The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مشتريات الهند من النفط الروسي: مصلحة اقتصادية شائكة

afp_tickers

تحتل الهند المرتبة الثانية في قائمة مشتري النفط الروسي وهو ما يوفر عليها مليارات الدولارات من خلال شراء النفط الخام بسعر مخفّض، ويمثل في الوقت نفسه مصدرا رئيسيا للإيرادات التي تمول الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. 

عندما اندلعت الحرب عام 2022 استغلت الهند فرصة انخفاض أسعار النفط الخام، فارتفعت وارداتها من روسيا بشكل كبير. 

وأثار ذلك غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي هدد الهند بزيادة الرسوم الجمركية، ما دفع نيودلهي إلى اعتبار أي قرار محتمل بهذا الخصوص “غير مبرر وغير منطقي”. 

ويسعى حلفاء أوكرانيا الغربيون باستمرار إلى عرقلة عائدات الصادرات الروسية.

لكن روسيا تمكنت من إعادة توجيه مبيعاتها من إمدادات الطاقة إلى دول أخرى بما فيها الهند والصين، ما ضمن لها استمرار تدفق مليارات الدولارات.

– ما هي الكمية التي تستوردها الهند؟ –

تعتمد الهند، أحد أكبر مستوردي النفط الخام في العالم، على الموردين الأجانب لتلبية أكثر من 85% من احتياجاتها النفطية. 

واعتمدت نيودلهي تقليديا على دول الشرق الأوسط. 

ولكن منذ 2022، تحولت بشكل حاد نحو النفط الخام الروسي بأسعاره المخفضة مستفيدة من سوق مشترين نشأت في موازاة الحظر الغربي على صادرات موسكو. 

وفي 2024، بلغت حصة روسيا ما يقرب من 36% من إجمالي واردات الهند من النفط الخام مقارنة بنحو 2% قبل الحرب، وفقا لبيانات نشرتها وزارة التجارة الهندية. 

في ذروة التعاملات مثلت روسيا أكثر من 40% من واردات الهند من النفط الخام في 2024. 

وبلغت مشتريات نيودلهي ما يقرب من 1,8 مليون برميل من النفط الخام الروسي يوميا في 2024. ومثّل ذلك نحو 37% من إجمالي صادرات موسكو النفطية.

– لماذا تعتمد الهند على روسيا؟ – 

أعلنت وزارة الخارجية الهندية الاثنين أنها “بدأت الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية تم تحويلها إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب” في أوكرانيا.

وأشارت أيضا إلى أن واشنطن آنذاك “شجعت الهند بنشاط على هذه الواردات بهدف تعزيز استقرار سوق الطاقة العالمية”. 

وأدت العقوبات الغربية إلى خفض أسعار النفط الخام الروسي. 

وساعد ذلك مصافي التكرير الهندية على توفير مليارات الدولارات من تكاليف الاستيراد، ما حافظ على استقرار أسعار الوقود المحلية نسبيا. 

ورغم أن ميزة الأسعار تراجعت من نحو 14% في السنة المالية 2023-2024 إلى نحو 7% في السنة المالية 2024-2025، لا يزال النفط الخام الروسي جذابا من الناحية الاقتصادية للهند. 

وتؤكد نيودلهي أن مشترياتها من النفط الخام ساهمت في الحفاظ على استقرار أسعار النفط الخام العالمية، وتعتبر أنه لولا هذه الواردات لارتفعت الأسعار العالمية إلى 120-130 دولارا للبرميل.

– هل لدى الهند أي بديل؟ –

لا تزال الهند تستورد النفط الخام من الشرق الأوسط، وخصوصا من العراق والمملكة العربية السعودية. 

ومثلت هذه الواردات ما نسبته 45% من إجمالي الواردات في عام 2024، مقارنة بـ 60% تقريبا قبل 2022. 

ويقول شيلان شاه من كابيتال إيكونوميكس في مذكرة “يمكن للهند، من حيث المبدأ، العثور على موردين آخرين غير روسيا لتلبية احتياجاتها من الطاقة بسهولة نسبية وبانعكاسات اقتصادية ضئيلة”.

ويرى شاه أن تغيير الموردين ممكن أيضا من الناحية اللوجستية. 

ويضيف “جميع مشتريات الهند تقريبا من النفط الروسي تصل عبر السفن، وسيكون تغيير الموردين أكثر صعوبة إذا تم تسليم النفط عبر خطوط أنابيب”.

كما أن مصافي التكرير الهندية قادرة على تغيير أنواع النفط بسهولة نسبية أيضا. 

ولكن أيا من البدائل لا يقدم الميزة نفسها من حيث السعر.

ساي/غد/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية