The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

الإقامة في معرض هزلي: هذا الفندق في جنيف فريد من نوعه في العالم

لوحة
يرسم بهو فندق إيبيس ستايلز بجنيف طابعه العام منذ لحظة الدخول إليه. IBIS

يُعدّ فندق إيبيس ستايلز في كاروج، كانتون جنيف، فريدًا من نوعه في سويسرا والعالم، ويعكس في كلّ تفاصيله طابع الفن التاسع. إذ خطّ نجوم القصص المصوّرة السويسرية رسوم المنسوجات الجدارية داخل غرفه. وهذه جولة إرشادية داخل هذا الفندق الاستثنائي.  

تضم جنيف سبعة أسماء بارزة تتمتّع بشهرة عالمية: وازم، وبوش، وتوم تيرابوسكو، وإكزيم، وزيب، وفريديريك بيترز. هؤلاء من أبرز رسامي القصص المصوّرة، ويشكلون جزءًا من جيل كامل تتراوح أعمارهم بين 50 و 60 عامًا. يمثلون ورثة رودولف توبفّر (1799-1846)، الذي كان معلمًا وكاتبًا. لكنه يعتبر رسامًا من جنيف قبل كلّ شيء. ويُنظر إليه كمؤسس للقصص المصوّرة المعاصرة في أوروبا، وحتى في اليابان، حيث يُعجب الكثيرون.ات بفن المانغا.

تم اختيار هؤلاء الرسامين السبعة لتزيين جدران مكتب الاستقبال، والغرف الـ119 في فندق إيبيس ستايلز في كاروج، المفتتح في عام 2018.

وها نحن أمام بهو الفندق، في صباح يوم مشمس. ويُبرز النور المتسلّل عبر نوافذ زجاجية خارجية الألوان الزاهية في المكان (الزهري والأزرق)، معزّزًا بلوحة جدارية ضخمة متلألئة للفنان إكزيم. وتعيد هذه الجدارية رسم شخصيات لامعة من القصص المصوّرة السويسرية.            

لوحة
لوحة بورتريه لرودولف توبفّر، الذي يُعدّ أبًا للقصص المصورة الحديثة، تزين جدران الفندق في جنيف. IBIS

وتعود بعض القصص المصوّرة إلى عالم رودولف توبفّر (1799-1846)، مكرَّم فندق إيبيس ستايلز. وتظهر صورته الذاتية على جزء من الجدار المتاخم لمدخل الفندق الرئيسي. ويبدو، بنظرة عينيه المتأملتين والفرحتين، وكأنّه يراقب تلك الأماكن العاكسة لروحه، وأسلوبه الطريف والساخر، لا بل السريالي.

فسحة للأحلام

لنقل وداعًا لواقعٍ غالبًا ما يبدو مملًا، وافسحوا المجال للحلم. تقول فكتوريا ماغناني، مديرة الفندق ومرشدتنا خلال الجولة الإرشادية في ذلك اليوم: “هذا هو الموضوع الذي عمل عليه المصممون”. وتوجهنا إلى الطابق الأرضي لاكتشاف رسومات وازم، قبل استقلالنا المصعد إلى الطوابق الستة من الفندق. كان كلّ طابق مخصّصًا لرسّام. تخيل كلّ فنان، بأسلوبه الخاص، نمطين يزينان جدارين في كلّ غرفة.

العمل بأكمله مذهل للغاية. هنا تجد الغرابة في أبهى صورها، حيث أُطلق الحلم بحرية. وفي الواقع، هذا الفندق فريد من نوعه. كما تذكر فكتوريا ماغناني: “في بعض الدول، توجد فنادق مخصصة للقصص المصورة. ولكن يتميّز هذا الفندق بتعاون مباشر مع الفنانين، مُعِدّي الجداريات في الغرف خصيصًا لنا. وليست أعمالهم الإبداعية هنا مجرد نسخ من أعمالهم السابقة”.. 

نزلاء من جميع الخلفيات

تلقى الفكرة استحسانًا كبيرًا بين نزلاء الفندق. وتقول ماغناني وهي تشير إلى تيتوف: “من لا يعرفه يتفاجأ كثيرًا عند الوصول. ويزور الفندق نزلاء من عشاق القصص المصوّرة، يأتون خصيصًا من أجل الفنانين. أضف إلى ذلك رجال أعمال، وعدد كبير من الأسر مع الأطفال”. 

