اعتقال وزير آخر من جنوب السودان في تصعيد للأزمة

reuters_tickers

نيروبي (رويترز) – واصلت قوات جنوب السودان الموالية للرئيس سلفا كير اعتقال حلفاء ريك مشار النائب الأول للرئيس يوم الخميس، واعتقلت الوزير المعني بجهود السلام في تصعيد لنزاع حذر زعماء كنسيون من أنه قد يؤدي إلى حرب أهلية جديدة.

وقال بوك بوث بالوانج، المتحدث باسم مشار، على منصة إكس “اعتقل جهاز الأمن الوطني ستيفن بار كول (الوزير المعني بجهود السلام)… من مكتبه قبل بضع دقائق”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتقلت قوات الأمن وزير النفط ونائب قائد الجيش ومسؤولين عسكريين كبارا آخرين متحالفين مع مشار.

وجاءت الاعتقالات بعد قتال شديد في ولاية أعالي النيل في الشمال بين القوات الوطنية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي جماعة فضفاضة التنظيم تتكون في معظمها من أفراد مسلحين من قبيلة النوير، وهي المجموعة العرقية التي ينتمي إليها مشار.

ولم تعلق الحكومة على الاعتقالات، لكن وزير الإعلام مايكل ماكوي اتهم يوم الأربعاء القوات الموالية لمشار بالتعاون مع الجيش الأبيض لمهاجمة حامية عسكرية بالقرب من بلدة الناصر في ولاية أعالي النيل في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقاتل الجيش الأبيض إلى جانب قوات مشار في الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 2013 و2018 في مواجهة مع قوات غالبيتها من قبيلة الدنكا العرقية الموالية لكير.

وتشير تقديرات إلى مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون من منازلهم في الحرب التي اندلعت بعد عامين فقط من حصول جنوب السودان على استقلاله عن السودان.

ومنع اتفاق السلام الذي أبرم عام 2018 إلى حد بعيد القتال المباشر بين قوات كير ومشار، لكن أعمال العنف المحلية تكررت كما تسببت الحرب الأهلية في السودان في زيادة قدرة الجماعات المسلحة على الحصول على الأسلحة.

وكان ستيفان بار كول، الوزير المعني بجهود السلام، من السياسيين المشاركين في مفاوضات عام 2018.

وعبر زعماء كنسيون في بيان صدر يوم الخميس، عن أسفهم “لتصاعد انعدام الأمن والتوتر السياسي والعنف الذي يهدد السلام”، ودعوا إلى الحوار.

وقال دانيال أكيش ثيونج، المحلل الكبير في شؤون جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية، إن الاعتقالات الجارية “تشير إلى تصعيد خطير، مما سيدفع على الأرجح الجماعات المسلحة المرتبطة بالمعارضة إلى الرد بهجمات على قواعد الحكومة في ولايتي أعالي النيل وجونقلي”.

وأرجأت الحكومة العام الماضي الانتخابات العامة، التي طال انتظارها وكانت تستهدف تشكيل حكومة منتخبة، إلى ديسمبر كانون الأول 2026، قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير للاقتراع.