مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 بيات يانس: من متدرّب زراعي إلى وزير في الحكومة الفدرالية السويسرية

الوزير الجديد والسياسي المتمرس بدأ حياته المهنية كمزارع. © Keystone / Peter Schneider

انتخب البرلمان السويسري يوم الأربعاء 13 ديسمبر الجاري بيات يانس، عضو الحزب الاشتراكي من كانتون بازل ـ المدينة، خلفا للوزير المستقيل آلان بيرسيه.

وفضّل البرلمان انتخاب يانس الذي يتمتع بالخبرة السياسية بدلا من منح الفرصة ليون بولت (39 عاما)، البرلماني الشابّ من كانتون غراوبوندن. وبعد ثلاث جولات من التصويت، فاز بالسباق رئيس حكومة كانتون بازل- المدينة، البالغ من العمر 59 عاما.

وحصل الوزير الجديد على 134 صوتا من أصل 245 بطاقة اقتراع صحيحة، في حين حصل دانييل يوزيتش من كانتون زيورخ، والذي لم يكن من بين المرشحين الذين اختارهم الحزب الاشتراكي، على 68 صوتا، أمّا يون بولت فقد حصل على 43 صوتاً.

وبهذه النتائج يصبح متوسط ​​عمر الحكومة الفدرالية من أعلى المستويات في تاريخ سويسرا. ففي الأول من يناير، سيرتفع معدل عمر الحكومة من 58 عامًا و3 أشهر إلى 60 عامًا وسبعة أشهر.

وتم الحفاظ على التوازن بين الجنسين في تشكيلة الحكومة. بينما طرأ تغيير في التمثيل اللغوي في التشكيلة الجديدة.  ومع التمثيل المفرط للغات الفرنسية والإيطالية في الحكومة لمدة عام، سيكون هناك أربعة أشخاص يتحدثون اللغة الألمانية مقابل ثلاثة يتحدثون الفرنسية والإيطالية في التشكيلة الجديدة.

اختيار لوبي المزارعين والمزارعات

بعد أن انتخبه حزبه الاشتراكي لدخول سباق الترشح لعضوية الحكومة، أعلن بيات يانس بصوت يشوبه الحماس،: “لم أعتقد قط أنني سأكون في يوم من الأيام مرشحًا لشغل مقعد في الحكومة الفدرالية”. اليوم، وصل الرجل المنحدر من عائلة تنتمي إلى الطبقة العاملة إلى أعلى منصب في مجال السياسة الفدرالية.

وقال يانس في خطابه أمام البرلمان بعد انتخابه: “أعد بأن أبذل قصارى جهدي، بكل طاقتي وقناعاتي”. كما وعد الوزير الجديد بجعل رفاهية السكان، سواء “فقراء أو أغنياء، ضعفاء أو أقوياء، سويسريين أو مهاجرين”، أولويته المطلقة.

ويُعدّ انتخاب بيات يانس كوزير بمثابة دليل ملموس على نجاح الاندماج الاجتماعي وتوفير فرص عادلة في سويسرا. حيث ولد يانس في بازل عام 1964، ونشأ بين أمّ تعمل كبائعة، وأب صانع أقفال. بدأ الوزير الجديد حياته المهنية بالتدريب كمزارع، ثم كفني زراعي، قبل أن ينتقل إلى دراسة علوم البيئة في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ (ETH).

 >> استمع/ي إلى خطاب بيات يانس بعد انتخابه:

محتويات خارجية

ومن المؤكد أن حياة يانس المهنية كانت العامل الرئيسي في إقناع لوبي الفلاحين القوي تحت قبة البرلمان. ورغم هذه السيرة الذاتية تعيّن على يانس أن يثبت جدارته لشغل هذا المنصب خلال جلسات الاستماع، لأن مواقفه البيئية كانت قد أثارت استياء بعض المزارعين والمزارعات عندما كان عضواً في مجلس النواب بالبرلمان، حيث شغل عضوية لجنتيْ الاقتصاد والبيئة، وكان نشطًا بشكل خاصّ في قضايا البيئة والطاقة.

خبرة سياسية طويلة

سيكون بيات يانس أيضًا قادرًا على الاعتماد على خبرته السياسية القوية في حكم البلاد. وإن لم ينضمّ يانس إلى الحزب الاشتراكي سوى في سن الرابعة والثلاثين، إلاّ أنه سرعان ما صعد سلم السياسة السويسرية.

وبعد أن أصبح رئيسًا لمدينة بازل، تم انتخابه لعضوية الحكومة للكانتون. ثم انضم إلى البرلمان السويسري في عام 2010، حيث قضى تحت قبّته عشر سنوات قبل أن يتم انتخابه رئيساً لحكومة بازل في عام 2020. كما شغل يانس في الوقت ذاته منصب نائب رئيس الحزب الاشتراكي منذ عام 2015، ولمدة خمس سنوات.

يتمتع خليفة آلان بيرسيه بشخصية ودودة ومنفتحة، ويصف نفسه بأنه “باني الجسور”. وهي سمة أعجبت بالتأكيد خصومه السياسيين في البرلمان، الذين رأوا فيه رجلاً مفاوضاً يميل للتسويات. هذا الرياضي، الذي لعب في فريق البرلمان لكرة القدم، وشارك في سباق التزلج للبرلمانيين، متزوج وأب لفتاتين مراهقتين تبلغان من العمر 16 و18 عامًا.

 مدافع عن التصويت الإلكتروني

 غالبًا ما يوصف بيات يانس، وهو مناصر لأوروبا ومدافع متحمس عن البيئة، بأنه ينتمي إلى الجناح اليساري من الحزب الاشتراكي. ومع ذلك، وفقاً لسماته السياسية التي رصدها موقع التصويت الذكي (smartvote)، فإنه يمثل تيار الوسط في الحزب الاشتراكي. وخلال شغله مقعداً في البرلمان، لم تنحرف مواقفه السياسية كثيراً عن هذا الخط، حيث صوّت مثل الحزب الاشتراكي في أكثر من 99% من الحالات، وفقاً للموقع ذاته.

لدى الوزير الجديد وعي كبير بقضايا السويسريات والسويسريين في الخارج. وقد شرح دواعي ذلك لسويس انفو (swissinfo.ch) خلال حملته الانتخابية: “يعيش أخي في نيويورك، وزوجتي من أصل أمريكي”. ولذلك فهو يعتقد أن “سويسرا الخامسة” يجب أن تكون قادرة على البقاء على تواصل مع الكنفدرالية عبر السماح بالتصويت الإلكتروني.

وأعلن بيات يانس أن إحدى أولوياته ستكون دفع الملف الأوروبي إلى الأمام. حيث صرّح بالقول:”أنا أمثّل مدينة بازل، التي تقع على الحدود بين ثلاث دول. لقد تعلّمت أننا نحلّ المشاكل مع جيراننا بسهولة أكبر من حلّها بدونهم”.

 ترجمة: مي المهدي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية