
روسيا أطلقت مئات المسيّرات والصواريخ خلال الليل على أوكرانيا

شنّت روسيا هجوما على أوكرانيا بمئات المسيّرات والصواريخ ليل السبت الأحد، وفق ما أعلنت كييف، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، فيما نشرت بولندا مقاتلات في مجالها الجوي كإجراء “احترازي”.
ويأتي هذا الهجوم بعدما حذّرت روسيا حلف شمال الأطلسي من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ردا على التوغلات المزعومة في المجال الجوي الذي يغطيه التحالف العسكري، وذلك بعدما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف تلقت نظام دفاع جوي من طراز باتريوت الأميركي الصنع من إسرائيل لاستخدامه ضد الهجمات الروسية.
وقال زيلينسكي عقب الضربات التي استمرت 12 ساعة “موسكو تريد مواصلة القتال والقتل ولا تستحق سوى الضغط الشديد من العالم أجمع”.
في المقابل، قالت روسيا الأحد إنها ضربت أهدافا عسكرية في الهجوم الجوي المكثف الذي نفّذته على أوكرانيا ليل السبت الأحد.
وأوضحت وزارة الدفاع في بيان “شنت القوات الروسية الليلة الماضية ضربة كبيرة… ضد مؤسسات تابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني”.
– عشرات الإصابات –
كان مارك سيرغيف، أحد سكان كييف، نائما مع عائلته عندما أصاب صاروخ شقتهم منتصف الليل. وقال الرجل البالغ 35 عاما لوكالة فرانس برس “ما زلت لا أصدق أن الأطفال على قيد الحياة. إنها نعمة. كانوا تحت السقف عندما سقط الصاروخ. سقط السقف فوق سرير ابني الأكبر مباشرة”.
بدورها، قالت آنا (26 عاما) “سمعت صاروخا يحلّق لفترة طويلة، ثم دوى انفجار وتحطمت النوافذ”.
ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر مبانيَ سكنية تشتعل فيها النيران، فيما أفادت السلطات بإصابة 40 شخصا في مناطق زابوريجيا وأوديسا وسومي وتشيركاسي وميكولايف.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا على منصة إكس “شنت روسيا هجوما جويا مكثفا جديدا على المدن الأوكرانية بينما كان السكان نياما. ومرة أخرى، دمّرت مئات المسيّرات والصواريخ مبانيَ سكنية وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين”.
ونشر صورا تظهر نيرانا تتصاعد من نوافذ مبنى سكني متعدد الطوابق، وقال إن ذلك كان نتيجة للهجوم.
وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو بأن العاصمة الأوكرانية تتعرض لهجوم “ضخم” وطلب من السكان البقاء في الملاجئ.
وفي منطقة كييف، أسفرت الضربات الروسية عن إصابة 27 شخصا على الأقل، بحسب ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية ميكولا كالاشنيك على تلغرام.
وكان المصدر نفسه أشار الى مقتل أربعة اشخاص بينهم فتاة تبلغ 12 عاما.
من جهته، قال حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق البلاد إن ضربات روسية استهدفتها وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل.
وقال مدير المكتب الرئاسي الأوكراني أندري يرماك “مرة أخرى، تُستهدف المباني السكنية والبنية التحتية. مرة أخرى، إنها حرب على المدنيين”.
وأضاف “سيكون هناك رد (…) لكن الضربات الاقتصادية الغربية لروسيا يجب أن تكون أقوى أيضا”.
من جهتها، أفادت القوات البولندية على منصة إكس بأنها نشرت مقاتلات في مجالها الجوي ووضعت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في حالة تأهب قصوى ردا على الضربات الروسية في أوكرانيا.
وأوضحت أن هذه التدابير احترازية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي البولندي وحماية المواطنين، لا سيما في المناطق المجاورة لأوكرانيا.
– لافروف يتوعد –
في الأسابيع الأخيرة، اتهمت دول أوروبية عدة روسيا بانتهاك مجالها الجوي بمسيّرات وطائرات مقاتلة، في ما اعتبره حلف شمال الأطلسي اختبارا لعزيمته.
ونفت روسيا مسؤوليتها عن هذه التوغلات أو أي مخطط لمهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.
وحذر وزير الخارجية الروسي السبت أمام الجمعية العامة للامم المتحدة من “رد حاسم” على أي “اعتداء” تتعرض له بلاده، بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك أجواء حلف شمال الاطلسي.
وأضاف “لم تكن لدى روسيا أبدا وليس لديها نيات مماثلة. ولكن أي اعتداء على بلادي سيقابل برد حاسم”.
وفي تصريحات للصحافيين، توعد لافروف بأن أي دولة “ستندم كثيرا” في حال أسقطت أجساما وهي في أجواء روسيا.
من جهته، أعلن زيلينسكي السبت أن بلاده تلقت من إسرائيل منظومة للدفاع الجوي من طراز باتريوت، وهو سلاح أميركي باهظ الثمن وحيوي بالنسبة الى كييف لصد الهجمات الصاروخية الروسية.
وقال مارتن أودونيل، وهو ناطق باسم حلف شمال الأطلسي، إن الناتو عزز “اليقظة” في منطقة البلطيق بعد إعلان كوبنهاغن رصد توغل مسيّرات في المجال الجوي الدنماركي.
وأوضح أودونيل في مؤتمر صحافي ليل السبت الأحد أن الإجراءات المعززة “تشمل منصات للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وفرقاطة دفاع جوي واحدة على الأقل” في المنطقة الواقعة إلى الغرب من روسيا.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي إن “منظومة (باتريوت) إسرائيلية دخلت الخدمة في أوكرانيا، لقد دخلت الخدمة قبل شهر”، من دون أن يوضح ما إذا كانت كييف ابتاعتها أو حصلت عليها مجانا.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تبنت إسرائيل موقفا محايدا ولم تبادر الى فرض عقوبات على روسيا، بخلاف العديد من الدول الغربية.
لكن العلاقات بين البلدين تدهورت بعدها إثر تعزيز التحالف بين موسكو وإيران واتهام الغرب لطهران بتزويد الكرملين مسيّرات هجومية. كذلك، تندد السلطات الروسية بالحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة.
بور-مجو/الح/ب ق