تحركات عربية في الملف العراقي
في إطار الاستعداد للقمة العربية المقبلة في بيروت بدأ الامين العام للجامعة العربية في التعامل مع الملف العراقي، فبعد زيارة إلى الرياض والكويت التقى بالأمين العام للأمم المتحدة لنقل الأفكار العراقية للخروج من الجمود الذي يحيط بهذا الملف.
عمرو موسى هو أول أمين عام للجامعة العربية يزور بغداد منذ عشر سنوات في خطوة تفاءل بها الكثيرون واعتبرت فاتحة خير لمحاولة التوصل إلى حل يقبل به جميع الأطراف ويحفظ ماء وجه الجميع، ونظرا لحساسية الملف العراقي على المحورين العربي والدولي، فكان من الصعب التوقع بأن جولة عمرو موسى ستكلل بالنجاح مباشرة إثر هذه الجولة.
فالعراق، الذي يحاول تفادي عملية عسكرية تلوح بها الولايات المتحدة منذ فترة، قدم على لسان رئيسه عرضا يسمح للجان سعودية وكويتية بالدخول إلى كافة الأماكن التي يرغب زيارتها بحثا عن الأسري إلا أن هذا التصريح لم يلق آذانا صاغية من الدولتين، واعتبره أحد المسؤولين الكويتيين غير جدير بالتعليق عليه.
كما أعلنت بغداد انها ستسمح لمسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة القبرصي اندرياس مافروماتيس بزيارة العراق لاول مرة منذ عشر سنوات، وهي ما يمكن أن يطلق عليها “مرونة غير معهودة” من النظام العراقي في التعامل.
وصرح عمرو موسى بعد زيارته إلى بغداد ان الرئيس العراقي طلب منه أن ينقل مبادرة للامم المتحدة والزعماء العرب قبيل عقد القمة العربية في بيروت، لكنه لم يعط أية تفاصل، إلا أنه من المتوقع أن تكون الأفكار العراقية تتعلق بملف الاسرى وعودة المفتشين الدوليين، إلى جانب وحدة الصف العربي.
ملفات حساسة تحتاج إلى حلول حاسمة
الملف المصاحب للأمين العام لجامعة الدول العربية في جولته الحالية يحمل أفكارا عراقية تم طرحها على السعودية والكويت وأخرى معروضة على الامين العام للأمم المتحدة، وبينما التزمت الرياض الصمت حول ما دار من مناقشات بخصوص الملف العراقي، أعلن رئيس البرلمان الكويتي السيد جاسم الخرافي بأن الامين العام لجامعة الدول العربية تجاوز اختصاصاته.
من المرجح ألا تتهاون الكويت في ما يتعلق بها فملف الاسرى لابد وأن يغلق تماما بشكل رسمي يزيل الغموض الذي أحاطته به العراق منذ أكثر من عشر سنوات، ولعل عدم قبول الكويت بالعرض الذي قدمه الرئيس العراقي صدام حسين باستعداده قبول لجان للبحث في جميع الاماكن التي ترغب في زيارتها، يرجع إلى طريقة العرض التي قد تبدو للبعض بأنها مسرحية ولم تأخذ طابعا جديا، بينما لم يفصح موسى إذا ما كان للكويت تصورا محددا لحل هذا الملف ورأي كل طرف فيما طرحه الآخر، واكتفى عمرو موسى بالقول انه أجرى مباحثات إيجابية في الكويت ووجد من المسؤولين هناك إصغاء واهتماماً بما نقله وما طرحه، كما لا بد أن يكون للكويت وجهة نظرها.
إلا أن المرقبين يرون أن بحث السيد عمرو موسى للملف العراقي في الرياض والكويت لا يمثل تجاوزا لصلاحيته كأمين عام لجامعة الدول العربية، بل أنه بهذه الخطوة يكسر جمودا في عمل الجامعة العربية وينتقل بها إلى الدور العملي على أرض الواقع، ويبدوا أن السيد عمرو موسى لن يصاب الاحباط من تلك التصريحات وخاصة بعد تصريحه:”نحن نشتغل لأنه من الضروري أن نعمل وسوف أستمر في هذا الجهد”.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.