بولندا ترغب في أن تُصادر سويسرا الأصول الروسية
دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش موروفيتسكي سويسرا إلى مصادرة الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات والمجمدة حاليا في خزائن المصارف السويسرية.
قدم موروفيتسكي هذا الطلب خلال زيارة قام بها رئيس الكنفدرالية لهذا العام إينياتسيو كاسيس إلى بلاده يوم الإثنين 21 مارس الجاري. وقال موروفيتسكي في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع كاسيس: “يجب مصادرة أصول الأوليغارشية الروسية في سويسرا، وإنني أدعو الرئيس إلى التأكد من أن سويسرا تُعالج هذا الموضوع بشكل حاسم”.
من جانبها، قالت سويسرا الأسبوع الماضي إنها ستتبنى بدورها الحزمة الرابعة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والتي تمتد الآن لتشمل مئات الأفراد وعشرات الشركات الروسية. ويُمكن لهذه الإجراءات أن تحول دون نقل الأصول أو بيعها، ولكنها لا تصل إلى حد التجريد من حقوق الملكية.
وقد استجاب كاسيس بحذر لمطلب موروفيتسكي، وأشار إلى أن “[الروس الخاضعين للعقوبات] لا يُمكنهم التصرّف في أصولهم. إذا كان لديهم شركات في سويسرا أو في قطاع السلع الأساسية أو في أي مكان آخر، فإن هذه الشركات مشمولة أيضًا بالإجراءات، ولقد أدى ذلك بالفعل إلى حالات من الإفلاس”.
وفي وقت سابق من شهر مارسي، قامت شركة نورد ستريم 2 التي يُوجد مقرها في سويسرا، والمسؤولة عن مشروع مدّ خط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا، بتسريح جميع موظفيها بعد فرض العقوبات عليها.
وتأتي زيارة كاسيس إلى كل من بولندا ومولدوفا بغرض مناقشة السياسة الأمنية الأوروبية والغزو الروسي لأوكرانيا والأزمة الإنسانية الناجمة عنه، حيث فر حوالي 3.5 مليون شخص من أوكرانيا، وصل أكثر من نصفهم إلى بولندا المجاورة.
الملايين من اللاجئين واللاجئات
خصصت سويسرا ربع مجمل حزمة مساعداتها الإنسانية البالغة 80 مليون فرنك (86 مليون دولار) لمساعدة الأشخاص الذين فروا من الحرب في أوكرانيا. ويوم الجمعة 18 مارس الجاري، أعلنت الحكومة أنها أرسلت أكثر من 500 طن من إمدادات الإغاثة إلى المنطقة، كما أرسلت فريقًا من الخبراء من وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية إلى كل من بولندا ومولدوفا.
وزار كاسيس والوفد المرافق له نقطة نقل إمدادات الإغاثة الإنسانية السويسرية في مدينة لوبلين وتحدث إلى الخبراء السويسريين والمنظمات غير الحكومية العاملة في بولندا.
في يوم الجمعةرابط خارجي 18 مارس الجاري، قدرت الحكومة السويسرية أن حوالي 12 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية بسبب الحرب، سواء في داخل أوكرانيا أو في البلدان الأخرى التي قبلت اللاجئين (ومعظمهم نساء وأطفال ومسنّون) الفارين من الحرب أوكرانيا.
ويوم الثلاثاء 22 مارس، تحول كاسيس إلى مولدوفا للقاء الرئيسة مايا ساندو لمناقشة كيف يُمكن لسويسرا مساعدة البلاد في التعامل مع تدفق اللاجئين على أراضيها.
في السياق، استقبلت سويسرا أكثر من 11000 لاجئ ولاجئة من أوكرانيا، وتم استقبال 4106 منهم من طرف عائلات أعربت عن استعدادها لذلك. ودعت السلطات المزيد من السكان لاستقبال اللاجئين لتخفيف العبء عن السكن الذي توفره البلديات.
من جهة أخرى، أنشأت الحكومة وحدة خاصة بمسائل اللجوء، تضم العديد من الإدارات الوزارية والشرطة والجمارك والجيش، من أجل وضع استراتيجية خاصة وللتنسيق بين جميع المتدخلين في هذا الوضع الاستثنائي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.