مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل ترحب بتحرير أربعة رهائن وحماس تؤكد مقتل 274 فلسطينيا في النصيرات

afp_tickers

رحبت اسرائيل الأحد بتحرير أربعة رهائن في غزة بينما أعلنت حماس مقتل 274 شخصا وإصابة المئات في العملية التي شنّها الجيش الإسرائيلي في منطقة شديدة الكثافة السكانية في غزة.

مساء الأحد، أعلن الوزير بيني غانتس استقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية، ما يزيد الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مع احتدام الحرب في غزة.

وكان قائد الجيش ووزير الدفاع السابق قد هدد في أيار/مايو بالانسحاب من الحكومة لغياب استراتيجية لفترة ما بعد الحرب في القطاع الفلسطيني.

ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي في غضون دقائق على غانتس الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظا لتشكيل ائتلاف في حال إسقاط حكومة نتانياهو، قائلا “بيني الوقت غير مناسب للانسحاب من المعركة، إنه وقت توحيد قوانا”.

كان نتانياهو قد حضّ غانتس على عدم الاستقالة أيضا السبت، بعد ساعات من تحرير القوات الإسرائيلية أربعة رهائن من وسط قطاع غزة.

وسارع وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد إلى إعلان أنه طالب نتانياهو بضمه إلى حكومة الحرب بعد استقالة بيني غانتس.

وقال بن غفير في رسالة نشرت على منصة إكس “لقد قدمت طلبا لرئيس الوزراء… للانضمام إلى حكومة الحرب”.

ولا يفترض أن تكون لاستقالة غانتس تداعيات على الائتلاف الحكومي بقيادة نتانياهو.

ويحكم الائتلاف بأغلبية ضئيلة تبلغ 64 من أصل 120 مقعدا في الكنيست وتعتمد على أصوات اليمين المتطرف.

السبت، اشتبكت القوات الخاصة الإسرائيلية السبت مع مسلحين فلسطينيين بالأسلحة الثقيلة في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة. وتدخلت لتحرير الرهائن الأربعة المحتجزين في مبنيين ثم قامت بإجلائهم على متن مروحيات.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده والرهائن تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أسلحة وقنابل يدوية، مما أدى إلى مقتل شرطي.

وأكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 274 شخصا وإصابة 698 آخرين منددة بوقوع “مجزرة وحشية”. ولم يتسن التحقق من هذه الحصيلة من مصدر مستقل. وبين الضحايا ما لا يقل عن 64 طفلا و57 امرأة و37 مسنا بحسب المصدر ذاته.

وقالت امرأة من غزة تدعى هديل رضوان 32 عاما، وهي تروي كيف فرت من المعارك حاملة طفلتها البالغة من العمر سبعة أشهر “كانت طفلتي تبكي خائفة من هدير الطائرة التي أطلقت النار علينا. اعتقدنا جميعا أننا لن ننجو”.

والرهائن الأربعة المفرج عنهم هم نوعا أرغماني (26 عاما) وألموع مئير (22 عما) وأندري كوزلوف (27 عاما) وشلومي زيف (41 عاما) وخُطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر.

وذرف العديد من الإسرائيليين دموع الفرح عندما تبلغوا نبأ تحرير الرهائن الأربعة. ونشر الجيش صورا للرهائن السابقين وهم يعانقون أفراد عائلاتهم ونشر المكتب الاعلامي للحكومة صورا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو يزورهم في المستشفى.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استقالة قائد الفرقة 143 البريغادير جنرال آفي روزنفلد  بسبب ما اعتبره الفشل في الحؤول دون وقوع هجوم حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

– “سنواصل العمل بتصميم وقوة” –

ميدانيا، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة الأحد.  

وأفادت مصادر طبية في المستشفى الأهلي العربي بأنّ أربعة أفراد من عائلة واحدة قُتلوا بينما أُصيب آخرون بجروح في غارة جوية على منزلهم في حي الدرج في مدينة غزة بشمال القطاع.

وفي المناطق الوسطى، أفاد شهود بأن مروحيات إسرائيلية استهدفت شرق مخيّم البريج، بينما تعرضت مدينة دير البلح لقصف مدفعي، فيما سجّل قصف مدفعي ورمايات رشاشة ثقيلة على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.

ومع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهرها التاسع، يصب إعلان الجيش الإسرائيلي السبت “تحرير” أربعة رهائن، في صالح استراتيجية العمل العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يتعرّض لضغوط كبيرة داخلياً وخارجياً لإبرام اتفاق يتيح وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وفي سياق الردود الدولية على عملية تحرير الرهائن، قالت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إنها “تشعر بارتياح” لإطلاق الرهائن، مبدية في الوقت نفسه أسفها لأن ذلك “تم على حساب مقتل ما لا يقل عن 200 فلسطيني، بينهم أطفال، وجرح أكثر من 400”. 

في المقابل، رحّب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ”العديد” من “رسائل الدعم”، معربا عن أسفه لأنّ “أعداء إسرائيل فقط هم الذين اشتكوا من (سقوط) ضحايا (بين) إرهابيي حماس والمتواطئين معهم”. وقال في بيان “سنواصل العمل بتصميم وقوة”.

– “عملية بطولية” –

وترك الجيش الإسرائيلي خلفه مشهداً من الخراب، وفق صور لوكالة فرانس برس أظهرت سيارات متفحّمة ومباني مدمّرة وحرائق وأنقاضا يتصاعد منها الدخان. 

وتظهر الصور رجالا يشقّون طريقهم بين الأنقاض لمحاولة إخماد النيران أو مساعدة الجرحى، وتجمّع آخرين حول جثث مكفنة.

في إسرائيل، أظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي إسرائيليين على الشاطئ في تل أبيب يهتفون فرحاً وهم يتلقّون نبأ إطلاق الرهائن.

“عودة الى الديار” كان عنوان صحيفتي “يديعوت أحرونوت” و “يسرائيل هايوم”. وأشادت صحيفة كالكاليست المالية بـ”عملية بطولية” منحت الإسرائيليين “نعمة لساعات”.

اندلعت الحرب إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخصاً في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

– بلينكن إلى المنطقة –

بينما تتعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة، يتوقع أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إسرائيل ومصر وقطر والأردن “للدفع باتجاه تطبيق وقف لإطلاق النار” وفق مقترح أعلنه الرئيس جو بايدن أواخر أيار/مايو، حسبما قالت واشنطن.

وتسببت الحرب بكارثة انسانية في القطاع المحاصر والذي يبلغ عدد سكانه نحو 2,4 مليون شخص باتت غالبيتهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة. كما يواجه السكان خطر المجاعة في ظل شحّ كمية المساعدات التي تدخل القطاع.

وأعلن الجيش الأميركي أنّه استأنف السبت إيصال المساعدات الإنسانيّة لسكّان غزّة عبر الرصيف الموقّت الذي بنته الولايات المتحدة، نافياً أن يكون الميناء العائم قد استُخدم في عملية تحرير الرهائن الإسرائيليّين.

كذلك، نفى الجيش الإسرائيلي “أيّ مشاركة أميركيّة على الأرض في هذه العمليّة”.

بور-كن/جص-ليل-ود/ح س

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية