حماس: اغتيال إسرائيل لقائد كبير يهدد وقف إطلاق النار
القاهرة/مدينة غزة 14 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – قال خليل الحية رئيس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع عزة وكبير مفاوضيها اليوم الأحد إن عملية اغتيال نفذتها إسرائيل أمس السبت لأحد كبار قادة الحركة تهدد “بقاء الاتفاق (وقف إطلاق النار) صامدا” في القطاع، مطالبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلزام إسرائيل بتنفيذ شروط الاتفاق.
واحتشد الآلاف من أنصار حماس في وسط مدينة غزة لتشييع جثمان القيادي الكبير رائد سعد وثلاثة آخرين قتلوا معه أمس السبت.
وردد المشيعون هتاف “الشهداء أحباب الله” بينما كانوا يحملون الجثامين في نعوش ملفوفة بأعلام حماس الخضراء، في أحد أكبر مظاهر الحشد منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة حيز التنفيذ في غزة في أكتوبر تشرين الأول.
وأكد الحية، الذي يعيش خارج القطاع، في خطاب تلفزيوني مقتل سعد، وهو أكبر قيادي في حماس يتعرض للاغتيال منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال “في ظل هذه الظروف واستمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق وإعاقة المساعدات ومواصلة التدمير والقتل والاغتيالات والتي كان آخرها أمس باستهداف القائد المجاهد رائد سعد وإخوانه… ندعو الوسطاء وخاصة الضامن الأساسي، الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب، بضرورة العمل على إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق والالتزام بتنفيذه وعدم تعريضه للانهيار”.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس في وقت لاحق اليوم الأحد إنه كلف “قائدا جديدا” ليحل محل سعد، الذي وصفه بأنه “قائد ركن التصنيع العسكري”. وأضاف أن عملية الاغتيال لن تثني الحركة عن مواصلة “مسيرة جهادنا”.
* القوات الإسرائيلية تسيطر على نصف غزة
وصفت مصادر في الحركة سعد بأنه الرجل الثاني في قيادة الجناح العسكري لحماس بعد عز الدين الحداد. وتقول إسرائيل إن سعد كان أحد أبرز مدبري هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي بدأت بعده الحرب.
ولم تعين حماس رئيسا منذ أن اغتالت إسرائيل يحيى السنوار عام 2024. ومنذ ذلك الحين، يقود الحركة مجلس قيادة من خمسة أعضاء، من بينهم الحية.
ومنذ وقف إطلاق النار، لا تزال القوات الإسرائيلية تسيطر على النصف الشرقي الخالي من السكان من قطاع غزة، بينما استعادت حماس سيطرتها على النصف الغربي حيث يعيش معظم سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة وسط أنقاض ما تبقى من غزة.
ولم يتفق الطرفان المتحاربان بعد على الخطوات التالية. وتطالب إسرائيل حماس بنزع سلاحها وتسعى لمنعها من أي دور إداري في غزة في المستقبل. وتقول حماس إنها لن تتخلى عن سلاحها وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.
وينص الاتفاق على تشكيل قوة استقرار دولية بتفويض من الأمم المتحدة للمساعدة في حفظ السلام. وقال الحية إن دور هذه القوة يجب أن يقتصر على الانتشار على حدود غزة، خارج القطاع.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن القيادة المركزية الأمريكية ستستضيف مؤتمرا في الدوحة في 16 ديسمبر كانون الأول مع الدول الشريكة لوضع خطة لمهمة “قوة الاستقرار الدولية”.
وفي وسط قطاع غزة، قتل مسلحون أحمد زمزم، وهو ضابط كبير في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس والمكلف بمكافحة التعاون مع إسرائيل. ووصفت وزارة الداخلية في غزة المهاجمين بأنهم متعاونون ينفذون أوامر إسرائيلية، وقالت إنه جرى اعتقال مشتبه به واحد.
وقال غسان الدهيني قائد القوات الشعبية، وهي جماعة مناهضة لحماس تتخذ من المنطقة التي تحتلها إسرائيل في قطاع غزة مقرا لها، إن جماعته هي التي قتلت زمزم، واصفا مقتله بأنه “قصاص عادل”.
وتتهم حماس القوات الشعبية وغيرها من الجماعات التي تعمل في المناطق التي لا تزال إسرائيل تحتلها بالعمالة في حين تنفي تلك الجماعات ذلك وتتهم حماس بالتسبب في تدمير غزة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من هذا التقرير بشكل مستقل. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق.
(تغطية صحفية نضال المغربي ومنة علاء الدين وداود أبو الكاس – شارك في التغطية محمد الجبالي من القاهرة – إعداد سلمى نجم وشيرين عبد العزيز ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير محمد عطية)