صحف سويسرية: رسالة مريم دقّة الأخيرة لابنها وثمن الحقيقة في غزة
ناقشت الصحف السويسرية هذا الأسبوع وصية مصوّرة فلسطينية لابنها، واتهامات لإسرائيل بقتل صحفيين عمداً، وتساؤلات حول قوة حماس وتداعيات الاحتلال الإسرائيلي لغزة، وأهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
سلّطت صحيفة بازلر تسايتونغ الضوء على قصة المصوّرة الفلسطينية مريم دقّة، التي قُتلت في هجوم إسرائيلي استهدف مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أنّ دقّة تركت رسالة مؤثرة لابنها البالغ 13 عامًا، تؤكد وعيها المسبق بمخاطر عملها الصحفي في غزة. ونقلت مقتطفات جاء فيها قولها: “عندما تكبر وتتزوج وتنجب ابنة، سمها مريم على اسمي. أنت حبي وقلبي وسندي وروحي وابني الذي أفتخر به.”
وأوضحت الصحيفة أنّ دقّة كانت تعمل مصوّرة لدى وكالة أسوشيتد برس، وقد قُتلت مع أربعة صحفيين آخرين: حسام المصري، محمد سلامة، معاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز. وأضافت أنّ هذه الحادثة تأتي في سياق تصاعد الهجمات ضد الصحفيين والصحفيات في غزة.
كما نقلت عن لجنة حماية الصحفيين أنّ 197 إعلاميًا وإعلامية قُتلوا منذ اندلاع الحرب في 2023، في تأكيد على حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون والصحفيات أثناء التغطية.
(المصدر: بازلر تسايتوتغرابط خارجي، 26 أغسطس 2025، بالألمانية)
“إسرائيل تقتل صحفيين فلسطينيين لمنع العالم من رؤية أهوال ما يجري في غزة”
وفي سياق متصل، كتب الصحفي بيرند دوريس في صحيفة تاغس أنتسايغير مقالًا اعتبر فيه أنّ مقتل الصحفيين في غزة “ليس صدفة”، بل هدفه منع وصول تقاريرهم وصورهم إلى العالم.
وأوضح أنّ الهجوم الأخير على مستشفى ناصر أسفر عن مقتل 20 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين، معتبرًا أنّ قتل الإعلاميين يهدف إلى “منع العالم من رؤية ما يجري في غزة”. وضرب مثالًا بالمصوّر الفلسطيني أنس الشريف، الحائز على جائزة بوليتزر، الذي قُتل في 10 أغسطس بغارة جوية إسرائيلية. وذكر أنّ الجيش الإسرائيلي كان قد شنّ ضده حملة طويلة على مختلف القنوات الإعلامية، حتى أنّ الشريف كان يتوقع مقتله، وطلب من الناس ألّا يقفوا بالقرب منه.
وتطرّق الكاتب إلى الهجوم الأخير على مستشفى ناصر في خان يونس، موضحًا أنّ مقاطع الفيديو أظهرت كيف أصاب الانفجار الثاني المسعفين.ات أثناء محاولتهم إنقاذ الجرحى، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا بينهم خمسة صحفيين.
وانتقد دوريس تصريحات الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذين وصفا الحادث بأنه “خطأ” وأكدا في الوقت نفسه تقديرهما لعمل الصحفيين. وأضاف: “منذ هجوم حركة حماس الإرهابي في 7 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 197 صحفيًا على يد الجيش الإسرائيلي، بعضهم استُهدف عمدًا.”
وأوضح الكاتب أنّ الحكومة الإسرائيلية تمنع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى غزة بشكل مستقل، في نفس الوقت تستهدف الصحفيين المحليين “لمنع العالم من رؤية الرعب الدائر في غزة”.
واختتم مقاله بالتأكيد على أنّ “الحكومة الإسرائيلية وجيشها يشنان في النهاية حربًا ضد الصحافة”.
(المصدر: تاغيس انتسايغيررابط خارجي، 26 أغسطس 2025، بالألمانية)
حصيلة القتلى من الصحفيين في غزة تفوق حصيلة الحربين العالميتين وحربي يوغسلافيا وفيتنام مجتمعة
وفي ذات السياق، كشف فالنتين روبين، ممثل منظمة مراسلون بلا حدود في سويسرا، أن حصيلة الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في غزة تجاوزت 200 خلال أقل من عامين. ووصف هذا الرَّقَم بأنه غير مسبوق تاريخيًا، إذ يتجاوز مجموع الضحايا بين الصحفيين.ات في الحربين العالميتين، وحربي يوغسلافيا وفيتنام مجتمعة.
وحول اتهامات استهداف الإعلاميين بشكل متعمد، أوضح روبين أن المنظمة حللت العديد من الحالات الميدانية، وخلصت في “عدد كبير جداً من الوقائع” إلى أنها “لا يمكن تفسيرها إلا كعمليات قتل متعمدة”. وأضاف أن التبريرات الإسرائيلية، التي تزعم ارتباط الضحايا بحركة حماس، “لا تستند إلى أدلة كافية”.
(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري العموميرابط خارجي ، 27 أغسطس 2025، بالألمانية )
إعادة احتلال غزة تكبد إسرائيل أثمانًا إنسانية واقتصادية باهظة
نشرت صحيفة لوتون تقريرًا عن المشروع الإسرائيلي لاحتلال غزة، مشيرةً إلى أنّ هذا “الحلم” القديم عاد بعد 20 عامًا ليطرح نفسه بقوة في أوساط اليمين الديني، ثم امتدّ إلى شرائح أخرى من المجتمع. وبحسب التقرير، يدفع سكان القطاع الثمن الأكبر، إذ أعلنت الأمم المتحدة حالة المجاعة في القطاع، في الوقت الذي تشير فيه أرقام الجيش الإسرائيلي نفسه إلى أنّ 83% من القتلى مدنيون.
أما على الصعيد الاقتصادي، فأوضحت الصحيفة أن البرلمان الإسرائيلي صادق على ميزانية دفاع إضافية بقيمة 29,8 مليار شيكل (7,1 مليار فرنك سويسري)، وهي الزيادة الخامسة منذ اندلاع الحرب.
رغم ذلك، أعلن مئات من جنود الاحتياط، الذين ينتمون إلى مجموعة جنود من أجل الأسرى، رفضهم إعادة احتلال القطاع، معتبرين أن هذا الاتجاه “يتجاوز جميع المعايير القانونية والأخلاقية”. من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن استطلاع رأي أجراه معهد إسرائيل للديمقراطية أظهر أن 79% من الإسرائيليين والإسرائيليات غير مهتمين بمعاناة سكان غزة.
وخلصت الصحيفة إلى أنّ إعادة احتلال غزة، التي طالما اعتُبرت حلمًا في أوساط اليمين الإسرائيلي، آخذة في التحقق، لكنها تنطوي على ثمن إنساني واقتصادي باهظ.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 26 أغسطس 2025، بالفرنسية)
عامان من الحرب… ماذا تبقّى من حماس في غزة؟
نشر موقع الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية ( SRF) تقريرًا تناول وضع حركة حماس بعد نحو عامين من الحرب في غزة، استنادًا إلى مقابلة مع الخبير العسكري فولفغانغ ريشتر.
وأوضح ريشتر أنّ إسرائيل لم تتمكّن حتى الآن من تحقيق هدفها المعلن بتدمير حركة حماس الإسلامية المسلحة، لأن الحركة تخوض حرب أنفاق مستفيدة من شبكة تحتية واسعة تحت قطاع غزة. وأشار إلى أنّ التقديرات الأولية كانت تتراوح بين 30 و35 ألف مقاتل قبل بدء إسرائيل عملياتها العسكرية، مضيفًا أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن في نهاية عام 2024 عن مقتل 20 ألفًا منهم، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى والمصابين بجروح خطيرة.
لكن، بحسب ريشتر، فإن استمرار الحرب يزيد من انضمام الشباب إلى صفوف الحركة: “كلما كانت الهجمات أكثر وحشية، يزداد تدفق المقاتلين الجدد، وهو ما يشكل جوهر المشكلة.”
ويختتم الخبير حديثه بالتأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي يتضمن إنهاء المعاناة الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال لحماية المدنيين.
(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري العموميرابط خارجي ، 25 أغسطس 2025، بالألمانية )
“الاعتراف بفلسطين ليس مكافأة لحماس”
نشر موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومي مقابلة مع خبير الشرق الأوسط يان بوسّه تناول فيها دلالات الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين.
قال بوسّه إن الاعتراف “خطوة رمزية لكنها ذات وزن”، مشيرًا إلى أنه إذا مضت فرنسا وبريطانيا في هذا الاتجاه، فسيعترف أربعة من خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن بفلسطين، وهو “تغيير نوعي”.
وأوضح أن هذه الخطوة لا تكافئ حركة حماس الإسلامية المسلحة، بل تدعم القوى المعتدلة في السلطة الفلسطينية. وأضاف أن “قوة حماس تنبع من غياب أفق سياسي للشعب الفلسطيني”.
وحول المخاوف من عودة جهات متطرفة للحكم، أكد أن مشاركة المجتمع الدولي في بناء مؤسسات ديمقراطية ومفاوضات السلام، يمكن أن تحدّ من دور حماس، مشيرًا إلى إمكانية منع الأطراف الرافضة لوجود إسرائيل من خوض الانتخابات.
أما بشأن المستوطنات، فحذر بوسّه من أن بناء كتلة استيطانية شرق القدس قد “تقسم الضفة الغربية إلى نصفين”. ورأى أنها عقبة كبرى، لكنها ليست مستحيلة التجاوز إذا توفرت الإرادة السياسية.
(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومي رابط خارجي، 25 أغسطس 2025، بالألمانية)
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
إليك مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع:
+ سويسرا: الانتهاكات بحق شعب اليينيش “جرائم ضد الإنسانية”
+ رسوم ترامب تكشف ضعفًا في ركائز استقلال الاقتصاد السويسري
+ اقتراع 28 سبتمبر: دعوة الشعب السويسري لحسم الجدل بشأن الهوية الرقمية
يمكنك الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 5 سبتمبر مع عرض صحفي جديد.
مراجعة : فريق سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.