مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

«في سويسرا، تأسيس شركة ناشئة ليس أمراً مُحبّذاً بنظر المجتمع»

سيدة تجلس على كرسي وتضع رجلا على رجل
PD

لا يزال تجنب المخاطرة أمرًا ملحوظا جداً في سويسرا، وفقاً لجينا دومانيغ، التي تدير شركة Emerald Technology Venture منذ أكثر من عشرين عاماً. وحتى الآن، استثمرت شركة رأس المال المُخاطر هذه، ومقرها زيورخ، في حوالي سبعين شركة ناشئة وناشطة في مجال التقنية النظيفة، حيث توجد الغالبية العظمى منها في الخارج.

ما زال تمثيل النساء في المراتب العليا للاقتصاد منخفضًا إلى حدٍّ كبير. على هذا النحو مثلًا، فإن نسبة النساء في صفوف المدراء التنفيذيين للشركات العشرين المُدرجة في المؤشر الرئيسي للبورصة السويسرية لا تزيد عن 19٪ في مجالس إداراتها، وأن لا أحد منهن تشغل وظيفة رئيسة تنفيذية. وبالمقارنة مع الوضع الدولي فإن سويسرا متخلفةٌ عن الركب من هذه الناحية. في إطار سلسلةٍ من المقابلات، تتيح SWI swissinfo.ch لمديراتِ شركاتٍ سويسرية عاملة على المستوى العالمي، باعتبارهن ممثلات للاقتصاد السويسري، نافذةً يتحدثن من خلالها عن التحديات الأكثر إلحاحًا، بدءًا بالأزمة التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا وانتهاءً بمكانة سويسرا في الاقتصاد المعولم.

تقوم Emerald Technology Venture بجمع الأموال من كبار المستثمرين (مستثمرين في مؤسسات مثل صناديق التقاعد، وكبرى الشركات متعددة الجنسيات، إلخ)، على غرار جميع شركات رأس المال المُخاطر، وتستثمر هذه الأموال في شركات ناشئة واعدة. ومع ذلك، فإنَّ Emerald Technology Venture تتميّز عن شركات رأس المال المُخاطر العامة من حيث أنها تستثمر فقط في الشركات الناشئة المتخصّصة في التقنيات النظيفة. وتؤكد هذه الشركة التي يُوجد مقرها في زيورخ أنها تدير رؤوس أموال بقيمة 325 مليون فرنك.

swissinfo.ch: كيف تَطَوَّر الاستثمار في الشركات الناشئة المتخصّصة في التقنيات النظيفة خلال السنوات العشرين الأخيرة؟

جينا دومانيغ: يُمكننا أن نميّز بين عدة مراحل. في عام 2000، عندما أسّسنا Emerald Technology Venture، قمنا حقاً بخطوة رائدة، لأن هذا القطاع وبكل بساطة لم يكن موجوداً. ولكن في حوالي عام 2005، خصص عدد من كبار المستثمرين مبالغ ضخمة للتقنيات النظيفة فدخل العديد من أصحاب رؤوس المال المُجازف غير المتخصصين في هذا المجال. وبالتالي، كان هناك الكثير من الأموال في السوق في حين لم يكن هناك سوى القليل من المشاريع المُحكمة. وهو ما أدى إلى تقييمات مفرطة وبالتالي إلى ربحية غير كافية بالنسبة لشركات رأس المال المُخاطر.

وكيف تصفين الوضع الحالي؟

في السنوات الأخيرة، حددت العديد من الشركات الكبيرة [مثل نستله] أهدافاً طموحة للغاية فيما يتعلق بالاستدامة. وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على منتجات الشركات الناشئة العاملة في التقنيات النظيفة. بالتأكيد، هذا التطور إيجابي ولكن، في الوقت ذاته، يقوم عدد متزايد من كبار المستثمرين بتخصيص مبالغ طائلة لهذا القطاع من جديد. أتمنى ألا نكون في طريقنا إلى إعادة إنشاء فقاعة بسبب عدم التّناسب بين العرض والطلب.

ولكن إذا كان هناك المزيد من تمويل التقنيات النظيفة الجديدة، سيقوم عدد متزايد من الخريجين الشبان بإطلاق شركاتهم الناشئة في القريب العاجل..

لكن هذا هو بالضبط نوع الشركات الناشئة التي لا تثير اهتمامنا، لأن هؤلاء الخريجين الشبان ليسوا من ذوي الخبرة الكافية. ففي مجالنا الصناعي، نحن نفضل الاستثمار في الشركات الناشئة التي يقودها مدراء متمرسون لأنَّ هذا يُقلل كثيراً من احتمال الفشل.

يوجد مقركم في زيورخ لكن لديكم مكاتب في تورونتو وسنغافورة. اختيار هذه المدن غير مألوف. لماذا لم تختاروا وادي السيليكون مثلا؟

يوجد مقرنا الرئيسي في زيورخ، وذلك لأنَّ هذه المدينة توفر بنية تحتية ممتازة، ولا سيما مطارها. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ المعهدان التقنيان الفدراليان العاليان هما مصدر مهم لتخريج المواهب. وبما أنَّ جودة الحياة في زيورخ عالية جداً، فإنَّ هذا يُساعدنا على اجتذاب المواهب من خارج البلد. ولهذه الأسباب مجتمعة، يُقيم 21 من أصل 33 من موظفينا في زيورخ.

تُدير جينا دومانيغ بالشراكة Emerald Technology Venture، وهي شركة أسستها في عام 2000. قبل ذلك، عملت في شركة Sulzer كنائبة رئيس مخضرمة ومسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي وعمليات الدمج والحيازة.

جينا دومانيغ حاصلة على بكالوريوس في التمويل من جامعة ولاية أريزونا. كما أنها حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) من مدرسة ثندربيرد للإدارة العالمية (أريزونا) ومن مدرسة إدارة الأعمال والشركات العليا ESADE (برشلونة). وهي تتقن اللغات الإنجليزية والألمانية والاسبانية.

كما أنها عضوة في العديد من مجالس الإدارة والمجالس الاستشارية.

بالنسبة لأمريكا الشمالية، تتوزع الشركات الصناعية الناشئة التي نستثمر فيها في جميع أنحاء هذا القسم من القارة، دون أي تركيز خاص على وادي السيليكون. وكما اخترنا زيورخ، اخترنا تورونتو لأن هذه المدينة عملية وجذابة.

ومن ثمَّ، افتتحنا مكتباً في سنغافورة لأننا نريد تعزيز استثماراتنا في آسيا. ونستهدف بشكل خاص السوق اليابانية نظراً لتعاوننا مع مجموعة “نيبون نابتيسكو”.

ألم تختاروا زيورخ أيضاً كمقر لكم مراعاة للتواجد القوي للشركات الصناعية المتكتلة والفرعية في هذا الكانتون؟

في الواقع لا. من بين [كبار] مستثمرينا الأربعين، يوجد مستثمر واحد فقط في سويسرا. ومن ضمن استثماراتنا السبعين، والتي منها عشرون استثماراً ناشطاً حالياً، لا نجد سوى شركة ناشئة واحدة فقط في سويسرا. وكما ذكرتُ سابقاً، نحن نجد أنَّ مديري الشركات الفرعية الجامعية يفتقرون إلى الخبرة. ومع ذلك، أشعر بتحسّن ملحوظ في النظام البيئي السويسري للشركات الناشئة. في المقابل، هناك الكثير من النفور من المُخاطرة في سويسرا. ومن الناحية الاجتماعية، لا يُنظر إلى تأسيس شركة ناشئة بشكل إيجابي.

ما هي المهارات الأساسية التي يتميَّز بها موظفوكم؟

ينبغي على شركة رأس مال مُجازف كشركتنا أن تكون لديها مجموعة من المهارات الإضافية، أذكر من بينها المعرفة الجيدة لمختلف التقنيات النظيفة وشبكة اتصالات واسعة بالإضافة إلى خبرة كبيرة في الاستثمارات والمبيعات التجارية.

كما يجب علينا أيضاً أن نكون قادرين على مساعدة شركاتنا الناشئة فعلياً من خلال تقديمها إلى عملاء محتملين بالإضافة إلى دعم تنظيمها واستراتيجية ملكيتها الفكرية إلخ.

معاييركم في الاستثمار هي «إدارة قوية وسوق محتملة جذابة ومزايا تنافسية». ما هي خاصية هذه المعايير في شركة Emerald Technology Venture؟ 

هي دون شك ليست كذلك. على أية حال، آمل أن تُركّز شركات رأس المال المُخاطر الأخرى أيضاً على هذه المعايير.

ما هي المبالغ النموذجية التي تستثمرونها؟

في المرحلة الأولى، نستثمر بشكل عام من ثلاثة إلى خمسة ملايين يورو لكل شركة ناشئة ولكننا نحتفظ بضعفين أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ كاحتياطي للجولات اللاحقة. وبالإضافة إلى ذلك، يضع مختلف المستثمرين المشاركين لنا مبالغ مماثلة على الطاولة.

ما هو نوع الرقابة الذي تمارسونه على شركاتكم الناشئة؟

نحن نشارك كأقلية في شركاتنا الناشئة مع أننا نملك أحياناً، مع شركائنا المستثمرين، غالبية حقوق التصويت. من حيث المبدأ، نحن أعضاءُ في مجالس إدارات شركاتنا الناشئة. وبشكل عام، نحن دائماً مستعدون لفعل كل ما بوسعنا لتقديم الدعم لشركاتنا الناشئة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية