اردوغان يخرج عن صمته مناشدا الاسراع في تشكيل حكومة ائتلافية
خرج الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن صمته الخميس بعد اربعة ايام من الانتكاسة التي مني بها حزبه في الانتخابات، داعيا الاحزاب الى تشكيل حكومة ائتلافية “في اسرع وقت ممكن”.
وقال اردوغان في خطابه العلني الاول منذ الانتخابات التي اسفرت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة في البرلمان منذ 13 عاما، “على الجميع ان يضعوا مصلحتهم الشخصية جانبا… ويشكلوا حكومة ائتلافية في اسرع وقت ممكن في إطار العملية الدستورية”.
واضاف ان نتائج الانتخابات “لا تعني بالطبع ان تركيا ستبقى بلا حكومة”، مؤكدا رغبته ان تفضل الاحزاب السياسية “الحل بدلا من الازمة”.
وتابع “لا يمكننا ان نترك تركيا بدون حكومة، بدون رأس (…) من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك (…) ادعو كافة التشكيلات السياسية الى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها لكي تتمكن بلادنا من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة”.
ورد رئيس حزب الشعب الجمهوري مباشرة على خطاب اردوغان عبر حسابه على موقع تويتر، مؤكدا ان حزبه يعمل بقوة لاخراج تركيا من “هذا الوضع الصعب”.
من جهته، قال زعيم حزب الشعب الديموقراطي صلاح الدين دمير تاش “نعتبره من الامور الجيدة ان يتولي ائتلاف قيادة تركيا”، لكنه جدد رفضه التعاون مع حزب العدالة والتنمية.
وادلى اردوغان بكلمته خلال حفل تسليم الشهادات لخريجين اجانب في مقر غرفة التجارة في انقرة.
وكان حزب العدالة والتنمية، الذي فوجىء بنتائج الانتخابات يوم الاحد، اعلن انه سيبحث كافة الخيارات ومن بينها اللجوء الى انتخابات مبكرة في حال فشل المشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية.
وافضت الانتخابات التشريعية الى حصول حزب العدالة والتنمية على 258 مقعدا من اصل 550 في البرلمان، ما يعني خسارته الغالبية المطلقة التي حافظ عليها طوال 13 عاما. وتراجعه من نسبة 49,9 في المئة في العام 2011 الى 40,8 في المئة.
وفي المقابل حاز حزب الشعب الجمهوري على 132 مقعدا، وكل من حزب الشعب الديموقراطي وحزب الحركة القومية على 80 مقعدا.
هذه النتيجة الملفتة بدت وكأنها هزيمة شخصية لاردوغان. فطيلة اسابيع لم يأبه رئيس الدولة لواجب الحياد الذي يفرضه عليه الدستور بل خرقه ووضع كل ثقله في الحملة لدعم حزبه، حزب العدالة والتنمية، مدافعا من على المنابر عن اقامة نظام رئاسي قوي.
وكان اردوغان يأمل بالحفاظ على غالبية مطلقة تمكنه من اجراء تعديلات دستورية تمنحه كافة الصلاحيات التنفيذية.
وقال اردوغان في خطابه ان نتائج الانتخابات “هي مشيئة الله. على الجميع احترام رغبة الأمة. على الاحزاب السياسية أن تقرأ المشهد (السياسي) جيدا”.
وترغم نتائج الانتخابات للمرة الاولى حزب العدالة والتنمية على محاولة تشكيل ائتلاف حكومي مع واحد او اكثر من احزاب المعارضة الثلاثة الممثلة في البرلمان.
واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان حزب العدالة والتنمية سيجري مشاورات حكومية، محذرا من انه اذا وضعت احزاب اخرى عراقيل ولم يتم التوصل الى حل سيفضي ذلك الى تنظيم انتخابات مبكرة.
والخميس اعاد اوغلو التأكيد ان حزبه جزء اساسي في الحكومة. وقال “ان الحزب الوحيد القادر على تقديم حلول واقعية هو حزب العدالة والتنمية”، مضيفا “ان تركيا من دون حزب العدالة والتنمية ستتمزق مثل العراق ولبنان”.
وقدم داود اوغلو الثلاثاء استقالة حكومته الى اردوغان الذي كلفه تصريف الاعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي خطابه الخميس، هاجم اردوغان وسائل الاعلام الغربية بعد سلسلة من المقالات التي وصفها بانها “قبيحة” لانها تنتقده كرئيس. وقال “من الصعب ان نتفهم تعصبهم، لكنه يعني، الحمدلله، اننا على الطريق الصحيح. كنت سأشكك في نفسي لو انهم اشادوا بي”.
وهاجم اردوغان ايضا سياسة دول الغرب ازاء سوريا معتبرا انها سمحت بتقدم “منظمة ارهابية” مثل حزب العمال الكردستاني. واتهم الغرب ايضا بترك اللاجئين “يغرقون” في المتوسط.
على صعيد اخر، لقي خطاب اردوغان ترحيب الاسواق المالية فارتفعت بورصة اسطنبول واحد في المئة متجاوزة 80 الف نقطة في حين استعادت الليرة التركية بعضا من حيويتها مسجلة 2,71 ليرات مقابل الدولار و3,04 ليرات مقابل اليورو.