The Swiss voice in the world since 1935

وانسدل الستار

كلمة الوداع في ختام فعاليات اكسبو02 RTS

إنفض السامر وأطفأ المعرض الوطني السويسري اكسبو02 أنواره، لتنتهي فعالية أثارت جدلا واسعا قبل أن تبدأ وأثناءها وبعدها، من المفترض أنها تقدم صورة سويسرا إلى العالم.

إلا أن اقبال عشرة ملايين زائر على اجنحة المعرض الموزعة على أكثر من مدينة، لا يعتبر دليلا كافيا على نجاحه.

أعلنت مديرة المعرض نيللي فينغر، المغربية المولد، في الحفل الختامي مساء الأحد نهاية فعاليات اكسبو 2002، وقالت في كلمتها أن نتائجه وثماره ستظهر في المستقبل. ثم تقدم فرانز شتاينيغر بالاعتذار لكل من خاب أملهم في برنامج المعرض أو اضطروا للانتظار طويلا أمام أبواب الدخول، إلا أن الحوصلة النهائية كانت بالنسبة له “إن سويسرا موجودة وتعيش”.

أما وزير الاقتصاد باسكال كوشبان، فرأى في كلمته التي عبر فيها عن موقف الحكومة الرسمي، “أن هذا الحدث يعتبر تجربة سياسية وإنسانية عظيمة، وأن الجيل الحالي سيفخر بأنه ترك بصمة جميلة في الذاكرة ستبقى للأجيال المقبلة”.

ثم تعلقت أنظار الزائرين بخشبة المسرح، يترقبون بداية الفصل الختامي لفعاليات المعرض الوطني اكسبو 02 والذي حمل عنوان “إمبراطورية الصمت”.

عشرة ملايين زائر

عشرة ملايين زائر تدفقوا على المعرض الوطني على مدى 159 يوما. وعلى الرغم من انتهاء فعاليات المعرض، إلا أن الحديث عنه سيتواصل لفترة، لا سيما بعد الجدل الدائر حول نجاحه في إعطاء صورة إيجابية عن سويسرا.

فالهدف من إقامة المعرض الوطني الذي يعتبر السادس في تاريخ سويسرا، كان تحديد معالم صورة الكنفدرالية في الداخل والخارج، ومحاولة تقديمها بشكل عصري ومتطور، يجمع بين الأصالة والحداثة.

فصورة سويسرا في الخارج، مرتبطة إما بالبنوك والحسابات السرية أو بصناعة الساعات والحلويات ومنتجات الألبان، أو جبال الألب والبحيرات الجميلة.

معرض ارتبط باختلاف وجهات النظر

إلا أن القائمين على فعاليات اكسبو لم يعتبروه معرضا وطنيا محليا فحسب، بل أرادوه بطاقة جميلة تحمل إلى العالم سمات سويسرا الحديثة والمتطورة، المتفاهمة والمنسجمة، التي تضم بين جنباتها ثقافات متعددة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أعطى الخلاف على تمويل المعرض والذي أدى إلى تأجيل افتتاحه لسنوات، الانطباع بأن السويسريين لا يحرصون على هذا الهدف بقدر حرصهم على حسابات الربح والخسارة. أما الدولة، فكان دورها واضحا في الدعم المعنوي، بعيدا عن الغوص في خزانتها لتمويل جميع الفعاليات.

وحتى بعد بدء فعاليات المعرض، رأي البعض أنه يضم مجموعة من الأنشطة غير المفهومة، بينما اعتبر آخرون أن استخدام الخيال الواسع والفن الحديث سواء في التشكيل أو الرسم، كان السبب وراء ما اعتبره البعض غموضا. في الوقت نفسه، أعرب الكثير من الزوار عن فهمهم أو استيعابهم لأنشطة المعرض أو برنامجه، وكان الكثيرون يذهبون إلى إحدى ساحات المعرض بشكل عشوائي.

سويسرا تربط نفسها بالعالم

فالنظرة الكلاسيكية للمعارض الوطنية اختفت تماما في اكسبو02. فهو ليس معرضا لترى فيه صورا أو لوحات أو تماثيل ليحكي لك تاريخا مضى، بل حاول أن يقدم سويسرا انطلاقا من منظور علاقتها بالعالم الخارجي وقضاياه، وهي محاولة لتبرئة الذمة من تهمة الانغلاق وعدم قبول الآخر.

فكانت أغلب الفعاليات تتحدث عن قضايا البيئة وكيفية الحفاظ عليها، والعلاقة مع الدول النامية، ودور سويسرا في دعم فرص السلام في مناطق الصراعات.

ولجيران سويسرا رأي آخر

ولئن كان السويسريون قد اختلفوا فيما بينهم حول غموض أو وضوح الفعاليات والهدف منها، فإن زوار المعرض من الأجانب كان لهم رأي آخر، حيث أعرب الكثير من زواره من بريطانيا والولايات المتحدة عن دهشتهم من اخراج الفعاليات بهذا الخيال الخصب. وقال أحد الصحفيين الأمريكيين أن سويسرا أصابته بالحيرة ، فهي “إما تبدوا بسيطة للغاية أو مثيرة للتساؤلات حول الخلفيات والدوافع”.

وقد يكون هذا القول مقبولا من صحفي أمريكي لا يعايش الواقع السويسري عن قرب أو يحتك بسياسة البلاد الداخلية والخارجية من قريب أو بعيد. أما جيران سويسرا، فبعضهم رأى أن “فعاليات اكسبو02 تعكس مدى انهماك السويسريين في البحث عن الهوية والمضمون”. واعتبر آخرون الفعاليات الخيالية “نوعا من تحويل المشاكل إلى ساحة للمشاهدة، علها تعمل كنوع من الاستفتاء حول الذات”.

ولم يتبقى من اكسبو02 سوى تذكارات تهافت علي جمعها الهواة، ونقاش سيتواصل حول هوية سويسرا، وكيف يمكن تقديمها إلى العالم. وهنا، تبرز نقاط الاختلاف بين القناعة بالمضمون والصورة المطلوب توصيلها إلى العالم، وكيفية تحقيق معادلة متوازنة بين الإهتمامين، وهو موضوع آخر يحتاج إلى وقفة منفصلة.

تامر أبو العينين – سويس أنفو

استغرق الإعداد لمعرض اكسبو 02 ثمان سنوات بما فيها سنوات التأجيل
تم افتتاحه في 15 مايو وتواصل لمدة 159 يوما
تراوح متوسط عدد الزائرين في اليوم الواحد بين 2000 و6000 آلاف زائر.
شهد جناح المعرض في مدينة نيوشاتيل إقبالا شديدا تلاه جناح مدينتي بيل ثم مورتن.
سجل المعراض رقما قياسيا جديدا في تاريخ عمل فرق الاسعاف الخاصة السويسرية، حيث قدمت مراكز اسعاف اولية في جميع أجنحة المعرض ساهم فيها 1135 من المتطوعين.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية