مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تجاذب بين برن والكانتونات حول العلاقة مع بروكسل

اختلاف وجهات النظر بين برن والكانتونات قد يؤخر انضمام سويسرا الى اتفاقيات شينعن ودبلن swissinfo.ch

كشفت اجتماعات عقدت في برن يومي الاربعاء والخميس عن وجود اختلافات لا يستهان بها بين الحكومة الفدرالية والحكومات المحلية في الكانتونات السويسرية بشان مستقبل المفاوضات والعلاقة مع الاتحاد الاوروبي.

يوم الاربعاء كان موعد عقد الاجتماع الثاني بين لجنة من الخبراء الحكوميين السويسريين ووفد من الاتحاد الاوروبي للبحث في طلب سويسرا الانضمام الى اتفاقيتي شينغن ودبلن، اللتان تنظمان تنقل الاشخاص وقضايا اللجوء والامن فيما بين بلدان الاتحاد.

الحكومة الفدرالية اعتبرت ان النتائج الاولية لهذه المحادثات كانت ايجابية اجمالا، لكن وزيرة العدل والشرطة روت ميتسلر كانت حذرة في تقييمها، لان المحادثات لم تتطرق الى عدد من الملفات الهامة مثل التعاون القضائي والمحافظة على سرية البيانات الشخصية، وهو ما دفعها الى عدم تحديد موعد نهائي لاختتام المفاوضات.

ولعل حذر الوزيرة كان مرتبطا بطبيعة النظام الفدرالي السويسري، ذلك انه لا يكفي ان يحصل توافق او تقارب في وجهات النظر بين برن وبروكسل حول ملف او قضية ما، بل لابد من الاخذ بعين الاعتبار بوجهة نظر الكانتونات الست والعشرين، الذين يسمح لهم الدستور الفدرالي بالادلاء برايهم في السياسات الامنية للبلاد داخليا وخارجيا.

من هنا، كانت ندوة الحكومات المحلية التي عقدت يوم الخميس في العاصمة الفدرالية، فرصة مهمة للتعرف على رد فعل الكانتونات الاولي على الجولة الجديدة من المفاوضات الثنائية بين سويسرا والاتحاد الاوروبي، خصوصا وان العديد من المسؤولين المحليين عبروا عن مخاوفهم من انضمام بلادهم الى اتفاقيتي شينغن ودبلن.

يمكن تلخيص موقف الكانتونات الذي صدر عقب ندوة الخميس، بان المطلوب الان هو تطبيق الاتفاقيات القطاعية السبع، التي ابرمت في يونيو حزيران من عام تسعة وتسعين بين برن وبروكسل، والتي حظيت بمصادقة الشعب عليها، قبل البدء في مفاوضات جديدة بغض النظر عن الملف المطروح للنقاش.

ولعل النقطة الرئيسية التي برزت من خلال موقف ممثلي الحكومات المحلية، تتمثل في مخاوف الكانتونات من تطرق الجولة الجديدة من المفاوضات الى قضايا تمس مباشرة اختصاصاتها. فالتقاليد الفدرالية العريقة في سويسرا تترك مجالا واسعا لحكومات الدويلات في المجالين التشريعي والتنفيذي، وهو ما قد يتقلص في ظل مزيد من التقارب مع الاتحاد الاوروبي.

واذا كانت الكانتونات لا ترى مانعا في تعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي في مجال الامن الداخلي، أي في ملفي شينغن ودبلن، وفتح مباحثات استكشافية في هذا الموضوع، الا انها تصر على استشارتها واعلامها من طرف الحكومة الفدرالية قبل البلورة النهائية لاطار المفاوضات المرتقبة.

ومع استمرار تمسك الحكومة الفدرالية والكانتونات بمبدأ السرية المصرفية، الذي لا يبدو ان السويسريين مستعدون للمساومة عليه، لا ترى السلطات المحلية أي مانع في ان تشمل الجولة الجديدة من المفاوضات مع بروكسل ملفات ثانوية لا تمس مباشرة بصلاحياتها ولا تثير لها مشاكل كبيرة مع قطاعات واسعة من الراي العام.

الموقف المعلن عنه من طرف الكانتونات يعيد عقارب الساعة الى الوراء، خصوصا وانه ياتي بعد اسابيع قليلة من رفض السويسريين باغلبية فاجأت اكثر المراقبين تفاؤلا لفتح مفاوضات فورية بشان انضمام سويسرا الى الاتحاد الاوربي، وهو ما قد يعني ان برن لم تعد طليقة الايدي في معالجة العلاقة المعقدة مع الاتحاد الاوروبي.


سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية