The Swiss voice in the world since 1935

تركيا تكثف غاراتها على شمال سوريا والأكراد يشيعون ضحاياهم في عفرين

جنود اتراك اثناء تمركزهم في تلة برصايا في منطقة عفرين في شمال سوريا، 29 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

شيعت مدينة عفرين في شمال سوريا الاثنين 24 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين قتلوا جراء المعارك والغارات التركية على قرى وبلدات عدة في المنطقة الحدودية ذات الغالبية الكردية التي تشكل هدفاً لهجوم تشنه انقرة مع فصائل سورية معارضة.

أمام مستشفى أفرين الرئيسي في مدينة عفرين التي ما تزال بمنأى من المعارك والغارات، شارك مئات من الأهالي في تشييع ثمانية مدنيين قتلوا جراء الغارات التركية على قرى حدودية بالاضافة الى 16 مقاتلاً ومقاتلة من الوحدات الكردية قضوا خلال المعارك ضد القوات التركية والفصائل السورية المعارضة في اليومين الأخيرين.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مدنيين ومقاتلين يتناوبون على حمل النعوش على أكتافهم وسط أجواء من الحزن والغضب بينما كان أقرباء الضحايا يجهشون بالبكاء. وردد المشيعون هتافات بينها “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” و”يسقط يسقط اردوغان” وسط اجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الامن الكردية.

وتزامن التشييع مع دوي غارات تركية على القرى الحدودية وصل صداها الى مدينة عفرين تزامناً مع تصاعد أعمدة الدخان الاسود من المناطق الواقعة شمالها.

وتسببت الغارات الجوية التركية الأحد بمقتل 14 مدنياً بينهم خمسة أطفال وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين منذ بدء الهجوم الى 55 قتيلاً على الأقل.

وتشن تركيا منذ 20 كانون الثاني/يناير هجوماً على منطقة عفرين الحدودية الواقعة في شمال محافظة حلب، تقول انه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها “ارهابية”.

وكثفت تركيا الاثنين قصفها على المنطقة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس الاثنين ان الطائرات التركية “تكثف غاراتها الاثنين مع استمرار القصف المدفعي على منطقتي راجو وجنديرس” عند الأطراف الشمالية والغربية لعفرين.

وتدور الاثنين وفق المرصد، معارك عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة والأكراد من جهة اخرى في تلك المناطق. وتمكنت القوات المهاجمة منذ بدء الهجوم الذي اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تصميمه على مواصلته، من السيطرة على ثماني قرى حدودية، بحسب المرصد.

– تمركز تركي في برصايا –

وتحد تركيا منطقة عفرين من جهتي الشمال والغرب، فيما تحدها مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة من جهتي الجنوب والشرق. وتمكنت القوات التركية مع حلفائها في عملية “غصن الزيتون” الاحد من السيطرة على تلة برصايا الاستراتيجية، المشرفة على مدينة كيليس التركية واعزاز السورية.

وتبادلت القوات التركية والمقاتلون الاكراد السيطرة على هذه التلة مرات عدة خلال الايام الاخيرة.

وأعلى هذه التلة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس الاثنين وصول قائد الجيش الثاني في القوات التركية وقائد الهجوم على عفرين إسماعيل متين تمل وسط استنفار عسكري واجراءات مشددة، لتفقد قواته التي تمركزت في الموقع.

وعملت آليات تركية على استحداث سواتر ترابية على شكل دائري، تمركزت داخلها دبابات ومدرعات تزامناً مع عمل وحدات متخصصة على ازالة الألغام.

وسرع اعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن عمله على تشكيل قوة أمن حدودية تضم مقاتلين أكراد، بدء تركيا هجومها على عفرين بعد التلويح به منذ اشهر عدة.

وتخشى أنقرة من اقامة الاكراد حكماً ذاتياً على حدودها في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سوريا على غرار كردستان العراق.

ورغم التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفان في الاطلسي، ابدى اردوغان الاحد تصميمه على توسيع الهجوم نحو الشرق وخصوصا مدينة منبج التي تسيطر قوات سوريا الديموقراطية عليها وحيث تنشر واشنطن جنودا هناك.

– قتلى في ادلب –

في مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية، حمل وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو على واشنطن “تسليحها منظمة ارهابية تهاجم” تركيا في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية.

ومنذ بدء الهجوم، أقرت أنقرة بمقتل سبعة جنود اتراك، فيما اكد المرصد السوري مقتل 76 عنصراً من الفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا و78 مقاتلا كردياً.

وعبرت عدة دول بينها المانيا وفرنسا وكذلك الاتحاد الاوروبي عن القلق ازاء التدخل التركي الذي يزيد من تعقيد الوضع في سوريا، حيث اوقعت الحرب اكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعها عام 2011.

في موازاة ذلك، بدأ الاثنين وصول الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار السوري الى منتجع سوتشي البحري الروسي عشية اجتماع دعت اليه موسكو 1600 شخصية. لكن رفض هيئة التفاوض السورية التي تمثل ابرز مجموعات المعارضة، وكذلك الاكراد المشاركة في المؤتمر بدد الامال بحصول تقدم ملموس.

على جبهة اخرى، قتل 38 مدنياً على الاقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء غارات لقوات النظام استهدفت بلدات عدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق حصيلة للمرصد الاثنين.

وقتل 21 مدنياً منهم الاثنين، ضمنهم 14 مدنياً في غارة على سوق لبيع البطاطا في مدينة سراقب، بعد حصيلة سابقة للمرصد افادت بمقتل 16 مديناً.

وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 25 كانون الأول/ديسمبر هجوماً يستهدف هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل اخرى في محافظة ادلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار ابو الضهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية