مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احتدام العنف في اليمن مع تعيين الامم المتحدة مبعوثا جديدا لها

مسلحون موالون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال اشتباكات مع الحوثيين في عدن في 25 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

جرت معارك عنيفة الاحد بين المتمردين الحوثيين وخصومهم المناصرين للرئيس اليمني المعترف به دوليا، لا سيما في شرق العاصمة صنعاء وفي جنوب البلاد ما تسبب بسقوط عشرات القتلى بحسب مصادر قبلية وطبية.

ويأتي ذلك بعدما عينت الامم المتحدة مبعوثا جديدا لها سيحاول الوصول الى حل للنزاع خلفا للدبلوماسي المغربي جمال بنعمر الذي عمل وسيطا ومبعوثا في اليمن منذ 2011.

من جهتهم، كرر الحوثيون التاكيد على اشتراطهم “وقف العدوان” والعودة الى الحوار “من حيث توقف”، وذلك على لسان محمد البخيتي عضو المجلس السياسي في انصار الله، وهو الاسم الرسمي للحوثيين.

وقال البخيتي “الحوار لا يمكن ان يستأنف الا بعد وقف العدوان الخارجي”.

واضاف البخيتي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “الحوار يجب ان يستأنف من حيث توقف” في اشارة الى المفاوضات التي رعاها المبعوث السابق للامم المتحدة جمال بنعمر الذي استقال بعد تعرض وساطته بحسب مصادر دبلوماسية لانتقادات من قبل دول الخليج.

واكدت الامم المتحدة السبت تعيين الدبلوماسي الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد مبعوثا خاصا الى اليمن على امل استئناف وساطته قريبا بهدف التوصل الى تسوية سياسية.

واوضحت الامم المتحدة في بيان السبت ان المبعوث الجديد “سيكون صلة الوصل بين دول مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي وحكومات المنطقة وشركاء اخرين”.

واشاد الاتحاد الاوروبي الاحد بتعيين ولد شيخ احمد واكد “استعداده لدعم جهوده فورا”.

ويتولى ولد شيخ احمد (55 عاما) حاليا بعثة الامم المتحدة لمكافحة مرض ايبولا بعدما شغل عدة مناصب في الامم المتحدة على مدى 28 عاما لا سيما منصب المنسق الانساني في سوريا (2008-2012) واليمن (2012-2014) ثم مساعد رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا.

وميدانيا، ارسلت قبائل سنية صباح الاحد تعزيزات الى منطقة صرواح شرق صنعاء للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي.

وتعرض المتمردون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في منطقة صرواح بحسب المصادر نفسها.

واشارت هذه المصادر الى مقتل 90 متمردا ومن القوات الحليفة لهم خلال 24 ساعة في صرواح وثمانية من مناصري الرئيس عبد ربه منصور هادي في حصيلة لم يتسن التاكد منها من مصدر مستقل.

وبرغم اعلان الرياض الثلاثاء انتهاء المرحلة المكثفة من عمليتها “عاصفة الحزم” التي اطلقتها قبل شهر، واصل التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين وحلفائهم.

وعصر الاحد، استهدفت الغارات مواقع المتمردين في عدن، وفق ما قال سكان.

وتتواصل المعارك في المدينة حيث يؤكد موالون لهادي انهم قتلوا ثلاثة من الحوثيين.

وشن طيران التحالف العربي فجر الاحد اربع غارات على القصر الرئاسي في صنعاء وتلة قريبة لمنع ارسال المتمردين تعزيزات عسكرية الى مأرب كما قال مصدر عسكري.

من جانب اخر، تكثفت المواجهات بالاسلحة من مختلف العيارات الاحد في تعز (جنوب-غرب) بعدما تلقى المتمردون تعزيزات مصدرها مدينة المخا على البحر الاحمر كما قال مسؤولون محليون واشاروا الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

وفي تعز ايضا، قتل 13 مدنيا في قصف نفذه الحوثيون على احياء المدينة، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين.

وفي الضالع جنوب البلاد اضطرت طائرات التحالف العربي الى اسقاط ادوية وتجهيزات طبية الاحد من الجو بعدما منع المتمردون قافلة منظمات انسانية من الدخول الى هذه المدينة بحسب ما قال مسؤولون محليون.

وفي الجنوب ايضا، قتل خمسة من المقاتلين الحوثيين في كمين لمقاتلي “المقاومة الشعبية” فجر الاحد استهدف مركبة عسكرية في جنوب مدينة لودر بمحافظة ابين.

واكدت مصادر محلية أن المسلحين الموالين لهادي والذين يطلق عليهم اسم “المقاومة الشعبية”، اعترضوا مركبة عسكرية قادمة من محافظة البيضاء المجاورة واطلقوا عليها قذيفة ار بي جي مما ادى الى تدميرها ومقتل جميع من كانوا على متنها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، قتل اكثر من الف شخص، نصفهم من المدنيين، في اليمن بين 19 اذار/مارس و20 نيسان/ابريل. ووفق الامم المتحدة، قتل 115 طفلا على الاقل في اعمال العنف. وطالبت منظمة العفو الدولية بفتح تحقيق حول مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية