The Swiss voice in the world since 1935

إسرائيل تواصل قصف غزة وتحاصر أكبر مستشفى لا يزال عاملا في القطاع

من نضال المغربي

القاهرة (رويترز) – قال مسؤولون إن أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة وقع تحت الحصار الإسرائيلي يوم الجمعة، مما ترك المرضى والأطباء عاجزين وسط حالة من الفوضى، وذلك في الوقت الذي قصفت فيه طائرات حربية رفح الملاذ الأخير للفلسطينيين في القطاع.

وظلت القوات الإسرائيلية في مستشفى ناصر في خان يونس بعد مداهمته يوم الخميس. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن خمسة مرضى توفوا في وحدة العناية المركزة بالمستشفى نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف إمدادات الأكسجين.

وقالت إسرائيل إنها داهمت المستشفى لأن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يختبئون به. وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أن قواته اعتقلت أكثر من 20 مسلحا في المستشفى ممن شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل، وأضاف أنه يجري استجواب عشرات آخرين. وتنفي حماس وجود مسلحين في المستشفى، ووصفت هذا الزعم بأنه “أكاذيب لتبرير جرائمها لتدمير المستشفيات”.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الكهرباء انقطعت عن المستشفى وظل بدون كهرباء يوم الجمعة مما عرقل رعاية المرضى. لكن الجيش الإسرائيلي ذكر أنه أصلح أحد المولدات ووفر آخر لضمان “استمرار تشغيل كافة الأنظمة الحيوية”.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن امرأتين وضعتا مولودين “في ظل ظروف قاهرة، بلا ماء ولا كهرباء ولا تدفئة في ظل هذه الأجواء الباردة”.

وقالت الوزارة إن قوات إسرائيلية داخل مستشفى ناصر أجبرت النساء والأطفال على الذهاب إلى قسم الولادة الذي حولته إلى منطقة عسكرية. ولم يُسمح للنساء باصطحاب أي من متعلقاتهن.

وذكرت الوزارة أن جنودا إسرائيليين أوقفوا قافلة مساعدات خارج المستشفى ولم يتسن لها توصيل الإمدادات. وقالت الوزارة إنها كانت تجلب مساعدات تشمل غذاء للرضع ومياه.

وأثار اقتحام المستشفى مخاوف على المرضى والطاقم الطبي والنازحين الفلسطينيين الذين يتخذونه مأوى.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش “لا يزال هناك مرضى ومصابون بجروح خطيرة داخل المستشفى”.

وأضاف “هناك حاجة ملحة لتوصيل الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة… نحاول الوصول لأن الأشخاص الذين ما زالوا في مجمع ناصر الطبي يحتاجون إلى المساعدة”.

وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق من الأسبوع إن هناك عشرة آلاف شخص يحتمون بالمستشفى، لكن الكثير منهم غادروا خوفا من أن تكون المداهمة الإسرائيلية وشيكة أو بسبب الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء.

وقالت إسرائيل إن جنودها عثروا على ذخيرة وأسلحة في المستشفى، وكذلك أدوية تحمل أسماء بعض الرهائن.

وقال اثنان على الأقل من الرهائن الإسرائيليين المطلق سراحهم إنهما كانا محتجزين في مستشفى ناصر وهو ما تنفيه حماس.

ويتزايد القلق الدولي من أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل حاد إذا قرر الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة رفح الحدودية جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من نصف سكان القطاع المكتظ بالسكان تحسبا لهجوم كبير.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزلين في رفح بجنوب قطاع غزة يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة آخرين.

وقالت رضا صبح وهي حزينة على وفاة شقيقتها في إحدى الهجمات في رفح، إن المنزل قد دُمر بالكامل في هجوم في منتصف الليل، والذي أدى أيضا إلى مقتل جميع أولاد شقيقتها وخالتها وزوجها وابن عمها.

وقالت “لا مش آمنة رفح، كل قطاع غزة مستهدف، ما تقوليش رفح آمنة، من بيت حانون لرفح كلها معرضة للخطر، فيش أمان بالمرة، عند الله الأمان بس”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية