السياسة تفرض نفسها على مؤتمر عالمي لتكنولوجيا الانترنت في لشبونة
سيشهد افتتاح مؤتمر عالمي في لشبونة الاثنين استعراض التطبيقات الطبية والروبوتات والعملات المشفرة وغيرها بشكل مفصّل لكن المداخلات المتوقعة ستكون في معظمها ذات طابع سياسي.
وقال الأيرلندي بادي كوسغريف مؤسس ورئيس أكبر تجمع للتكنولوجيا في أوروبا “لقد أصبحت التكنولوجيا مسيّسة”.
وقال لوكالة فرانس برس “على نحو متزايد، تهيمن على الصفحات الأولى للصحف في جميع أنحاء العالم قضايا تتعلق بالتكنولوجيا”.
ومن المقرر أن تستقبل نسخة هذا العام 70 ألف مشارك، بدءا من الشركات الناشئة الى عمالقة الإنترنت والمسؤولين السياسيين مثل مارغريت فيستغر نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية ومفوّضة شؤون التنافسية.
وبين الأحداث الرئيسية في القمة مناقشات حول مستقبل المال والسيارات والأدوية والإسكان والإعلان للإعلام بل حتى وجود البشر في الفضاء الخارجي.
لكن الموضوع الرئيسي هو كيف أصبحت التكنولوجيا المتقدمة عاملاً حاسماً في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والقوة النقدية للحكومات ذات السيادة والتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا يزال عمالقة القطاع يواجهون مطالب بفرض ضرائب عادلة أو حتى التفكيك.
لذا، من المتوقع أن يسلط الضوء على قادة الهيئات التنظيمية مثل فيستغر، والموظف السابق لدى وكالة الامن القومي الاميركي إدوارد سنودن الذي سيلقي كلمة عبر رابط فيديو من روسيا.
ونشر سنودن للتو كتابا يوضح أسباب تسريبه عشرات الآلاف من المستندات السرية إلى المؤسسات الإخبارية الكبرى في العام 2013.
وجمع سنودن الملفات التي كشفت عن نطاق مراقبة الحكومة الأميركية لمواطنيها وعبر العالم بعد أحداث 11 ايلول/سبتمبر.
وفي فاعلية أخرى، من المتوقع أن تحدد بريتاني كايزر المديرة التنفيذي السابقة لشركة “كامبريدج أناليتيكا” المخاطر التي تهدد البيانات الشخصية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2020.
وواجهت الشركة التي تم حلّها اتهامات بسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين على فيسبوك قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016.
– رئيس هواوي يخاطب القمة –
وسيكون رئيس شركة هواوي الصينية بالمناوبة غو بينغ تحت الضوء حين يلقي خطابا أمام القمة.
وسيطلب على الأرجح دعماً من مجتمع التكنولوجيا بعد أن حظرت الولايات المتحدة عملاق الهواتف الصيني بسبب الشكوك أنّ أنظمتها لمكن استخدامها لجمع البيانات لمصلحة بكين.
وتختتم فيستغر المؤتمر الخميس بعد خطاب مايكل كراتسيوس مبعوث البيت الأبيض لعرض وجهة نظر الولايات المتحدة بشأن فرض الضرائب على شركات الانترنت وتنظيمها.
وتصدرت فيستغر الجهود الأوروبية لجعل شركات مثل امازون وآبل وفيسبوك و وغل تدفع المزيد من الضرائب في البلدان التي تكسب فيها مبالغ كبيرة.
بالإضافة إلى منصبها كمسؤولة عن التنافسية في الاتحاد الأوروبي كُلفت المسؤولة الدنماركية الإشراف على الأنشطة الرقمية في التكتل الذي يضم 28 بلدا.
وأفاد كوسغريف فرانس برس أن فيستغر” تحظى بشعبية لا تصدق … لأنها تحاول مساعدة المبتكرين خصوصا في أوروبا”.
وأشار إلى أن القمة ستكون “أول ظهور علني رئيسي لها منذ إعادة تعيينها” في مفوضية الاتحاد الأوروبي.
وسيلقي باسكال سان-امان رئيس مركز السياسة الضريبية والإدارة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خطابا حول مسألة فرض الضرائب على الإنترنت.
وتقوم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بصياغة “نهج موحد” لفرض ضريبة رقمية على عمالقة الإنترنت والشركات المتعددة الجنسيات سيتم تقديمها بحلول حزيران/يونيو 2020.