعد نووي؟ –

قد تكون هذه النقطة الأكثر حساسية في الاتفاقية، إذ يُطرح تساؤل عما إذا كانت السعودية، المناهضة لاحتمال امتلاك إيران أسلحة نووية، ستستفيد من جزء من قوة الردع في باكستان التي تمتلك حوالى 170 رأسا نووية وفقا لنشرة علماء الذرة Bulletin of the Atomic Scientists، والتي “لديها القدرة على زيادة مخزونها في السنوات المقبلة” وتبقي على غموض متعمد في القضية.

من شأن ذلك أن يشكل تطورا كبيرا في المشهد النووي العالمي، إذ لا تُقدّم سوى دولتين فقط في العالم لحلفائهما قوة ردع موسعة تُعرف عموما بالمظلة النووية: الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين والآسيويين، وروسيا لبيلاروس.

وقد ألمحت أصوات سعودية عدة إلى هذا الأمر، وكذلك وزير الدفاع الباكستاني، لكن لا شيء رسميا حتى الآن.

كشف لواء سعودي متقاعد من وزارة الدفاع السعودية لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الإفصاح عن هويته لحساسية المسألة، أن المملكة العربية السعودية أدرجت “الوسائل التقليدية وغير التقليدية في نص المعاهدة”. وأشار هذا المصدر إلى أنه أُطلع على تفاصيل الاتفاقية. وقال “لقد أشرنا كتابيا بوضوح إلى أن الاتفاقية تشمل أسلحة نووية باكستانية”.

كذلك، صرّح المحلل السعودي علي الشهابي، المعروف بقربه من الديوان الملكي، لوكالة فرانس برس أنّ “الطاقة النووية جزء لا يتجزأ من هذه الاتفاقية”.

لكن الوضع ليس بهذا الوضوح برأي محللين.

يرى سيد علي ضياء جعفري أنّ “عقيدة باكستان النووية وسياستها وموقفها واستراتيجيتها وقدراتها تُركّز حصرا على الهند”، مضيفا “لا شيء يوحي بأنّ باكستان تُفكّر في توفير مظلة نووية للسعودية”.

يشير الخبير الفرنسي برونو تيرتريه من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية إلى أن “من المستحيل معرفة تفاصيل أيّ اتفاق مُحتمل في هذا المجال، لأنّه جزء من الردع: إنه ما يُسمّى غالبا بالغموض الاستراتيجي”.

– أي التزامات في حال نشوب أزمة بين الهند وباكستان؟ –

هنا أيضا، الأمر غير واضح تماما. تقول لونس “هل ستتدخل السعودية في أي تصعيد بين باكستان والهند؟ لا أعتقد ذلك، إذ إن الأمر يتعارض تماما مع الدبلوماسية التي تسعى السعودية إلى اتباعها، والتي تعتمد مثل الهند، مبدأ الاصطفافات المتعددة”. وترى أنه “لا بد من وجود الكثير من بنود الاستثناءات في الجزء غير المعلن من الاتفاقية”.

ووفقا لجوشوا وايت، فإن أي أزمة هندية باكستانية جديدة، على غرار مواجهات أيار/مايو الفائت، “ستختبر بسرعة المرونة السياسية للاتفاقية”.

ويعتقد أن “غريزة الرياض ستدفعها إلى البقاء على الحياد، لتحافظ على مزاياها التجارية التي اكتسبتها بصعوبة مع الهند مع الوفاء بالتزاماتها الأمنية تجاه باكستان. وسيكون الحفاظ على هذا التوازن الآن أكثر صعوبة”.

فز-مرا/جك/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية