
وفاة المغني البريطاني جورج مايكل عن 53 عاما

توفي المغني البريطاني جورج مايكل صاحب الكثير من الاغنيات الناجحة عالميا بينها “فايث” و”كيرلس ويسبر”، في منزله لأسباب لا تزال مجهولة عن سن 53 عاما بعد مسيرة فنية حافلة شابتها بعض المشكلات المتعلقة بتعاطي المخدرات والتعقيدات في الحياة العاطفية.
وقال وكيل اعمال المغني في بيان مساء الأحد “ببالغ الأسى نؤكد أن ابننا وأخانا وصديقنا جورج توفي بسلام في منزله في عيد الميلاد”، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
غير أن مجلة “بيلبورد” نقلت عن وكيل اعماله مايكل ليبمان قوله إن المغني وجد ممددا “على سريره بسلام” بعدما توفي بسبب نوبة قلبية.
وقد فارق المغني الذي كان ايقونة فنية لدى المراهقين خلال الثمانينات كعضو في فرقة “وام!” قبل ان يصبح نجما عالميا في مسيرته الغنائية المنفردة، الحياة في منزله في غورينغ في غرب لندن وفق “بي بي سي”.
ولم تعتبر وفاته مثيرة للشبهات بالنسبة للشرطة البريطانية التي اخطرت بالأمر قبيل الساعة 14,00 ت غ الأحد.
وأوضحت الشرطة أن “التعاطي مع الوفاة حتى هذه المرحلة يتم على أنها غامضة لكنها ليست مريبة. سيتم تشريح الجثة في الوقت المناسب”.
وبعيد الإعلان عن وفاة جورج مايكل، غصت وسائل التواصل الاجتماعي بالرسائل التكريمية من مشاهير او اشخاص عاديين.
وكتب المغني البريطاني التون جون عبر “انستغرام”، “اشعر بصدمة بالغة. فقدت صديقا عزيزا هو الأكثر لطفا وسخاء، وفنانا لامعا. افكر في عائلته وكل محبيه”.
وعلق نجم الروك الكندي براين ادامز عبر “تويتر” قائلا “ارقد بسلام جورج مايكل. اعجز عن تصديق ذلك. مغن مذهل ورجل رائع، رحلت باكرا جدا”.
وكتبت المغنية الاميركية تويا جاكسون عبر “تويتر” من ناحيتها “لقد قدمت للعالم هدية مذهلة. يا لها من موهبة! يا لها من خسارة!”.
وتضمنت رسائل تعزية عدة اشارة الى نجوم الغناء الآخرين الذين توفوا في العام 2016 بينهم ديفيد بووي في كانون الثاني/يناير وبرينس في نيسان/ابريل وصولا إلى عازف الغيتار في فرقة “ستاتس كو” ريك بارفيت الأحد.
وكتبت المغنية مادونا عبر “انستغرام”، “وداعا يا صديقي! فنان كبير آخر يغادرنا. هل يمكن للعام 2016 أن يرحل عنا حالا؟”.
كذلك كتبت فرقة “دوران دوران” المعاصرة لـ”وام!” عبر حسابها الرسمي “2016 تطوي صفحة موهبة أخرى. كل الحب والتعاطف من جانبنا لعائلة جورج مايكل”.
وعلق نجم كرة القدم البريطاني السابق غاري لينيكر عبر “تويتر”، “لا ليس جورج مايكل ايضا. موسيقي كبير آخر يغادرنا هذه السنة. آن للعام 2016 أن يرحل”.
-مجد وخيبات-
وقد تخطى جورج مايكل، واسمه الحقيقي يورغوس كيرياكوس بانايوتو، اصابته بالتهاب رئوي في نهاية العام 2011. وكانت حالته تستدعي اخضاعه للعناية المركزة بسبب خطورة الاصابة بالمكورات الرئوية التي عانى منها.
وقال مايكل بعد فترة علاجه في المستشفى “لقد كان اسوأ شهر في حياتي بكل معنى الكلمة، لكن حظي كبير حقا لأني لا ازال موجودا”.
وقد تراجع حضور جورج مايكل خلال السنوات الاخيرة على الساحة الفنية اذ كان يركز على الاعداد لألبوم غنائي مع المنتج البريطاني نوتي بوي. وكان من المقرر ايضا ان يصدر نجم البوب البريطاني المولود لأب قبرصي يوناني وأم انكليزية، فيلما وثائقيا عن سيرته الذاتية في العام 2017.
وتراجعت شعبية المغني في التسعينات غير أنه عاد بقوة سنة 2004 مع البوم “بايشنس” الذي احتل المرتبة الاولى في المبيعات في بريطانيا.
وقد عانى جورج مايكل وهو صاحب اغنيات ضاربة كثيرة بينها “كلوب تروبيكانا” و”لاست كريسماس” و”كيرلس ويسبر” و”فايث”، مشكلات متصلة بالإدمان على المخدرات (الحشيشة وكراك الكوكايين) والكحول في فترات سابقة. وقد اودع السجن لأربعة اسابيع في العام 2010 بعدما اقتحم بسيارته الرباعية الدفع متجرا في شمال لندن، تحت تأثير الحشيشة والأدوية.
وقبل ثلاث سنوات، عثر عليه فاقدا للوعي داخل سيارته من نوع “مرسيدس” وأقر بتعاطيه المخدرات، إلا أنه أفلت من عقوبة السجن عبر أداء 100 ساعة من الخدمة الاجتماعية. وحكم عليه ايضا بالمنع من القيادة لعامين.
– “شخصية تراجيدية” –
ولد المغني البريطاني في 25 حزيران/يونيو 1963 في لندن، وبدأ مسيرته في العام 1981 مع فرقة “وام!” الى جانب زميله في الدراسة اندرو ريدجلي.
وقد كتب هذا الاخير عبر “تويتر” أن “القلب انفطر بخسارة صديقي الحبيب”.
ونجحت فرقة “وام!” مع مظهر اعضائها الأنيق وصورتها المرحة في استقطاب جمهور تلك المرحلة لتصبح سريعا محبوبة المراهقين وإحدى اهم الفرق البريطانية خصوصا بفضل اغنيات ناجحة عدة بينها “كلوب تروبيكانا” و”وايك مي آب بيفور يو غو-غو”.
وقد حققت الفرقة نجاحا عالميا كبيرا ما خول “وام!” لأن تصبح اول فرقة غنائية غربية تقدم حفلة في الصين في العام 1985.
وبعد اربع اغنيات احتلت صدارة التصنيف الغنائي في بريطانيا، تفرق شمل فرقة “وام!” في العام 1986 وانطلق جورج مايكل في مسيرة غنائية منفردة متوجها الى جمهور اكبر سنا.
وقد باع نجم البوب البريطاني أكثر من 100 مليون أسطوانة حول العالم، بينها 20 مليونا لأول أولبوماته المنفردة بعنوان “فايث” الذي صدر في العام 1987، واحتل مرات عدة صدارة تصنيف الأعمال الغنائية الاكثر مبيعا في بريطانيا.
وقد اصدر جورج مايكل آخر البوماته المنفردة “سيمفونيكا” سنة 2014. وحصل هذا العمل على الاسطوانة الذهبية في بريطانيا.
وبعد سنوات عدة من التكهنات في شأن ميوله الجنسية، جاهر جورج مايكل بمثليته الجنسية في العام 1998 بعدما اوقفته الشرطة بتهمة خدش الحياء العام في المراحيض العامة في مدينة لوس انجليس الأميركية. وقد أوضح في وقت لاحق أنه لم يكن يريد التحدث في الموضوع على حياة والدته.
وقال جورج مايكل في تصريحات لصحيفة “ذي غارديان” البريطانية سنة 2009 “الناس يريدون النظر الي كشخصية تراجيدية مع هذه العلاقات الجنسية في المراحيض العامة وتناول المخدرات”، لكني “لم اعد ارى هذه الامور كنقاط ضعف. هذه ببساطة حقيقتي كشخص”.