
البابا يلتقي لاجئين في المجر محذرا من “شرور اللامبالاة”

التقى البابا فرنسيس المدافع بلا كلل عن “الانفتاح على الآخرين” لاجئين في اليوم الثاني من زيارته للمجر السبت، داعيا الى “استئصال شرور اللامبالاة”.
صباح السبت، تجمع نحو 600 من اللاجئين- اغلبهم من اوكرانيا- والفقراء في كنيسة سانت إليزابيث ذات الطراز القوطي الجديد، في قلب العاصمة، حيث تحدث البابا.
وبعد استماعه إلى شهادات العديد من اللاجئين، شكر الحبر الاعظم المجريين وخصوصا المنظمات الدينية لاستقبالها “بكرم” و”حماسة” للكثير من اللاجئين الاوكرانيين، بدون الإشارة إلى لاجئين من بلدان اخرى.
من جهة تركز الحكومة المجرية على الضيافة المقدمة للاجئين الأوكرانيين، التي أشاد بها فرنسيس في نيسان/أبريل 2022 خلال لقاء في الفاتيكان مع أوربان.
ومن جهة أخرى، أقامت سياجا على حدودها واحتجزت لاجئين في “مناطق العبور” التي باتت مغلقة وقيدت تقديم طلبات اللجوء في السفارات في الخارج.
– “مدافع عن السلام” –
منذ وصوله إلى بودابست الجمعة، عبر اليسوعي الأرجنتيني عن موقفه، محذرا أمام رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان من “التصلب” و”الانغلاق” والميل إلى “الانكفاء”.
وأتت ايلينا (43 عاما) وهي راقصة اوكرانية ووقفت أمام بوابات مغلقة، راغبة في رؤية البابا “المدافع الكبير عن السلام”.
وصرحت لفرانس برس “لم نواجه أي مشاكل هنا ولكن نرغب بالعودة بسرعة ولا نندمج حقا”.
ومنذ بداية النزاع، دخل أكثر من مليوني أوكراني الأراضي المجرية لكن 35 ألفًا فقط من هؤلاء طلبوا الحصول على وضع “الحماية الموقتة” الذي حدده الاتحاد الأوروبي، حسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
في الواقع، فإن الموقف الملتبس لأوربان في ما يتعلق بالنزاع لا يشجعهم على البقاء في المجر.
برفضه إرسال أسلحة إلى كييف والحفاظ على علاقات وثيقة مع الكرملين، يتعارض فيكتور أوربان مع السياسة الحالية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
– مراقبة الوضع الصحي للبابا عن كثب –
بعد الظهر استقبل البابا الذي وصل في سيارة غولف في أكبر ملعب رياضي في المدينة من قبل 11 ألف شاب.
وقالت ماريا فارغا وهي طالبة تبلغ 22 عامًا “ننغلق على أنفسنا بسرعة ولا نساعد أولئك الفارين من النزاعات أو ببساطة الأكثر حرمانًا”. واضافت “أود أن يتبع المزيد من المجريين الذين يدعون أنهم مسيحيون، تعاليم البابا”.
من المهاجرين إلى حقوق مجتمع الميم، تقف الكنيسة الكاثوليكية المجرية في الخطوط الاولى للدفاع عن “الحضارة المسيحية” كما يدعي أوربان، المغايرة في الغالب لموقف البابا الأكثر انفتاحًا.
وصرح تاماس بانهيدي 18 عاما، لوكالة فرانس برس أن فرنسيس “بابا ليبرالي والجميع يعلم ذلك. والمجر بلد محافظ للغاية لكنه رئيس كنيستنا ونحن نحترمه”.
في وقت سابق السبت التقى البابا لمدة 20 دقيقة الميتروبوليت هيلاريون، الرئيس السابق للعلاقات الخارجية في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ولعدم دعمه الغزو في أوكرانيا، أقاله البطريرك كيريل المؤيد الكبير لفلاديمير بوتين، في حين أدى النزاع إلى تجميد العلاقات بين كنيسة موسكو والكرسي الرسولي.
ورغم آلام حادة في الركبة أجبرته على التنقل على كرسي متحرك، بدا البابا وهو يبتسم في حالة صحية جيدة خلال هذه الرحلة الدولية ال41 ، بعد شهر من دخوله المستشفى.
وسيرأس فرنسيس الأحد قرابة الساعة 09,30 (07,30 ت غ) قداسًا في الهواء الطلق خلف البرلمان بوسط العاصمة يتوقع ان يشارك فيه الآلاف.