وتبرز على جداريات الغرفة التي دخلناها شخصية زب الشهيرة التي تحظى بشعبية لدى الأطفال، كما تشكّل الأيقونة العالمية للقصص المصوّرة. وتراه على الجدارية الأولى، يطير مثبتًا فوق سحابة. ثمّ تشاهده على جدارية أخرى، قزمًا يتجوّل في غابة. 

أمّا توم تيرابوسكو، فابتكر “ملحمة” مفعمة بالخيال. وتُصوّر إحدى جدارياته رأس امرأة تضع قبعة على شكل قارب. ويجلس رجل صغير هناك قارئًا، هل هو هوميروس؟ نطرح السؤال على توم تيرابوسكو عبر الهاتف. فيجيب ممازحًا: “يظل الرسم مفتوحًا على تفسيرات متعدّدة”.”.

عرض جميل

حصل أبرز رسّامي القصص المصوّرة السويسريين على شهرتهم باستحقاق. ويقول توم تيرابوسكو: “يشكّل هذا البلد، رغم صغر مساحته، منظومة متكاملة غنية جدًا من حيث القصص المصوّرة. وهذا ما يبرهن على نجاح أعمالنا في الخارج”.

لم يكتسب الرسامون السويسريون شهرتهم الممتازة هكذا جزافا. فيتمتّع بلدهم، رغم حجمه الصغير، بنظام بيئي غني جدًا من حيث القصص المصورة، ما يفسر نجاح ألبوماتهم في الأسواق الأجنبية.  صحيح أنّ الفنانين الرومانديين استفادوا من الشعبية التي تتمتّع بها فرنسا، وبلجيكا في مجال الرسوم، والقصص المصوّرة. لكن عملت سويسرا جاهدةً لتشجيع الفن التاسع، لاسيما في الجهات الناطقة بالفرنسية”.   

ودليل ذلك، افتتاح المدرسة العليا للرسوم الهزلية والرسوم التوضيحية (ESBD) في جنيف في عام 2017، بالإضافة إلى البكالوريوس في الرسوم التوضيحية في المدرسة العليا للفنون والتصميم (HEAD) المرموقة فيها أيضًا.  

وتضمّ سويسرا الناطقة باللغة الألمانية بعض نجوم القصص المصوّرة، بما في ذلك طوماس أوت، وآنا سومر. يقول توم تيرابوسكو: “لكن، في هذا المجال، المشهد الألماني أقل ثراءً قليلا من المشهد الفرنسي”… وتعزّز المهرجانات المخصّصة للقصص المصوّرة في سويسرا، منها مهرجان BDFIL في لوزان ومهرجان Fumetto في لوتسيرن (وهما الأكثر شهرة)، حسب قوله، دور البلاد في تكريس الاعتراف بالفن التاسع.     

إمرأة واحدة

من بين الفنانين السبعة المختارين لتزيين جدران الفندق، توجد امرأة واحدة فقط، تُدعى ألبرتين. تتميز الشخصيات التي تبتكرها ألبرتين بأثيريّتها، ووتمتُّعِها بخفة غير طبيعية. ومن بين تلك الشخصيات، هناك امرأة تطير، حاملة حقيبة مفتوحة يتدلى منها صاروخ صغير ونباتات.

وتقول: “أعتبر اختياري من جانب إدارة الفندق تقديرًا كبيرًا. لقد جمعت في عملي الحلم، والسفر. ويرتبط الاثنان ارتباطًا وثيقًا، ويجدان مكانًا مناسبًا داخل الفندق”.

وتشير ألبرتين إلى مضاهاة الكثير من الرسّامات الرجال موهبةً في سويسرا الروماندية. وتضيف: “أذكر إيزابيل برالونغ، مثلًا. ولكن هناك العديد من الرسّامات المتراوحة أعمارهن اليوم بين 30 و40 سنة، ويشكّلن جيلًا شابًا مدرّبًا تدريبًا جيدًا وخلّاقًا. وأتمنّى أن يستدعيهنّ فندق إيبيز ستايلز في السنوات المقبلة، عند تجديد جداريات الغرف كما هو مقرّر”.   

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: زينو زوكّاتيلّي

هل سمعت يومًا شيئًا غريبًا عن سويسرا أثار اهتمامك؟

هل هناك حكاية عن سويسرا أثارت اهتمامك؟ شاركنا وشاركينا بها، فقد نقوم بتسليط الضوء عليها في مقال قادم!

55 إعجاب
43 تعليق
عرض المناقشة

Texte relu et vérifié par Samuel Jaberg

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية