The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

في مؤتمر المناخ في بيليم القادة يقرّون بفشل تحقيق هدف اتفاق باريس

afp_tickers

أقرّ القادة المجتمعون في مدينة بيليم البرازيلية الخميس بأن العالم فشل في الحد من ظاهرة احترار المناخ بما يتوافق مع اتفاق باريس الذي أبرم قبل عشر سنوات، لكنهم سعوا إلى إعطاء دفع جديد في مواجهة تراجع العديد من البلدان على هذا الصعيد.

ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس أن العالم فشل في الوفاء بالتزاماته للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى 1,5 درجة. 

وقال أمام قادة الدول قبيل انعقاد المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب30) إن عقودا من المماطلة والتجاهل أدت إلى “فشل في البقاء تحت مستوى 1,5 درجة” من ارتفاع حرارة الأرض مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية منتصف القرن التاسع عشر. وأضاف “هذا فشل أخلاقي وإهمال قاتل”.

بدوره، حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الخميس من أن “النافذة المتاحة” للتحرك بشأن المناخ “تُغلق سريعا”، وانتقد “القوى المتطرّفة التي تروّج لأخبار مضللة لأهداف انتخابية” وتساهم في تدهور البيئة.

من جهته، أعرب رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي الخميس عن أسفه لأن التمويل الدولي للمناخ “غير كاف وغالبا ما يكون غير مستهدف بشكل جيد”.

وأقرّ الرئيس الإيرلندي مايكل مارتن قائلا “أصبح عددنا هنا في بيليم أقل، وقادة أقل مستعدون للتحدث بصراحة” مضيفا “لقد تحول انتباهنا إلى تهديدات وأزمات أخرى قد تبدو أقل إلحاحا”، في إشارة إلى التوترات الجيوسياسية والتجارية.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فدعا إلى اختيار “التعددية بدلا من الانعزالية” و”العلم بدلا من الأيديولوجية”.

من جهتها، اغتنمت الصين الفرصة للمطالبة برفع “الحواجز” التجارية أمام “المنتجات الخضراء”، في تذكير بالتوترات الجمركية الحالية.

وفي السياق، رجحت الأمم المتحدة الخميس أنّ تكون 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرّا على الإطلاق، مختتمة أكثر من عقد من الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وشددت في الوقت نفسه على أنه لا يزال من الممكن عكس هذا الاتجاه.

ولبى حوالى 50 رئيس دولة وحكومة دعوة الرئيس البرازيلي لزيارة هذه المدينة الواقعة في منطقة الأمازون تمهيدا لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ (كوب30) الذي يعقد بين 10 و21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وشارك وفود من كل الدول تقريبا في المؤتمر، لكن واشنطن لم ترسل وفدا فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب علم المناخ بأنه “خدعة”.

وكان اختيار مدينة بيليم التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة نصفهم يعيشون في أحياء فقيرة وعشوائية، مثيرا للجدل بسبب بنيتها التحتية المحدودة، وبالتالي تعقّد الأسعار المرتفعة لحجوز الفنادق مشاركة الوفود الصغيرة والمنظمات غير الحكومية.

وفي هذه المناسبة، نُشر حوالى 10 آلاف عنصر من القوات الأمنية، بالإضافة إلى 7500 من العسكريين.

– صندوق للغابات –

لا تسعى البرازيل إلى اتخاذ قرارات رمزية جديدة في بيليم، لكنها تريد أن يكرس المؤتمر التزامات ملموسة وينظم متابعة للوعود السابقة، على سبيل المثال في ما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

وأطلقت برازيليا الخميس صندوقا استثماريا لحماية الغابات متعهدة تخصيص مليار دولار له.

وعرضت النروج الخميس تخصيص ثلاثة أضعاف هذا المبلغ وأكّدت في بيان أن إندونيسيا ستساهم بمبلغ مليار دولار.

وتعتزم برلين المساهمة في هذا الصندوق لكنها لم تقرر بعد حجم مساهمتها فيما أعلن ماكرون أن فرنسا ستقدم “بحلول العام 2030 دعما إضافيا بقيمة 500 مليون يورو يمكن المساهمة بها للصندوق”.

كذلك، ستساهم البرتغال بمبلغ رمزي مقداره مليون يورو.

تشارك 170 دولة في مؤتمر المناخ، لكن الولايات المتحدة، ثاني أكبر ملوث في العالم، لن ترسل وفدا يمثلها، وهو أمر يريح أولئك الذين يخشون أن تضع إدارة ترامب عراقيل، كما فعلت أخيرا لإفشال خطة عالمية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة من النقل البحري.

– تناقض –

ما زالت العديد من الدول النامية غير راضية عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تمويل المناخ العام الماضي في باكو، وتريد إعادة طرح هذه القضية على الطاولة.

وقال إيفانز نجيوا الدبلوماسي المالاوي الذي يرأس مجموعة الدول الأقل نموا لوكالة فرانس برس “هذه ليست صدقة بل ضرورة”.

من جهته، يريد الاتحاد الأوروبي وتحالف الدول الجزرية الصغيرة قبل كل شيء أن تُبذل جهود إضافية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بالتخلص من الوقود الأحفوري.

وقالت إيلانا سيد، الدبلوماسية في أرخبيل بالاو في المحيط الهادئ ورئيسة تحالف الدول الجزرية الصغيرة لوكالة فرانس برس “لن تتمكن العديد من بلداننا من التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يتجاوز درجتين مئويتين. بعض دول جزرنا المرجانية ستختفي”.

والبرازيل التي تسعى لأن تكون جسرا بين دول الشمال والجنوب، ليست مستثناة من التناقضات إذ فيما تروّج لنفسها على الصعيد البيئي، أعطت الضوء الأخضر للتنقيب عن النفط قبالة سواحل الأمازون.

وقالت أنخيلا كاكسويانا، منسقة مجموعة المنظمات الأصلية في الأمازون البرازيلية “هناك تناقض كبير”.

وأضافت أن “الحكومات نفسها” التي تلتزم العمل المناخي “تتفاوض بشأن التنقيب عن النفط” في أكبر غابة مطيرة في العالم.

بور-جمي/الح/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية