ترامب يفاجئ حلفاءه بقراره سحب القوات الأميركية من سوريا

قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة “لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط” وذلك عقب قراره سحب القوات الاميركية من كل الاراضي السورية والذي أثار قلقاً في الولايات المتحدة وردود فعل الخميس لدى حلفاء واشنطن الذين أكدوا استمرارهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكتب ترامب في تغريدة “هل تريد الولايات المتحدة أن تكون شرطي الشرق الاوسط؟ وألا تحصل على شيء غير خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الاحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك الى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون”.
هذا الإعلان المفاجئ الذي يحدث تغييرا عميقا في ميزان القوى على الساحة السورية حيث لروسيا وزن كبير، جاء وسط حالة من الارتباك ليعزز صورة رئيس معزول حول هذا الملف داخل إدارته.
وينتشر حاليا حوالي ألفي جندي أميركي في شمال سوريا لا سيما من القوات الخاصة التي تشارك وتنسق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتدرب قوات سورية وكردية في المناطق المستعادة منه.
في الفترة الأخيرة حذر عدد من كبار المسؤولين الأميركيين من انسحاب متسرع يطلق يد روسيا وإيران حليفي الرئيس بشار الأسد في سوريا.
– “اقوى جيش في العالم” –
وكتب ترامب على تويتر الخميس أن “روسيا وإيران وسوريا والعديد غيرهم ليسوا مسرورين بخروج الولايات المتحدة رغم ما تقوله الأخبار الكاذبة، لأن عليهم الآن قتال تنظيم الدولة الإسلامية وغيره ممن يكرهونهم، بدوننا”.
وقال “أنا أبني أقوى جيش في العالم على الإطلاق. إذا قام تنظيم الدولة الإسلامية بضربنا فيكون حكم على نفسه بالهلاك”.
ومساء الأربعاء قال في رسالة بالفيديو بُثت على موقع تويتر عن القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، “لقد انتصرنا. لقد دحرناهم وأنزلنا بهم هزيمة قاسية. لقد استعدنا الأرض. لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال (…) سيعودون جميعا، وسيعودون الآن”.
من جهتها، أكدت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو الخميس أن فرنسا “تبقى ملتزمة عسكريا في سوريا”.
وقالت إن الحرب ضد الإرهاب “حققت تقدما كبيراً، صحيح أنه كان هناك تقدم كبير في سوريا من خلال التحالف، لكن هذه المعركة مستمرة ، وسنواصل خوضها”.
وفي لندن، اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُهزم بعد في سوريا.
واضافت الوزارة ان المملكة المتحدة ستبقى “مشاركة في التحالف الدولي وحملته لحرمان داعش من (السيطرة) على أراض وضمان هزيمته القاطعة”.
ولم يتمكن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأربعاء من تحديد تاريخ هذا الانسحاب. وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “إنه انسحاب كامل” سيتم في أقرب وقت.
نشر ترامب رسالته في نهاية يوم حمل مفاجأة في واشنطن بعد انتشار الأنباء عن نية الرئيس الجمهوري سحب القوات. وأفاد دبلوماسي أميركي أن ترامب اتخذ قراره بشكل نهائي الثلاثاء.
وفي مواجهة الانتقادات الصادرة من سياسيين جمهوريين وديموقراطيين على السواء، شدد ترامب في رسالته المسجلة على أن هذا هو التوقيت الصحيح لمثل هذا القرار.
وقال “انهم يستعدون، وسترونهم قريبا جدا. هؤلاء هم أبطال أميركيون كبار”.
من جهته، ، قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ان بلاده “تعتزم مواصلة حملتها ضد الإرهاب ومواصلة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية سواء في سوريا أو في أي مكان آخر”.
كما أكّدت وزارة الدفاع الأميركية الخميس مواصلة حملتها الجوية في سوريا في الوقت الراهن على الأقل. وقالت متحدثة باسمها “طالما هناك قوات (أميركية) على الأرض، ستنفذ الولايات المتحدة ضربات جوية دعما لقواتنا”.
وتابعت “أما في ما يتعلق بمرحلة ما بعد وجود القوات الأميركية على الأرض، فلن ندلي بتكهنات بخصوص العمليات المستقبلية”.
– “خيانة” للأكراد –
قد يضع هذا الإعلان وحدات حماية الشعب الكردية في موقف صعب للغاية علما أنها تحارب بدعم من واشنطن تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا بعد أن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا الاثنين “بالتخلص” من هذه القوات إذا لم يرغمها الأميركيون على الانسحاب من المناطق الحدودية.
وأكدت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً الخميس أن المعركة التي تخوضها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في آخر جيب يتحصن داخله في شرق البلاد “مستمرة حتى الآن”، رغم قرار ترامب.
وحذرت قيادة هذه القوات، التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، الخميس من أن قرار سحب القوات الأميركية من سوريا يعطي التنظيم المتطرف “زخماً.. للانتعاش مجدداً” وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة في البلاد.
وتوجه عشرات الأكراد الخميس بدعوة من الادارة الذاتية الى مدينة رأس العين في محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية، تنديداً بتهديدات أنقرة بشن هجوم ضد مناطقهم.
وقال خالد أوسو (45 عاماً) إن “قرار ترامب الأخير خيانة للشعب الكردي ونحن نرفضه” مبدياً أسفه لأن “العالم كله يمارس سياسة البيع والشراء على (حساب) الشعب الكردي”.
الى ذلك، سيتم استقبال اثنين من السياسيين الرئيسيين في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا هما رياض درار وإلهام أحمد الجمعة في باريس، كما أعلن مندوبهما في فرنسا.