مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تخوف سويسري من عدم تقديم خطوات عملية

مارك فورر رئيس الوفد السويسري للاجتماع التحضيري لقمة مجتمع المعلومات Keystone Archive

يرى رئيس الوفد السويسري للاجتماع التحضيري الثاني لقمة مجتمع المعلومات أن التحضير بدأ ينزلق لنقاش عقيم ولإعادة فتح ملفات تم التطرق لها في مرحلة جنيف.

وفيما رحب مارك فورر بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في مجال التمويل شكك في إمكانية التوصل لحل مشكلة إدارة الإنترنت، مقترحا تقديم مشروعات عملية لردم الهوة الرقمية.

أنهى حوالي 1700 ممثل يمثلون الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص يوم الجمعة 25 فبراير في جنيف ثاني اجتماع تحضيري لقمة مجتمع المعلومات الذي سيعقد في شهر نوفمبر القادم في تونس.

وبعد استعراضنا لحصيلة هذا الاجتماع التحضيري مع وزير تكنولوجيا الاتصال التونسي نستعرض فيما يلي نفس الحصيلة مع رئيس الوفد السويسري مارك فورر في الحوار التالي الذي خص به سويس إنفو.

سويس إنفو: بوصفكم رئيس الوفد السويسري في هذا الاجتماع التحضيري ما هي الحصيلة التي تخرجون بها من هذه الدورة وبالأخص في مجال التمويل؟

مارك فورر: فيما يتعلق بالتمويل أعتقد انه تمكنا من التوصل الى صياغة مقبولة للاقتراح الذي تم تقديمه في مرحلة جنيف، والمتعلق بإنشاء صندوق تضامن رقمي. وما يعتبر تقدما في نظري هو الترحيب بإنشاء هذا الصندوق على أساس طوعي بالطبع بعد التقارب الذي تم في وجهات النظر بين بلدان الاتحاد الأوربي والبلدان الإفريقية، لأنه يجب أن يكون طوعيا بالطبع. وهذه خطوة إيجابية نظرا لما تمثله من ثقل على سير المفاوضات.

ولكن ما يجب التركيز عليه هو معرفة المشاريع المطروحة للتنفيذ في هذا المجال، ومعرفة مدى مسايرة ذلك لقوانين منظمة التجارة، لأن زملائي في كتابة الدولة للتجارة الخارجية يقولون بأن فكرة الصندوق المعلن عنه في جنيف تتعارض مع قوانين التجارة الدولية أو أنها تتطلب مزيدا من التوضيح. وهذا في صالح الصندوق نفسه إذا كان يرغب في جلب مزيد من الأموال. ولكن الفكرة عموما تم استقبالها باستحسان.

النقطة الثانية هي أن هناك ميكانزمات أخرى لتحسين تمويل البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات في البلدان الأقل نموا. وهذه خطوة مهمة تندرج في إطار تطبيق أهداف الآلفية.. وهذا ما يدفعني الى القول أننا خطونا خطوة الى الأمام في مجال التمويل ولكن ليس بما فيه الكفاية.

سويس إنفو: ولكن كون تمويل الصندوق أو تمويل المشاريع المشتركة، سيتم على أساس طوعي أليس في ذلك إضعافا لكل التطلعات ؟

مارك فورر: لا أعتقد ذلك لأن ممارسة السياسة يعني التوصل الى ما هو ممكن، وأن أية رغبة في فرض مساهمات ملزمة او رسوم كالتي اقترحها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، سوف لن يكتب لها النجاح بالمرة. لكنني أعتقد أنه لو تمكنا من تقديم قائمة بمشاريع جيدة وقابلة للتطبيق، فإن الفكرة ليست سيئة، بحيث يمكن إقناع بعض المجال البلدية وبعض الشركات الخاصة بالإسهام في تمويل تلك المشاريع. أعتقد انه الحل الوحيد الذي كان ممكنا في هذا المجال.

ويجب الا ننسى ان الحكومات تسهر بالفعل على تمويل العديد من المشاريع في مجال تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات. وما دامت الحكومات قد التزمت بالفعل في مشاريع تطوير هذا القطاع قد يكون من غير المثمر فرض التزامات إضافية عليها.

