The Swiss voice in the world since 1935

اطلاق سراح دبلوماسي سعودي كان محتجزا لدى القاعدة في اليمن

الجيش اليمني يسد الطرق المحيطة بالقصر الرئاسي في صنعاء في 19 كانون الثاني/يناير 2015 afp_tickers

اطلق سراح دبلوماسي سعودي خطف في اليمن منذ ثلاث سنوات واحتجزه تنظيم القاعدة الذي طالب الرياض مرات عدة باطلاق سراح جهاديين لديها ودفع فدية مقابل الافراج عنه.

وكان القنصل السعودي عبد الله الخالدي اختطف في عدن في جنوب اليمن في 28 اذار/مارس العام 2012. وظهر في عدد من اشرطة الفيديو، التي بثها تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، وهو يطلب من الرياض دفع فدية فضلا عن الافراج عن عناصر في التنظيم بينهم سجينات في السعودية.

واعلنت وزارة الداخلية السعودية الافراج عن الخالدي، مشيرة الى انه وصل الى الرياض.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر مسؤول في الوزارة ان الافراج عن الخالدي هو “نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها رئاسة الاستخبارات العامة”. واضاف المصدر ان الخالدي “اختطف من أمام منزله بحي المنصورة في عدن وهو في طريقه الى مكتبه صباح الأربعاء في 28 اذار/مارس 2012، ليتم تسليمه بعد ذلك في صفقة مشبوهة إلى عناصر الفئة الضالة التي احتجزته قسراً”.

ولم يوضح المصدر تفاصيل اخرى عن اطلاق سراح الخالدي ان كان ذلك تمّ على سبيل المثال عبر عملية في اليمن لاستعادته، او اذا كانت السعودية دفعت فدية استجابة لطلب التنظيم المتطرف.

واشار المصدر الى ان الخالدي “سوف يخضع للفحوصات الطبية ويجمع شمله بأسرته”.

وافاد مصدر قبلي ان اطلاق سراح الخالدي جاء اثر دفع فدية لم تحدد قيمتها نتيجة وساطة قبلية استمرت ثلاثة اسابيع وقام بها اعيان في محافظة شبوة في جنوب اليمن.

وخلال فترة احتجازه الطويلة ظهر الخالدي خمس مرات على الاقل في اشرطة فيديو بثها القاعدة ليطلب من السلطات السعودية، وخاصة الملك الراحل عبدالله، تنفيذ مطالب التنظيم المتطرف ليكون بوسعه العودة الى بلاده.

وتصنف واشنطن تنظيم القاعدة في اليمن بانه اخطر فروع التنظيم المتطرف، وهو عبارة عن دمج بين فرعي اليمن والسعودية.

ويشتبه بوقوف التنظيم خلف اعتداءات عدة ضد مصالح سعودية في اليمن، مثل الهجوم الذي اسفر عن مقتل احد اعضاء الملحقية العسكرية في السفارة السعودية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر العام 2012 في صنعاء.

وفي فيديو تم بثه في 16 نيسان/ابريل 2013، قال الخالدي ان “الكرة اليوم في ملعب الملك (السعودي)، هل سيحررني ويعيدني الى عائلتي واطفالي؟”.

وفي اشرطة الفيديو التي بثها تنظيم القاعدة، بدا الخالدي متوترا احيانا وهادئا احيانا اخرى، وفي ثياب بيضاء نظيفة حينا ومتسخة حينا آخر.

ويأتي الافراج عن القنصل السعودي بعد ايام عدة على اعلان الرياض نقل سفارتها من صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، الى عدن، في اشارة الى دعمها للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.

واغلقت الرياض سفارتها في صنعاء في 13 شباط/فبراير مثل العديد من الدول العربية والغربية بعدما سيطر الحوثيون على السلطة في البلاد.

وقد تمكن هادي من الفرار في 21 شباط/فبراير من العاصمة بعدما وضعه الحوثيون قيد الاقامة الجبرية، واتخذ من عدن مقرا له ليعلن منها تكرارا انه الرئيس الشرعي للبلاد.

واعربت الحكومة السعودية الاثنين، برئاسة الملك سلمان، عن اسفها لتدهور الاوضاع في اليمن.

والتقى هادي الاثنين في عدن السفير الاميركي ماثيو تولر، الذي ابلغه بدعم واشنطن الكامل له.

وقال السفير الاميركي ان “هادي يبقى الرئيس الشرعي لليمن وطرفا اساسيا لضمان سير البلاد على طريق السلم والاستقرار”.

واضاف السفير الاميركي “ان الشعب اليمني بانتخابه الرئيس هادي ومشاركته في مؤتمر الحوار الوطني برئاسته، يكون قد قال بشكل واضح ان مستقبل اليمن مرتبط بتطبيق مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومقررات الحوار الوطني”.

وبرغم اغلاق سفارتها في صنعاء، تواصل الولايات المتحدة غارات الطائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن. واسفرت غارة من هذا النوع مساء الاحد، وهي الثانية خلال ثلاثة ايام، عن مقتل ثلاثة اشخاص في جنوب شرق البلاد يشتبه بانتمائهم الى التنظيم المتطرف.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية