
ثلاثة قتلى في كييف وأوديسا جراء هجمات روسية بالطائرات المسيّرة

أسفرت هجمات روسية ليلية بمئات المسيّرات عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في كييف وأوديسا، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء، في حين طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين باتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد موسكو.
وتأتي الغارات الجديدة في وقت وصلت محادثات السلام بين موسكو وكييف التي بدأت في أيار/مايو في إسطنبول بدفع أميركي، إلى طريق مسدود. وتوعدت روسيا بالرد على سلسلة هجمات أوكرانية طالت أراضيها أخيرا، أبرزها استهدفت مطارات عسكرية وقاذفات استراتيجية في الأول من حزيران/يونيو.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت خلال ليل الاثنين الثلاثاء، 315 مسيّرة تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض 213 منها، وأسقطت كل الصواريخ السبعة التي أطلقتها موسكو.
وتعرضت مناطق أوكرانية عدة لضربات أو لسقوط حطام مسيرات منها مدينة أوديسا الساحلية (جنوب) حيث قُتل شخصان وأصيب تسعة، وفقا لحاكم المنطقة أوليغ لكيبر.
وقال كيبر إنّ “العدو هاجم أوديسا بغارات مكثّفة بطائرات مسيّرة. لقد تضرّرت بنى تحتية مدنية واندلعت حرائق. لقد أصاب الروس مستشفى للولادة وعيادة طوارئ وعمارات سكنية”.
وأوضح الحاكم أنّه تمّ إخلاء مستشفى الولادة في الوقت المناسب، لافتا الى أنه “بالإضافة إلى ذلك، دُمّرت وتضرّرت مبان سكنية في وسط أوديسا”.
في كييف، تعرضت مبان سكنية ومستودعات للقصف، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة أربعة أشخاص، بحسب السلطات.
وخاطب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو سكان العاصمة عبر تلغرام قائلا “ابقوا في ملاجئكم! الهجوم الضخم على العاصمة مستمر”، مشيرا إلى سقوط جريح واحد على الأقل في منطقة دارنيتسكي واحتراق مبنى.
وفي وسط العاصمة، سمعت صحافية في وكالة فرانس برس دويّ ما لا يقلّ عن 12 انفجارا ونيران الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى أزيز طائرات مسيّرة.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية، بما فيها منشآت تصنيع صواريخ ودبابات وسفن. وأعلنت وزارة الدفاع شنّ “ضربة جماعية” بالصواريخ والطائرات المسيّرة “على منشآت لتصنيع الطائرات والصواريخ والمدرعات والسفن في أوكرانيا”.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قتل شخص وأصيب أربعة جراء هجوم بمسيّرة دمّر متجرا في منطقة بلغورود الروسية، حسبما أعلن الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف.
– “إرغام روسيا” –
وقال زيلينسكي على تلغرام “من المهم ألا يكون الرد على هذا الهجوم الروسي، كما مع الهجمات المماثلة الأخرى، صمت العالم بل اتخاذ إجراءات ملموسة”.
ودعا إلى “تحرك أميركي لأن واشنطن قادرة على إرغام روسيا على السلام” و”تحرك من أوروبا التي ليس أمامها خيار سوى أن تكون قوية”.
والثلاثاء، اقترح الاتحاد الأوروبي خفض السقف المحدد لسعر صادرات النفط الروسية في إطار حزمة عقوبات جديدة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في مطلع العام 2022.
وعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خفص السقف الحالي من 60 إلى 45 دولارا، مع مواصلة موسكو رفض المطلب الغربي والأوكراني بهدنة غير مشروطة.
وتتعرض المدن الأوكرانية لقصف جوي بشكل شبه يومي، بعد مرور قرابة ثلاث سنوات ونصف سنة على بدء الغزو.
وعلى رغم جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعاد التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم تحقق مفاوضات السلام في اسطنبول خرقا لجهة التوصل الى تسوية لوقف إطلاق النار.
وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة للمفاوضات، إعلان كييف وموسكو الاثنين بدء عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب ستتواصل في الأيام المقبلة.
وتقرر هذا التبادل خلال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو.
واتفق الجانبان على إطلاق جميع أسرى الحرب المصابين بجروح خطيرة أو المرضى والذين تقل أعمارهم عن 25 عاما.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “بموجب الاتفاقات الروسية-الأوكرانية التي حصلت في الثاني من حزيران/يونيو في اسطنبول، عادت المجموعة الثانية من الجنود الروس” مضيفة “في المقابل سُلمت مجموعة من أسرى الحرب الأوكرانيين”.
الا أن الغموض لا يزال سائدا بشأن تبادل آلاف الجثامين لجنود لقوا حتفهم خلال المعارك، والذي تمّ الاتفاق عليه كذلك في مباحثات اسطنبول هذا الشهر.
ووافقت روسيا على تسليم نحو ستة آلاف رفات، مشيرة الى أنها ما زالت تنتظر موافقة أوكرانيا للمضي في التبادل.
وردا على سؤال بهذا الشأن، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء إن شاحنات مبردة تحمل جزءا من الجثامين التي من المقرر تسليمها، تنتظر “منذ أيام عند الحدود” التوصل الى “اتفاق نهائي” بين الجانبين.
في غضون ذلك، تواصل القوات الروسية التقدم ميدانيا على خط الجبهة.
والأحد، أعلن الجيش الروسي أنه هاجم منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية المتاخمة لمدينتي دونيتسك وزابوريجيا الخاضعتين جزئيا للسيطرة الروسية، في سابقة منذ اندلاع الحرب.
وتستمر روسيا في طرح مطالب صعبة وتحديدا تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي ضمتها والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وترفض الهدنة “غير المشروطة” لمدة 30 يوما التي اقترحتها كييف والغربيون، معتبرة أنها ستسمح للقوات الأوكرانية بأن تعيد تسليح نفسها وتجميع صفوفها.
من جانبها، تطالب أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية من أراضيها وبتقديم “ضمانات أمنية” من الغرب، سواء كان ذلك من خلال نشر قوات أو إبرام اتفاقات عسكرية. وتصف المطالب الروسية بأنها بمثابة “إنذارات”.
بور-شفس/الح-ليل/كام