مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دبلوماسي سويسري سابق يقول إن مجلس الأمن الدولي “يحتاج لإعادة بناء”

رجل يتحدث أمام مصدح في مقعد مخصص لروسيا
من المستبعد جدًا أن يُصوّت فاسيلي نيبينزيا (في الصورة)، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، لصالح فقدان موسكو ممارسة حق النقض داخل مجلس الأمن الدولي. Copyright 2022 The Associated Press. All Rights Reserved.

"يتعيّن على سويسرا الشروع في إلغاء حق النقض للقوى الكبرى خلال فترة عضويتها التي تستمر عامين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، كما يقترح وزير الدولة السويسري السابق مايكل أمبوهل.

اعتبارًا من أول يناير 2023، ستكون سويسرا واحدة من عشرة أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. يقول أمبوهل إنه ينبغي أن يُستغل هذا الوقت لاقتراح إصلاحات بعيدة المدى في المجلس، حيث عبّر كبير المفاوضين السابق مع الاتحاد الأوروبي في مقالة نشرتها أسبوعية سونتاغس تسايتونغرابط خارجي عن رغبته في رؤية تغيير لا يقل عن إلغاء حق النقض الذي تتمتع به القوى العظمى وتركيبة جديدة للمجلس.

المزيد
رجل وامرأة يمثلان سويسرا يصفقان

المزيد

الحكومة تقرّ أهداف سويسرا من شغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن

تم نشر هذا المحتوى على سويسرا تؤكد على أن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلال شغلها لمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن تشمل السلام وحماية المدنيين والأمن المناخي والشفافية.

طالع المزيدالحكومة تقرّ أهداف سويسرا من شغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن

منذ عام 1946، تتمتع خمس دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي بالعضوية الدائمة وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين، حيث يُمكن لكل منها استخدام حق النقض “الفيتو” ضد القرارات الصادرة عن المجلس وبالتالي منع تنفيذها.

من جهته، يرغب أمبوهل في إلغاء حق النقض هذا “لأنه يشل بشكل متكرر عمل الأمم المتحدة ويتعارض مع مبدئها الأساسي المتمثل في المساواة في السيادة بين جميع الأعضاء”. وحتى المدافعون عن الأمم المتحدة، يجدون صعوبة في الادعاء بأن المنظمة تفي بهدفها الرئيسي، المتمثل بإحلال وحفظ السلام العالمي، كما كتب أمبوهل وزميلته نورا ماير.

فهم يستشهدون بمثال مطروح بكثرة ويقولون إن هذه “مفارقة التاريخ” عندما “تستطيع روسيا، بصفتها المُعتدية في الحرب الدائر في أوكرانيا، استخدام حق النقض لعرقلة الإجراءات المُلزمة”.

كما يرى أمبوهل أن هناك حاجة لإصلاح تركيبة مجلس الأمن، فهو يرى بأن “التركيبة الحالية تتوافق مع نظام عالمي عفا عليه الزمن منذ عام 1945″، على حد قوله.

بالإضافة إلى الأعضاء الخمسة الدائمين، يتم بشكل دوري انتخاب عشر دول أخرى لتشغل مقعداً كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن. يرى أمبوهل أن هناك حاجة قبل كل شيء للتعاون بين القوى العظمى لإحداث التغيير المناسب ويوصي بأن يتم تحديد الأعضاء الخمسة الدائمين في المستقبل وفقًا لمعايير موضوعية مثل السكان والناتج المحلي الإجمالي.

وستكون النتيجة الأكثر أهمية من هذا الاقتراح هي تحوّل الهند إلى عضو دائم في مجلس الأمن، بينما ستخسر روسيا مقعدها فيه.

المزيد
وجهات نظر

المزيد

لماذا يجب على الأمم المتحدة إصلاح مجلس الأمن

تم نشر هذا المحتوى على بعد مضي أكثر من ثلاثة أرباع القرن على إنشائها، تبدو الأمم المتحدة في حالة لا تسمح لها بالقيام بوظائفها الأصلية، ناهيك عن الاضطلاع بأداء المهام الجديدة الملقاة على عاتقها.

طالع المزيدلماذا يجب على الأمم المتحدة إصلاح مجلس الأمن

المشكلة ليست بالصغيرة

أيّا كان الأمر، تنطوي فكرة أمبوهل على مشكلة واضحة، حيث سيتعيّن على كلّ من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وخاصة على جميع الأعضاء الخمسة الدائمين، الموافقة على إصلاح من هذا القبيل.

وكتبت الصحيفة التي تصدر كل يوم أحد بالألمانية في زيورخرابط خارجي أن فرص تأييد معظم الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمنتظم الأممي لمثل هذا الإصلاح ليست سيئة. ومع ذلك، فإن الأمل في أن توافق القوى العظمى على إلغاء امتيازها الخاص المتمثل بحق النقض يكاد أن “يكون نوعا من الطوباوية”. وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه المحاولات باءت بالفشل مرارًا وتكرارًا في الماضي.

أمبوهل، وهو عالم رياضيات ودبلوماسي متمرس، على وعي بالمشكلة أيضًا. ومع ذلك، فهو يعتقد أن الوقت قد حان للقيام بمحاولة جديدة، حيث إن الحرب في أوكرانيا تجلب إمكانات للإصلاح، ولكن يتعيّن استغلالها.

ويقول أمبوهل: “يجب أن يتجرّأ أحدهم على تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، مثل الطفل الذي يصيح في حكاية أندرسن الخيالية أن الإمبراطور لا يرتدي ملابس، بينما يُهلّل الكبار للباسه غير المرئي”.

قبل أن يبدأ بالعمل في عام 2013 كأستاذ في فن التفاوض وإدارة النزاعات في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ، كانت لمايكل أمبوهل مسيرة مهنية دبلوماسية متميزة.

فقد شارك بشكل كبير في المفاوضات التي تعلقت ببلورة المعاهدات الثنائية التي تنظم العلاقات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي وتغطي مجموعة واسعة من الملفات تشمل حركة العمال، والنقل، والبيئة، والمعاشات التقاعدية، ومكافحة الاحتيال، والتعليم.

خلال فترات عمله في وزارة الخارجية وكرئيس لأمانة الدولة للشؤون المالية الدولية، توسّط أمبوهل بين أرمينيا وتركيا، ثم انكب على معالجة القضية الشائكة المتعلقة بالسرية المصرفية والضرائب مع الولايات المتحدة ودول أخرى.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية