الهيئة الناخبة تصوت لتثبيت ترامب ولا مفاجآت متوقعة
بدأ اعضاء الهيئة الناخبة الاميركية الذين يبلغ عددهم 538 التصويت الاثنين في ولاياتهم لانتخاب دونالد ترامب رسميا رئيسا للولايات المتحدة حيث يبدو ان الاصوات الداعية الى قطع الطريق على قطب العقارات لا تتمتع باي فرصة للنجاح.
وسترد النتائج تباعا من مختلف الولايات خلال الايام المقبلة، على أن يعلن الكونغرس رسميا اسم الرئيس المنتخب في 6 كانون الثاني/يناير عند انتهاء التعداد الرسمي للاصوات.
وبين اوائل الذين صوتوا صباح الاثنين كبار المندوبين العشرة في ويسكونسين الولاية الواقعة في شمال البلاد. وقد اعطوا جميعا اصواتهم لترامب على الرغم من هتافات المعترضين في قاعة التصويت الذين هتفوا “عار” ووجهوا اليهم اتهامات ببيع بلدهم، كما قال موقع اخباري محلي.
اما الاصوات السبعة لولاية اوريغون فقد ذهبت للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، كما كان متوقعا.
وحين توجه الناخبون الاميركيون ال136 مليونا الى صناديق الاقتراع في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، لم ينتخبوا مباشرة رئيسهم المقبل بل اختاروا 538 ناخبا كبيرا مكلفين بدورهم انتخاب الرئيس.
وفاز ترامب بغالبية واضحة بحصوله على اصوات 306 من كبار الناخبين، بعدما كانت استطلاعات الرأي تتوقع فوز منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.
ويكون عادة تصويت كبار الناخبين، وهم مندوبون او ناشطون محليون معظمهم غير معروف من الرأي العام، مجرد إجراء شكلي لا تسلط عليه الأضواء.
لكن شخصية ترامب والنبرة الشديدة العدائية التي سيطرت على الحملة والانقسام الكبير في البلاد وفوز كلينتون بالتصويت الشعبي (بفارق أكثر من 2,5 مليون صوت عن الرئيس المنتخب)، كل ذلك بدل الوضع هذه السنة بالنسبة لهذه المحطة من الآلية الانتخابية.
– “ليست الصفات المطلوبة” –
يتحتم على معارضي ترامب من اجل تحقيق هدفهم اقناع 37 من كبار الناخبين الجمهوريين بالتخلي عن مرشحهم. وان كان من الصعب التكهن بالنتيجة، الا ان واحدا فقط منهم هو كريستوفر سوبران (تكساس) اكد علنا حتى الان انه سيلتزم بالدعوة الى العصيان.
وشرح موقفه في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” مطلع كانون الأول/ديسمبر، أورد فيها الدوافع التي تمنعه من التصويت “لشخص يثبت كل يوم انه لا يمتلك المواصفات المطلوبة للمنصب الرئاسي”.
وختم مقالته بالقول “إن انتخاب الرئيس المقبل غير محسوم بعد. ما زال بامكان كبار الناخبين تحكيم ضميرهم والقيام بالخيار الصحيح لصالح البلاد”.
وفي حال انضم اليه عدد كاف من كبار الناخبين، ولو ان ذلك غير مرجح، عندها يعود لمجلس النواب تعيين خلف باراك اوباما.
ولا شك ان هذا السيناريو سيشكل صدمة للبلاد، غير ان الحزب الجمهوري يسيطر على مجلس النواب، ما سيؤدي في نهاية المطاف الى تثبيت ترامب.
وكشف استطلاع للرأي نشره موقع “بوليتيكو/مورنينغ” الاثنين ان قلة من الاميركيين متحمسون لهذا “العصيان”. ف46 بالمئة منهم يرون ان الناخبين ملزمون باتباع تصويت ولاياتهم، مقابل 34 بالمئة يعتقدون العكس.
وحول جدوى تعديل الدستور ليحل نظام الاقتراع العام المباشر محل النظام القائم حاليا، يؤيد 46 بالمئة هذه الفكرة مقابل 40 بالمئة يعارضونها.
– الديموقراطيون منقسمون –
وما ساهم في احتدام النقاش في الولايات المتحدة عمليات القرصنة الالكترونية التي تخللت الانتخابات واتهمت اجهزة الاستخبارات الاميركية روسيا بالوقوف خلفها.
ووجه عشرة ناخبين كبار (تسعة ديموقراطيين وجمهوري واحد) رسالة مفتوحة الى المدير المنتهية ولايته للاستخبارات الاميركية جيمس كلابر يطلبون منه اطلاعهم على نتائج التحقيق الجاري قبل عملية التصويت.
وانضم الى طلبهم جون بوديستا المدير السابق لحملة كلينتون الذي تمت قرصنة بريده الالكتروني ونشر الاف الرسائل منه خلال الاسابيع التي سبقت الانتخابات، لكن بدون جدوى.
وقال رينس بريباس الذي اختاره ترامب ليكون كبير موظفي البيت الابيض اعتبارا من 20 كانون الثاني/يناير مبديا استياءه الاحد “السؤال الحقيقي هو معرفة ما الذي يجعل الديموقراطيين (…) يحاولون بأي ثمن نزع الشرعية عن نتائج الانتخابات”.
وندد متحدثا لشبكة “فوكس نيوز” بمحاولة “لتخويف” كبار الناخبين الذين “تلقى بعضهم اكثر من مئتي الف رسالة الكترونية”، معتبرا ان هذه المحاولة محكوم عليها بالفشل.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر “لو قام المؤيدون الكثيرون لي بالتصرف وتهديد الناس كما يفعل الآن الذين خسروا الانتخابات، لتم نبذهم ووصفهم بكل النعوت”.
من جهتها، دعت مجموعة “ناخبي هاملتون” المدعومة خصوصا من المخرج والناشط مايكل مور الى تجمعات الاثنين عبر الولايات المتحدة.
وتستشهد المجموعة في دفاعها عن اهمية تصويت أعضاء الهيئة الناخبة “بما يمليه ضميرهم”، بأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة ألكسندر هاملتون الذي قال ان هذا النظام الانتخابي أقيم خصيصا لمنع تسليم الرئاسة الى رجل لا يملك “المواصفات المطلوبة”.
لكن هذا المسعى لا يحظى بتأييد جميع الديموقراطيين أنفسهم.
وكتب ديفيد اكسلرود المستشار المقرب للرئيس اوباما سابقا مساء الاحد على تويتر “حتى ان كنت اشاطر مخاوف جدية حيال الانتخابات وحول دونالد ترامب، الا ان معظم كبار الناخبين سيلتزمون وينبغي أن يلتزموا بنتائج صناديق الاقتراع”.
وحذر بأن “تصويتا مخالفا لذلك سيمزق البلد”.