سويس إنفو: وفيما يتعلق بالنقاط الأخرى العالقة وبالأخص مسالة التحكم أو إدارة الإنترنت، ألى أين وصلنا وهل الوقت المتبقي كاف لحل جميع المشاكل؟

مارك فورر: لم يكن موضوع إدارة الإنترنت مطروحا للنقاش، لأنه سيكون آخر نقطة يتم التطرق لها. لكن ما هو أهم إعطاء إشارة سياسية حول الطريق الذي يجب أن نسلكه في هذا الملف. وحتى ولو أنني متفائل بالتوصل الى حل فإنني أعتقد بأننا سوف لن نتوصل الى هذا الحل أثناء انعقاد مرحلة تونس من القمة، بل على أقصى حد في نهاية عام 2006 عندما تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بخصوص التزاماتها تجاه الهيئة الحالية المشرفة على الإنترنت ICAN.

أما فيما يتعلق بالنقاط الأخرى فيعتريني استياء نوعا ما من كوننا نعيد فتح ملفات تم التطرق لها في مرحلة جنيف سواء فيما يتعلق بالتمويل او بصياغة برنامج عمل جديد وإعلان سياسي جديد، وهذا ما لسنا في حاجة إليه لأن مرحلة جنيف أقرت كل هذه الأشياء.

وتكمن المشكلة في كون القمة من مرحلتين وقد أوضحت للأصدقاء التونسيين وللمدير العام للاتحاد الدولي السيد اوتسومي ولرئيس الاجتماع التحضيري السيد كاركلين، بأن انقاذ مرحلة تونس لن يتم إلا عن طريق تقديم قائمة بأسماء المشاريع العملية التي يجب الشروع في تنفيذها انطلاقا من برنامج العمل المعتمد في مرحلة جنيف، وإذا لم نقم بذلك فسيقال بأن مرحلة تونس لم تكن ضرورية. وهذا الاقتراح ستتقدم به سويسرا.

سويس إنفو: المقصود هو تعداد المشاريع العملية التي يجب تطبيقها في مجال ردم الهوية الرقمية؟

مارك فورر: بالطبع فعلى سبيل المثال إقامة صندوق التضامن الرقمي، هي فكرة قد نناصرها او نعارضها، ولكنها خطوة عملية ومثال جيد نحن في حاجة الى مزيد من الأمثلة العملية المماثلة.

سويس إنفو: فيما يتعلق بالجدل الدائر حول توفر او عدم توفر الظروف الملائمة لمشاركة ممثلي المجتمع المدني في القمة هل تم تجاوز هذه المشكلة؟

مارك فورر: لم نتطرق لهذا المشكل ولكن أصدقائنا التونسيين يجب أن يدركوا بأن عليهم احترام حقوق الإنسان واحترام حرية الوصول الى شبكة الإنترنت، وحرية الصحافة ووسائل الاعلام. وهذا ما يدركونه جيدا ويدركون جيدا بأن هناك معايير وقوانين.

وإذا ما استمر وجود مشاكل في هذا المجال فستثار هذه المشاكل في قمة تونس. وهذا ما قد يكون مؤسفا لأننا في قمة تونس نريد إرساء قواعد مجتمع المعلومات وليس مناقشة المشاكل الداخلية لتونس.

واتمنى أن تتمكن الحكومة التونسية من تسوية هذه المشاكل قبل انعقاد القمة لأن هذا من مسؤولية الدولة التونسية وليس الاجتماع التحضيري او الاتحاد الدولي للاتصالات او سويسرا.

سويس إنفو: ما هي اوجه التعاون او التنسيق السويسري التونسي المبذولة حاليا لانجاح مرحلة تونس من القمة؟

مارك فورر: هناك اتصالات ومشاورات مستمرة وقد تقابل وزير تكنولوجيا الاتصال السويسري مع مفوض الحكومة الفدرالية لقمة مجتمع المعلومات السفير شتاوفاخر. كما ان مؤسسات سويسرية ستشرف على تنظيم التظاهرات الجانبية التي ستقام أثناء مرحلة تونس من القمة. واعتقد أن سويسرا تلتزم بشكل كبير في إنجاح مرحلة تونس.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية